- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
"التراجع عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية سيمس بأمن إسرائيل"
"التراجع عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية سيمس بأمن إسرائيل"
- 4 أكتوبر 2022, 9:52:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذر خبراء ومحللون أمنيون وعسكريون إسرائيليون من تراجع إسرائيل عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، الذي صاغته الولايات المتحدة كونها وسيطة في المفاوضات بين الجانبين. كذلك وصفوا في مقالات نشرتها الصحف الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء، تصريحات رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، بأنه سيلغي الاتفاق في حال عاد إلى منصب رئيس الحكومة بعد انتخابات الكنيست القريبة، بأنه ستلحق ضررا سياسيا وأمنيا بإسرائيل.
ووفقا لرئيس الدائرة السياسية – الأمنية السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، فإن تصريح نتنياهو "خطير ومن شأنه أن يمس بأمن الدولة". وفسّر ذلك بأن "قوة إسرائيل مبنية على قوتها العسكرية إلى جانب الإدراك السياسي والإستراتيجي، الذي من شأنه منع حروب ليست ضرورية. وحروب اللا خيار مفيدة، بينما الحروب غير الضرورية مقرونة بثمن دماء باهظ وبأضرار اقتصادية وإستراتيجية".
وأضاف أنه "لا شك في أن إيران وحزب الله موجودان في مسار مواجهة مع إسرائيل، سيحدث في توقيت ما. لكن قضية المنصات (منصات الغاز) متميزة، وتوجد فيها فوائد لأمن الدولة واقتصادها. وبإمكان إسرائيل الاستمرار في التطور كدولة غاز عظمى إقليمية، وفي الأزمة العالمية الحالية فإن هذا مورد أمن قومي حقيقي".
وتابع غلعاد أن "منصة غاز في لبنان، ويستخرج بواسطة شركات أجنبية، سيحقق توازن نجاعة متبادلة سيرجئ على الأقل المواجهة التي لا يمكن منعها، وتضيف إلى لبنان حقنة قوة اقتصادية من شأنها جعل الجمهورية اللبنانية المنهارة إلى عامل توازن مقابل حزب الله في المستقبل. كما أن رفاهية سكان لبنان الذين ليسوا جزءا من حزب الله هي مصلحة لدولة إسرائيل، لأن مواجهة عسكرية في المستقبل، تؤدي إلى استهداف شديد بالمنظمة الإرهابية، سيلزم إسرائيل بإقامة حلف مع لبنان على خرابه. وإلا فإنه من الجائز أن نضطر إلى البقاء مرة أخرى في الوحل اللبناني لعشرات السنين غير الضرورية ومن خلال دفع ثمن دموي لا حاجة له".
ورأى غلعاد أنه "بالنسبة للتوقيت، فإنه يجب اتخاذ القرار الآن وبذلك السماح باستنفاد المصلحة الأمنية والقومية والاقتصادية الكامنة في توسيع استخراج الغاز لإسرائيل ومنع تورط إسرائيل في مواجهة لا ضرورة لها. والحصول على نقطة لصالحا في الولايات المتحدة، الحلبة الدولية والعربية. وإضافة إلى ذلك، سيكون بالإمكان التركيز لاحقا على بناء قوتنا مقابل التهديد الإستراتيجية من جانب إيران وحزب الله".
من جانبه، وصف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، تصريح نتنياهو بأنه "عديم المسؤولية". ولفت إلى أنه "من الجائز جدا أن نتنياهو كان سيوقع بنفسه على اتفاق مشابه، لو انتخب رئيسا للحكومة. وليس أمن إسرائيل الذي يهم نتنياهو هنا، وإنما المكسب السياسي الذي يعتقد أنه سيحصل عليه نتيجة للخلاف".
وأضاف هرئيل أن الإدارة الأميركية "دفعت الجانبين إلى داخل ممر ضيّق ومارست ضغوطا عليها كي يوقعا. ويرجح أن الاتفاق المقترح هو فعلا الحل الأفضل للجميع. وينبغي أن نتذكر أنه في هذه الصفقة توجد عقوبة على الانسحاب منها في مرحلة متأخرة. وإذا استجابت الحكومة (الحالية) لمطالب نتنياهو وامتنعت عن التوقيع، أو أنه هو نفسه ألغى الاتفاق إذا فاز في الانتخابات، مثلما يهدد، فإن الثمن قد يكون نشوب حرب مع حزب الله. وبعدها أيضا، كما يتوقع، سيقف الجانبان أمام الاتفاق نفسه بالضبط".