الداعية الشيخ خالد سعد يكتب: من الطغيان إلى التمكين: آيات الله في رفع الأذان وإقامة الصلاة في قصر الشعب بسوريا

profile
خالد سعد داعية إسلامي مصري
  • clock 29 ديسمبر 2024, 7:49:20 م
  • eye 220
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قصر الشعب بسوريا

 الحمد لله الذي بنصره تتم الصالحات

إنَّ من سنن الله في خلقه أن يُمهل الظالم، ولكنه لا يُهمله، وإنَّ الأيام دولٌ تدور بين الناس، يُذِلُّ الله بها من يشاء ويُعِزُّ بها من يشاء، {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 140]. وهذا ما شهدته سوريا الحبيبة بعد عقود طويلة من الظلم والقهر، حيث جاء النصر الإلهي ليزيل غشاوة الطغيان، ويرفع شعائر الدين التي حُوربت طويلًا. ومن أعظم المشاهد التي شهدتها الأمة السورية، والتي لم يكن أحد يتصورها، رفع الأذان في "قصر الشعب" في دمشق، وإقامة الصلاة فيه، وصلاة الجماعة بقيادة المسؤولين، وهي مواقف تشهد على عظمة قدرة الله وصدق وعده.

رفع الأذان في قصر الشعب في سوريا

 

من أبرز آيات النصر والتمكين التي رزق الله بها الشعب السوري، أن القصر الرئاسي، الذي كان رمزًا للطغيان والاستبداد، أصبح منبرًا يصدح فيه الأذان، يُعلن أن "الله أكبر" فوق كل طاغية وكل جبّار.

لقد كان القصر الرئاسي لسنوات طويلة مكانًا يُحارب فيه دين الله، حيث تُدار فيه السياسات التي تُضيّق على شعائر الإسلام، وتُفرض فيه القرارات التي تحارب السنة النبوية وتعادي الملتزمين بالدين. ولكن مشيئة الله شاءت أن يتحول هذا القصر إلى ساحة تُعلن فيها العبودية الخالصة لله، ويُرفع فيه الأذان الذي كان يومًا محظورًا في كثير من المساجد، ليكون هذا التحول شهادة على قدرة الله، الذي {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29].

إقامة صلاة الجماعة في القصر الرئاسي

 

ولم يقف الأمر عند رفع الأذان فقط، بل أقيمت الصلوات جماعةً في هذا المكان الذي كان رمزًا للجبروت. أصبحت صفوف المصلين تُقام، وركوعهم وسجودهم يُرى في أروقة القصر الرئاسي، في صورة تهز القلوب وتُبكي العيون.

تلك المشاهد العظيمة جاءت لتؤكد أن الإسلام هو دين العزة، وأن الطغاة مهما حاولوا طمس نوره، فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون. فمن كان يظن أن هذا القصر الذي كانت تُخطط فيه السياسات التي تُحارب الإسلام سيصبح يومًا ساحةً لإقامة الصلاة والجماعة؟!

 

رئيس الوزراء خطيبًا في المسجد الأموي بدمشق

 

ومن أعظم النعم التي أكرم الله بها الشعب السوري أن المسؤولين في الدولة أصبحوا قادة للدعوة إلى الله، يتقدمون الناس في الخير، ويتولون الخطابة في أعظم مساجد سوريا، المسجد الأموي الكبير في دمشق.

المسجد الأموي، الذي كان شاهدًا على تاريخ الإسلام في الشام، عاد ليكون مركزًا للدعوة والخطابة، حيث يصعد المنبر فيه رئيس الوزراء ليلقي خطبة الجمعة، يدعو الناس إلى الالتزام بشرع الله ويحثهم على إقامة الدين.

هذه الصورة التي لم يكن أحد يتصورها، والتي كانت تبدو في سنوات الطغيان ضربًا من الخيال، أصبحت حقيقة واقعة بأمر الله، القائل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].

من أعظم آيات الله

إنَّ رفع الأذان في قصر الشعب، وإقامة الصلاة فيه، ووقوف رئيس الوزراء خطيبًا في المسجد الأموي، هي من أعظم آيات الله التي يُذكّر بها عباده. فالله وحده الذي يُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء، يُبدل الحال من ظلمٍ وقهر إلى عدلٍ وتمكين، ومن طغيانٍ وجبروت إلى عبوديةٍ خالصةٍ لله.

فهذه النعم الجليلة، التي لم يكن أحد يتصورها، جاءت لتؤكد أن الأمر كله لله، يُداول الأيام بين الناس ليعلم المؤمنين ويميز الخبيث من الطيب. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

الحمد لله الذي نصر عبده

نسأل الله أن يُتم هذا النصر العظيم، وأن يُعلي راية الإسلام في كل مكان، وأن يُوحّد صفوف المسلمين تحت لواء الحق. والحمد لله الذي أعزَّ دينه وأهله، وأذل الكافرين والمنافقين، وجعل العاقبة لعباده المتقين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)