- ℃ 11 تركيا
- 8 يناير 2025
الدكتور سامي الريشوني يكتب: غزة تستغيث...الإنسانية تنادي
الدكتور سامي الريشوني يكتب: غزة تستغيث...الإنسانية تنادي
- 7 يناير 2025, 7:52:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدكتور سامي الريشوني
رئيس الجمعية الصحية اللبنانية
في عصرٍ يدّعي فيه العالم التقدم والرقي الإنساني، نشهد وجهاً جديداً للحروب الظالمة، حروب لا تستهدف الجيوش أو الأنظمة العسكرية، بل تصوّب سهامها نحو أنبل رموز الإنسانية:
الكوادر الطبية، التمريضية، ورجال الدفاع المدني والإطفاء. أولئك الجنود المجهولون الذين يكرسون حياتهم لخدمة المرضى وإنقاذ الأرواح.
ما يجري في غزة الجريحة هو جريمة أخلاقية وإنسانية بكل المقاييس.
استهداف المستشفيات، سيارات الإسعاف، والفرق التطوعية التي تعمل دون كلل لإغاثة الأبرياء، هو انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية ولأبسط حقوق الإنسان.
في الأيام الماضية، تعرّض الدكتور حسام أبو صفية، "الشهيد الحي"، للاعتقال والتعذيب. وكانت "جريمته" الوحيدة أداء واجبه الإنساني في إسعاف المرضى وإنقاذ الأرواح.
كيف يمكن للعالم أن يصمت أمام هذا المشهد المأساوي؟
كيف تُستباح أرواح الأطباء، الممرضين، ورجال الإغاثة، وهم يحملون رسائل الرحمة والحياة؟
الدكتور حسام أبو صفية، الذي وقف بجسده العاري في وجه دبابات العدو دفاعاً عن المرضى والمستشفيات، وتعرض لأبشع أشكال التعذيب،
أصبح رمزاً للفخر.
إنه نموذج للكرامة، العزة، النضال، والتضحية في سبيل الدفاع عن الجسم الطبي.
أليس من واجب العالم أن يصون هذه الرسالة الإنسانية النبيلة؟
إننا ندين بأشد العبارات هذه الانتهاكات الوحشية، ونناشد المؤسسات الدولية والإنسانية اتخاذ موقف حازم
تجاه هذه الجرائم.
لا بد من تحرك عاجل لحماية الكوادر الطبية والإغاثية في غزة، وفي جميع المناطق التي تعاني من ويلات الصراعات.
ما يحدث ليس مجرد اعتداء على أفراد، بل هو اعتداء على قيم الإنسانية بأسرها.
وصمت العالم أمام هذه الكارثة
هو شريك في الجريمة.
وهنا، ندعو نقابات الأطباء، الممرضين، الصيادلة، والمستشفيات في لبنان،
وفي جميع الدول العربية والعالم،
إلى التحرك الفوري واستنكار ما يجري
على أرض غزة،
أرض العزة والكرامة.
دعماً ونصرةً للجسم الطبي والصحي والإغاثي في غزة، وفي كل فلسطين
التي تنزف تحت وطأة الظلم والعدوان.