تكبير الخط تصغير الخط

حكومة المستوطنين الفاشية العنصرية تتقاسم الأدوار فمن الدعوة إلى محو حُوَّارَة  إلى نفي تاريخ الشعب الفلسطيني فدعوة إلى اقتحامات للأقصى وإجراءات مشددة ضد المصلين.

أشعر أن العدو الصهيوني أصبح قِطاً يُحْصَر في زاويةٍ وتُحاصِرُه أعماله القبيحة ، ولذلك أصبحت خربشاته كثيرة ، لشعورة بأن مخالبه لم تعد ذات المخالب التي كانت تخيف العرب والمسلمين ، فبعد أنْ كنا نرى وزيراً يُسيء ، ووزيراً يُحاولُ أنْ يُرَقِّع.

لقد أصبحنا لا نرى في هذه الحكومة المتطرفة إلا المُسيء  القبيح، ويظهر هذا جلياً في أفعال الوزراء المستوطنين في حكومة الإحتلال ، فسموتريتش وزير المالية الصهيوني ، يُصَعِّدُ ضد شعبنا ، فتارة يريد مَحْوَ حُوَّارَة ، وتارةً يحاولُ إظهار أن الفلسطينيين يتخذون المقدسات للعب الأطفال ، ليُؤلِّب ضد المسلمين وأنهم يَسْتَخِّفُون بالمقدسات ، وتارةً يَدَّعِي وينْفي وجود شعبنا وتاريخه ، وأنه لم يكن موجوداً قبل مئة عام ، واليوم يدعو مستوطنوه إلى اقتحامات مُكَثَّفة ضدّ المسجد الأقصى ، ويُصْدِرُ وزراؤه اعتداءات جديدة بمنع المصلين من أبناء شعبنا الصلاة في المسجد الأقصى المبارك ، فيُحَدِّد الأعمار ويمنع الأطفال ويحاول إغلاق المسجد الأقصى المبارك.

أظن أن الإحتلال لم ولن ينس أنهم رفضوا الانصياع لنبيهم موسى عليه السلام خوفاً من مواجهة الفلسطينين الجبابرة.

وأظن أن الإحتلال لم ولن ينس أن علماء الآثار اكتشفوا رُفات أكثر من 200 شخص في مقبرة عسقلان، ومع اختبارات الحمض النووي والكربون المُشِع على عينات العظام تبين أن تاريخها يعود إلى ما بين القرن الحادي عشر والقرن الثامن قبل الميلاد، وهم بذلك ينهون الجدل حول الأصول الجغرافية للفلسطينيين ، وقد ذاع اسم الفلسطينيين بناء على المصطلح الذي أطلقه الرومان على المنطقة في القرن الثاني الميلادي، الذي يستخدم اليوم من قبل الفلسطينيين.

وأظن أيضاً أن وزراء الإحتلال لن ينسوا أن طليعة جند صلاح الدين الأيوبي يوم حَرَّر المسجد الأقصى كانت من الفلسطينين.

ومن المؤكَّد أنّ الإحتلال يعلم جيدا أنّ سُكانه من المحتلين ليسوا يهوداً أصليين ، إنما هم مرتزقة تجَمَّعوا من سائر الأقطار ، وإن وَعْد الله الذي قال: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) سيتحقق فيهم بإذن الله ، ونحن متفائلون أنّ هذا الوعد ما هو إلا قاب قوسين أو أدنى ، وإنه مُحَقَّقٌ بإذن الله ، وإن شعبنا قادرٌ على دَحْرِهِ وتحرير أرضه ، وإن إجراءاته ضد أهلنا في مدينة القدس ، ومنعه المصلين ودعوته لاقتحامات المسجد الأقصى في أول أيام شهر رمضان لم ولن تثني شعبنا ، الذي ينام ويصحوا وهو يحلم كيف يحرر المسجد الأقصى ويُزيح هذا الطغيان عنه ، ولذلك فإن مقاومته تأتي في هذا المضمار   وهو يفعل ذلك دون يأس ، فإن يئست النملة دون أن تحقق هدفها ، فإن شعبنا لم ييأس أبداً ولن يهدأ حتى يحقق سائر أهدافه بإذن الله وسيعلم العدو عندها من هو صاحب الجذور الأصيلة.