الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: سيناريوهات متوقعة: العين على إيران والضرب للجهاد وحزب الله عسى أن تُقَصّ الأيدي!

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 1 يونيو 2023, 12:11:22 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تَخَوُّفُ إسرائيل بأنَّ إيران ربَّما أصبحت دولة نووية ، جعلها تثور في وقتٍ هي بأمس الحاجة إلى إشعال المنطقة منْ حولها ، شرط أن لا تُؤْذَى، وهذا واضحٌ في سلوك اليمين المتطرف وحكومته، حيث إنَّهم جميعاً مثل رئيسهم في التجاوزات الأخلاقية والمالية، وهم على استعدادٍ لفعل أي شيء في سبيل عدم محاكمتهم وسجنهم، فلو خرجوا من الحكومة لكان السجن هو المصير، وعلى رأس هؤلاء بالدرجة الأولى نتنياهو.

ومع اشتداد الاحتجاجات والتهاب الضِّفَّة ، وعجز إسرائيل عن إخضاع المقاومة وعلى رأسها حماس، وصعوبة فتح الجبهات والساحات دفعةً واحدةً ، كان السيناريو الذي يُمْكِنُ أن يُمَكِّنُ لإسرائيل هو ما يلي:
(1) إنَّ أي ضربة لإيران تحتاج تحشيد ومشاركة دولية فإسرائيل ليس بمقدورها أن تضرب إيران وحدها.
(2) إسرائيل بحاجة للمشاركة الدولية لتنال الضربة الإستباقية والبداية، ثم تترك الشركاء لإكمال المهمة فتنشغل إيران بالمواجهة دولياً وتكون إسرائيل في مأمن وهذا يحتاج على إقناع المجتمع الدولي.
(3) إسرائيل لا تضمن دخول حزب الله والجهاد وحماس في المواجه بعد الحلف المعلن عنه، وهذا يُؤرِّقُها، فإنَّه يعني خنق إسرائيل وإنهاكها نهائياً لو أقدمت على ضرب إيران دون ترتيب وتنسيق مسبق.
(4) ضرورة إلجام المقاومة بأيِّ ثمن على مِحْوَرَيْ لبنان وغزة، وهذا يقتضي تنفيذ هجمات سريعة.
(5) الخيار صعب والجهاد الإسلامي هو الأسهل من حماس وحزب الله لما يلي:
- حماس أصبحت قوة تثخن في الإحتلال وبعد التجربة فإن حسم المعركة معها غير مضمون، لكنها تعمل ضمن استراتيجيات وتقيدها الاتفاقات، فمواجهتها ستفضح والاتفاق معها هو الأنجع، وذلك من خلال عقد الاتفاق سياسياً شرط أن لا تتدخل لو تم اشعال حرب مع إيران، ولهذا بدأ الوسطاء يعملون بشكل مكوكي، وكانت إعاقة صرف المنحة القطرية بسبب ذلك.
- حزب الله مرتبط ارتباطاً كاملاً تامَّاً مع إيران، وهو ذراع رسمي لها ، ولا يمكن الإنفراد به بأي اتفاق سياسي، لذلك لا بد أن يُضرب عسكرياً بأي شكل.
- الجهاد الإسلامي لا ينضبط عند حدوث أي أمر داخل فلسطين فكيف لو أشعلت الحرب مع إيران ، وهو الذي يعتبر نفسه ابناً لها وليس حليفاً، ولكنَّه يبق الأسهل، فهو لا يخضع في الميدان لقيادة واحدة، ولا تضبطه اتفاقيات سياسية، فلو تم الإتفاق مع قيادة غزة لخرجت قيادة الخارج والعكس، وهذا يعني ضرورة ضرب الجهاد ولجْمه، والبدء به هو الأسهل.
(6) كان القرار في المرحلة الأولى هو ضرب الجهاد الإسلامي وتم تصفية قيادته، وظنَّ الإحتلال أنَّه انتهى من المرحلة الأولى.
(7) المرحلة الثانية: تحييد حماس ، وضرورة عقد اتفاق سياسي معها يقضي بعدم تدخلها حال نشوب حرب في المنطقة، وهذا ربَّما تحصل عليه إسرائيل حال عدم تجاوز الخطوط الحمراء في المسجد الأقصى ومدينة القدس والأسرى بالدرجة الأولى. 
(8) المرحلة الثالثة: ضرب حزب الله وتدمير قوته والإثخان فيه، وتدخل دولي لإخضاعه باتفاق يُلْجِمُه. 

إن إسرائيل من خلال المعطيات تسعى حثيثاً لتحقيق ذلك في الوقت الذي تُحَشِّد فيه المجتمع الدولي لإعانتها على حزب الله وإيران، والحقيقة أنها لن تستطيع ضرب إيران، ومن الممكن أن تأخذ الضوء الأخضر لضرب حزب الله، والسؤال: هل إسرائيل جاهزة لاستقبال آلاف الصواريخ من حزب الله، وهل باستطاعتها أن تشعل حرباً لا تعرف نتائجها، ولربما تكون نهاية حكومتها، هذا ما ستظهره الأيام الحبلى المقبلة.

التعليقات (0)