- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: تفاءلوا فعجلة التاريخ لن تعود للوراء
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: تفاءلوا فعجلة التاريخ لن تعود للوراء
- 29 مايو 2023, 9:40:43 ص
- 318
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا تنزعجوا فالبناء ليس كالهدم ، فعندما سقطت الأمّة كان هدمها سريعاً واستطاع الاحتلال في غضون أيام قليلة بمساعدة الخونة من الحكام العرب السيطرة على أراضينا دون معاناة .
مضت حقبة الجيل المُضَيِّع ، وانتهت مرحلة الهدم ، واستغرق بناء النفوس زمناً ، لتتخلص من آثار الإنهزام وترتقي بنفوسها إلى إمكانية أنْ يعود الأمل من جديد ، ليأتي جيلٌ هو ثمرة جيل البناء ، جيلٌ لا يعرف للخوف طريقاً ، ولا يحسب حساباً للموت ، جيلٌ عرف أنّ مواجهة عدوه والنصر عليه تقتضي مواجهته بالعلم ، العلم الذي يقتضي أن نواجه به عدونا ، عسكرياً وتكنولوجياً ، وهندسياً وفضائياً ، وتصنيعياً وإعلامياً ، حتى اجتماعياً وفي كل المجالات ، فجعل كل همِّه كيف يحقق الإنجاز ولو أدى ذلك إلى موته.
ولقد رأينا كيف وقفت تسيفي ليفني في عاصمة أكبر رئيس دولة عربية لتعلن من هناك عن انهاء حكم حماس واجتثاثها ، وهي التي كانت فيه حماس يومها منعزلة انعزالاً تاماً ، ناهيك عن ضعفها بسبب استنزافها من ابن البلد ، الذي أنهكها بإفساده في الأرض وإراقته للدماء واعتقاله الشرفاء ، إضافة إلى المحرقة التي قام فيها العدوّ بعدوانه ، فابتلعت العديد من الشهداء وخرّبت الأراضي والبيوت.
وبرغم هذا الضعف وهذا التكالب ، لم يستطع العدوّ اجتثاث هذه الحركة ، ليتكرر العدوان مراراً ، وفي كل مرة نجد جلداً جديداً وتطوراً جديداً ، وإيلاماً للعدو أكثر ، حتى رأينا إدارة معركة سيف القدس التي شلَّت الإحتلال واذلّته.
اليوم نجد المرجفين الذين يتلذذون بآهات شعبنا ، ويبثون سمومهم ، ويشوهون المقاومة ، حتى صدَّقت شريحة كبيرة بأنّ المقاومة لا تعمل لتحرير الأرض ، إنما لجلب المصالح والدولار ، ونسي هؤلاء أننا نسمع بين الفينة والأخرى عن شهداء يرتقون أثناء التجهيز والإعداد ليوم الفرقان!!!
إنّ واقعنا ليؤكد أنّ الماضي لن يعود ، ومن امتنع عن الاجتثاث حال الضعف ، لن يكون لقمة سائغة وهو في أوج قوته ، ومن أذاق عدوه الويلات حال ضعفه ، سيذيق عدوه كأس المنون بإذن الله.
وإنْ كانت السياسة ضرورية في منظومة عالمية تبيت ليلها تدبر لإسقاط المقاومة وقضيتنا ، وتنهك مجتماتنا لتجعلها لا تفكر إلا بلقمة عيشها ، فإن هذا لا يعني أنّ شعبنا سيتسلم لعدوه ، فهذا مستحيل ، وإنما هو البناء الذي يستغرق سنين ليقطف صاحبه الثمرة ويسكنه بعد معاناه ، فصاحب البيت الذي هُدِم بيتُه في لحظات ، سيستغرق وقتاً في بناء بيته ، وهذا لا يعني أنه استسلم للهدم.
((لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا)) الأحزاب