- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الرئيس الإيراني يصل تركيا.. زيارة لتسوية الخلافات وإنهاء الحرب على غزة
الرئيس الإيراني يصل تركيا.. زيارة لتسوية الخلافات وإنهاء الحرب على غزة
- 24 يناير 2024, 12:45:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صورة تعود إلى العام 2022 للرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني ابراهيم رئيسي في طهران © مصطفى كاماتشي / المكتب الإعلامي للرئاسة التركية/ا ف ب
وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء، للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان وحضور الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
وحطت الطائرة التي تقل رئيسي والوفد المرافق له في مطار أسن بوغا.
وكان في استقباله بالمطار، وزير الشباب والرياضة التركي، الرئيس المشارك للجنة الاقتصادية التركية - الإيرانية المشتركة عثمان أشقن باك، ونائب والي أنقرة متين سلجوق، ووزير النفط الإيراني جواد أوجي، وسفير طهران لدى أنقرة محمد حسن حبيب الله زادة، وعدد من المسؤولين.
ومن المزمع أن يبحث الرئيسان العلاقات الثنائية، والتطورات الأخيرة في قطاع غزة وقضايا إقليمية مثل الوضع في العراق وسوريا والقوقاز وأفغانستان والحرب الأوكرانية.
زيارة مؤجلة
وتأتي زيارة رئيسي لأنقرة فيما بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تأجيج التوترات وتصعيد القتال في كل أنحاء الشرق الأوسط.
كثّفت الولايات المتحدة وبريطانيا ضرباتهما الجوية المشتركة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن ردا على هجماتهم على سفن شحن في البحر الأحمر.
واستهدفت إسرائيل شخصيات مرتبطة بطهران في سوريا ويبدو أنها على وشك شن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وتبادلت إيران وباكستان الأسبوع الماضي ضربات ضد أهداف وُصفت بأنها "إرهابية" وكثفت تركيا هجماتها ضد مجموعات كردية في سوريا وإيران.
وأجبرت وتيرة التصعيد السريعة في الشرق الأوسط رئيسي على إرجاء زيارته لأنقرة مرتين.
وأُلغيت محادثات كانت مقررة في أنقرة مطلع يناير بعدما تسبب انفجاران تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل 89 شخصا في ضريح اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري والذي قُتل عام 2020 في غارة أميركية في العراق.
وألغيت رحلة سابقة كانت مقررة في نوفمبر بسبب تضارب الجداول الزمنية للدبلوماسيين المشاركين في المشاورات حول الحرب في غزة.
وأوضحت الرئاسة التركية أن رئيسي وإردوغان سيقيمان مؤتمرا صحفيا بعد إجراء محادثات وترؤس اجتماع لكبار وزرائهما خلال الزيارة التي تستغرق يوما.
علاقات معقدة
وأضافت الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، في السابع من اكتوبر الماضي، إلى تعقيد علاقة تركيا مع إيران.
ويصور إردوغان حركة حماس، المدعومة من إيران، على أنها حركة تحرير ومقاومة منتخبة بشكل شرعي وليست منظمة "إرهابية" كما تصنّفها خصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشبّه إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالزعيم النازي أدولف هتلر لمواصلته الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 25 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وأدى العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر إلى تحويل معظم القطاع الفلسطيني المحاصر إلى أنقاض وحرمته من الغذاء.
على الجانب الآخر، يتحدّث محلّلون عن الغضب الذي يعبّر عنه في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في إيران إزاء استمرار العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.
ويضاف ذلك إلى التوترات القائمة بين القوتين الإقليميتين في سوريا حيث دعمتا معسكرين متعارضين في الحرب الأهلية في البلاد، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول جيب ناغورني قره باغ.
وقال مدير مركز اسطنبول للدراسات الإيرانية حقي أويغور لوكالة فرانس برس "لطالما كانت العلاقات بين تركيا وإيران معقدة ومتعددة الأبعاد".
وأضاف "لطالما كانت تركيا قادرة على إدارتها، على إيجاد حل وسط بطريقة أو بأخرى. أعتقد أن شيئا مماثلا سيحدث الآن".
وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن رئيسي سيرأس "وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى" في أول زيارة رسمية له لتركيا منذ انتخابه عام 2021.
احتواء الصراع
تتشارك إيران وتركيا حدودا تمتد على 535 كيلومترا، كما يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية الوثيقة والخلافات الدبلوماسية.
دعمت تركيا جهود المعارضة لإطاحة الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا خلال الحرب الأهلية السورية.
وتزايد قلق إيران مع تزويد تركيا أذربيجان أسلحة لمساعدتها على هزيمة الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، ومجددا العام الماضي.
كذلك، تتخوّف طهران من أن يؤدي صعود جديد لباكو في منطقة القوقاز إلى تغذية الطموحات الانفصالية للأقلية العرقية الأذربيجانية الكبيرة في إيران.
ويعتقد محللون أن الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسَين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط.
وقال أراش عزيزي الأستاذ في جامعة كليمسون "من المحتمل أن يعلن رئيسي وإردوغان بعض الإجراءات الرمزية بشأن فلسطين".
وأضاف "لكنني أعتقد أن الجزء الأكبر من تركيزهما سيكون على طريقة احتواء الصراع والتأكد من عدم توسعه، وهو أمر تريده كل من أنقرة وطهران".