تكبير الخط تصغير الخط

يستقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، الرئيس السوري أحمد الشرع بمراسم رسمية في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، حيث تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا والأوضاع الأمنية، مع التركيز على وجود قوات سوريا الديمقراطية قرب الحدود المشتركة، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP).

محادثات حول إعادة الإعمار والأمن

تأتي هذه الزيارة استجابةً لدعوة رسمية من الرئاسة التركية، حيث سيجري الرئيس السوري محادثات مع القادة الأتراك حول إعادة إعمار سوريا والتطورات العسكرية في الشمال السوري. 

وأوضح رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، عبر منصة "X"، أن المحادثات ستركز على "الإجراءات المشتركة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي، وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".

تركيا تسعى إلى تعزيز تعاونها مع دمشق لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية، التي تتلقى دعمًا أمريكيًا وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا. 

وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.

تركيا كلاعب رئيسي في إعادة إعمار سوريا

أفادت صحيفة "ديلي صباح" التركية أن أنقرة تُعدّ فاعلًا رئيسيًا في جهود إعادة إعمار الاقتصاد السوري بعد سقوط نظام الأسد، مشيرةً إلى أن العلاقات الاقتصادية التاريخية بين البلدين وخبرة تركيا في القطاعات الحيوية تؤهلها للمساهمة بشكل كبير في عملية إعادة البناء.

موقف أردوغان من الثورة السورية

سبق أن وجّه الرئيس التركي تحية إلى "شباب سوريا الثوريين" الذين واجهوا النظام القمعي، مشيدًا بصمودهم إلى جانب شباب فلسطين، لا سيما في غزة. 

وأكد أردوغان في تصريحات سابقة أن "مؤامرة المئة عام" التي استهدفت المنطقة تتفكك، معلنًا بداية مرحلة جديدة من الرخاء والازدهار.

تأثير سقوط نظام البعث على تركيا والمنطقة

أردوغان شدد على أن سقوط نظام البعث في سوريا وإنشاء حكومة جديدة تضم جميع الأطياف سيساهم في تحسين الأوضاع في تركيا، خاصة في مدينة مرسين التي تستضيف حوالي 183 ألف لاجئ سوري تحت الحماية المؤقتة. 

كما أكد أن جزءًا من اللاجئين السوريين سيعودون إلى وطنهم للمشاركة في إعادة بنائه، مع التأكيد على أن تركيا لن تجبر أحدًا على المغادرة.

دعم تركيا للوحدة السياسية في سوريا

أكد الرئيس التركي أن بلاده لن تمارس التهجير القسري ولن تتسامح مع أي تمييز عنصري ضد اللاجئين السوريين، موضحًا أن تركيا ستواصل دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الوحدة السياسية لسوريا والحفاظ على استقرارها وسلامتها الإقليمية.

التحولات الإقليمية والسياسية

أوضح أردوغان أن حقبة الانقسامات قد انتهت، مشيرًا إلى أن الموارد الطبيعية في سوريا، التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "واي بي جي"، ستصبح في أيدٍ أمينة، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.

تشكيل حكومة سورية جديدة

في 8 ديسمبر 2024، أعلنت فصائل سورية معارضة سيطرتها على دمشق، مما أدى إلى الإطاحة بنظام حزب البعث، وتكليف أحمد الشرع بتشكيل حكومة انتقالية. وفي اليوم التالي، تم تعيين محمد البشير رئيسًا للوزراء.

تركيا تقف إلى جانب سوريا

أكد أردوغان أن تركيا ستواصل دعم الشعب السوري في بناء دولته، داعيًا الدول الإسلامية إلى تقديم المساعدة لسوريا في هذه المرحلة الحرجة. كما أعلن قرب افتتاح قنصلية تركية في حلب، مشيدًا بجهود أحمد الشرع في قيادة المرحلة الانتقالية.

وأشار أردوغان إلى أن سقوط نظام الأسد يمثل نهاية عقود من الظلم، مشيدًا بشجاعة السوريين الذين حرروا بلدهم من "عصابة القتلة". وأكد أن بلاده ستساعد السوريين في العودة إلى وطنهم دون فرض ذلك عليهم قسرًا.

أول زيارة خارجية للشرع إلى السعودية

زار الرئيس السوري أحمد الشرع السعودية في أول زيارة رسمية له بعد توليه الرئاسة، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض. 

وناقش الطرفان سبل دعم استقرار سوريا وتعزيز العلاقات العربية معها، إلى جانب الجهود المبذولة لرفع العقوبات المفروضة على دمشق.

تركيا ترسل أول وفد دولي إلى دمشق

في 12 ديسمبر، وصل وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق برئاسة رئيس جهاز المخابرات إبراهيم كالن، في أول زيارة رسمية لوفد دولي إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مما يعكس الدور الفاعل لتركيا في المرحلة السياسية المقبلة.

لقاء وزير الخارجية التركي بالقيادة السورية

التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالرئيس أحمد الشرع في دمشق، حيث أكد الجانبان على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري لضمان الاستقرار في سوريا. 

كما شدد فيدان على موقف تركيا الرافض لاستغلال الوضع في سوريا من قبل أطراف خارجية، خصوصًا إسرائيل.

رسالة أردوغان للشعب السوري

وجّه الرئيس التركي رسالة إلى السوريين، أكد فيها موقف بلاده الداعم لهم، مشيدًا بصمودهم في وجه نظام الأسد. 

كما أكد أن "سوريا للسوريين"، وأنه لا مكان للمنظمات الإرهابية في مستقبلها، مشددًا على التزام تركيا بمساعدتهم في إعادة إعمار وطنهم.

المرحلة القادمة لسوريا

أكد أردوغان أن "مرحلة الظلام انتهت" في سوريا، وبدأت مرحلة جديدة تتيح للسوريين بناء دولتهم على أسس ديمقراطية، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم هذا التحول لضمان مستقبل مستقر للبلاد.