- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
العلاقات التركية الليبية
تبط تركيا وليبيا بعلاقات متينة في مجالات عدة اقتصادية وسياسية وعسكرية، والمرحلة المقبلة من المرتقب أن تشهد تعاونا أكبر بين البلدين.
وشكلت الزيارة التاريخية التي قادت رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة،وعلى رأس وفد حكومي ضم 14 وزيرا إلى تركيا خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
تعاون اقتصادي وتجاري
يرتبط البلدان باتفاقية التجارة الحرة، موقعة في 2009، وبالنظر إلى أن اقتصادهما متكاملين فمن شأن ذلك مضاعفة المبادلات التجارية بينهما.
وتستعد ليبيا لإعادة إعمار ما دمرته الحرب طيلة السنوات العشر الأخيرة، والشركات التركية لها خبرة في هذا المجال خاصة في قطاع الإنشاءات والأشغال العمومية.
حيث دعا الدبيبة، المستثمرين الأتراك إلى العمل في كل مدن ليبيا جنوبها وشرقها وغربها.
كما أكد رجال أعمال أتراك، حرص شركاتهم على استكمال مشاريعها المتوقفة في ليبيا، وضرورة دفع مستحقاتها العالقة.
التعاون الأمني والعسكري
خلال لقائه برئيس الحكومة الليبية، في 12 أبريل الجاري، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار،
إن بلاده "ستواصل تقديم المساعدات والتدريبات والدعم الاستشاري في المجالات العسكرية والأمنية للأشقاء الليبيين".
وأوضح أكار، أنهم "سيقدمون الدعم اللازم من أجل ليبيا مستقرة ومستقلة وذات سيادة".
في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقّع الجانبان التركي والليبي، مذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية،
بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
وتنفيذا لمذكرة التعاون الأمني، دعمت تركيا حكومة الوفاق الوطني آنذاك في مواجهة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعومة من دول عربية وأوروبية،
والتي كانت تنازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
ولعب الدعم التركي دورا رئيسيا في قلب معادلة القتال ومنع العاصمة طرابلس من السقوط في يد مليشيات حفتر والمرتزقة الأجانب الداعمين له، خاصة مع بداية يناير/كانون الثاني 2020.
قبل أن يتم إجبار مليشيات حفتر على الانسحاب من معظم المنطقة الغربية في يونيو/حزيران الماضي،
وتضطر للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في 23 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "الدعم الذي قدمته تركيا للحكومة الشرعية في ليبيا حال دون سقوط طرابلس،ومنع ارتكاب مجازر جديدة، وضمِن وقف إطلاق النار"
الطاقة الكهربائية.
وخلال زيارة الوفد الوزاري الليبي إلى تركيا، برئاسة رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة،
تم التوقيع على بروتوكول لإنشاء محطة كهربائية في ليبيا"، و"مذكرة تفاهم لتأسيس 3 محطات كهرباء في ليبيا".
وسبق لشركة "جاليك" التركية للطاقة الكهربائية، أن نفذت أول أعمالها في ليبيا عام 2014،
وذلك بإنشاء محطة الخُمس للطاقة الكهربائية (100 كلم شرق طرابلس) وتم تسليم المحطة الكهربائية لوزارة الكهرباء الليبية في 2018.
وفي 2007، وقّعت شركة "أنكا" التركية للطاقة الكهربائية، على اتفاقية إنشاء محطة غازية لإنتاج الكهرباء في مدينة أوباري (جنوب غرب)،
وانطلقت الأشغال في 2010، لكنها توقفت عدة مرات بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي 2017 أعلنت شركة "أنكا" إنهاء القسم الأكبر من مشروع محطة أوباري الغازية لتوليد الكهرباء.
التعاون في الميدان الصحي
أرسلت تركيا في 14 أبريل الجاري، 150 ألف جرعة من لقاح سينوفاك الصيني،
وشحنة من الأدوية الخاصة بمرضى فيروس كورونا إلى طرابلس، على متن طائرة عسكرية، في إطار التعاون المشترك بين الدولتين.
ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الدبيبة، في 12 أبريل الجاري، بأنقرة، أن تركيا ستسلم 150 ألف جرعة من لقاح كورونا لليبيا.
وفي 3 أبريل الجاري، افتتحت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”،
مستشفى مصراته للعلاج الفيزيائي (200 كلم شرق طرابلس)، وزودته بأحدث الأجهزة الطبية، بناء على توجيهات من الرئيس أردوغان.
وسبق لتركيا أن أرسلت مساعدات طبية إلى ليبيا في 2020، على دفعتين لمساعدتها على مواجهة فيروس كورونا.
التعاون الإعلامي
تعتزم تركيا وليبيا إنشاء منصة إعلامية مشتركة، تهدف إلى المساهمة في تعزيز العلاقات الإعلامية بين البلدين،
بعد توقيع رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد عمار اللافي،
على "مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام".
وسيتم عبر المنصة إنشاء بنية تحتية لشبكة علاقات إعلامية سليمة بين البلدين
, وذلك من خلال إنشاء جسر للتواصل بين قادة الرأي في البلدين وتنظيم برامج للتبادل والتدريب المهني.
كما سيتم أيضا تأسيس شراكات مع ممثلين إعلاميين وقطاعات مختلفة، وتنفيذ أعمال تلفزيونية وسينمائية مشتركة،
ومكافحة التضليل الإعلامي على الساحة الدولية، وإجراء أعمال مشتركة مع المؤسسات الإعلامية الرسمية في البلدين.
ومن المقرر تعيين الطرفين للجنة عمل مشتركة من أجل إعداد خطة تفصيلية تهدف لتشغيل المنصة الإعلامية في غضون 3 أشهر بعد دخول مذكرة التفاهم حيز التنفيذ.
وستُعد اللجنة اجتماعات منتظمة في البلدين بالتناوب، في مواعيد معينة تحددها القنوات الدبلوماسية.
التعاون السياسي والاستراتيجي
شكل انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وليبيا، في أبريل الجاري، بأنقرة،
خطوة مهمة نحو التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خصوصا أن الوفد الحكومي الذي قادة الدبيبة ضم 14 وزيرا، ما يعكس أهمية هذه الزيارة التي وصفها الرئيس أردوغان بـ"التاريخية".
وعبر أردوغان عن دعمه السياسي لليبيا، من خلال دعوته المجتمع الدولي لتقديم "دعم صادق" لها، لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
كما يشكل تمسك الحكومة الليبية باتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا، إحدى أوجه التعاون الاستراتيجي بعيد المدى بين البلدين.
ففي 6 أبريل الجاري، شدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، "أهمية أي اتفاقية بحرية تحفظ حقوق ليبيا وتركيا واليونان".
وفي مؤتمر صحفي بطرابلس مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، قال الدبيبة، "نؤكد دائما على أهمية أي اتفاقية تساهم في وضع الحلول المناسبة وتحفظ حقوق ليبيا واليونان وتركيا".
وفي 9 مارس/ آذار الماضي، أعرب الدبيبة عن تمسكه بمذكرة التفاهم الليبية التركية حول مناطق الصلاحية البحرية، مشددا على أنها في صالح بلاده.
فيما أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، عزم بلاده المحافظة على المصالح المشتركة التي تجمعها مع تركيا،عقب تسلمه أوراق اعتماد السفير التركي الجديد لدى ليبيا، كنان يلماز.
وأعلن المنفي، أنه "سيتم المحافظة على المصالح المشتركة التي تجمع البلدين (تركيا وليبيا) خلال فترة عمل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية".
وفي 16 مارس/آذار الماضي، تسلم كل من المنفي، ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة،
مهامهما لقيادة ليبيا إلى انتخابات عامة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأجرى المنفي ووفد مرافق له، في 26 مارس، زيارة عمل إلى تركيا تعتبر الأولى من نوعها بعد توليه منصبه، تلبية لدعوة الرئيس أردوغان.