من واحة خضراء إلى منطقة منكوبة

القرارة.. بلدة زراعية تحولت إلى أنقاض تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي

profile
  • clock 20 أبريل 2025, 3:17:30 م
  • eye 472
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

من واحة خضراء إلى منطقة منكوبة

في أقصى الجنوب الفلسطيني، وتحديدًا شمال مدينة خان يونس، تقع بلدة القرارة، التي لطالما اشتهرت بهدوئها وخصوبة أراضيها الزراعية، إلا أن هذا المشهد تغيّر كليًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. فقد تحولت القرارة من واحة خضراء إلى ساحة من الدمار والخوف، بعد أن طالها القصف الإسرائيلي الذي لم يترك شيئًا إلا ودمّره.

غارات الاحتلال تُدمّر البشر والحجر

منذ الأيام الأولى للعدوان، استهدفت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية منازل البلدة ومدارسها وأراضيها الزراعية، مخلّفة دمارًا واسعًا، وأجبرت مئات العائلات على النزوح القسري وسط ظروف إنسانية قاسية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

بلدية القرارة أكدت أن الاحتلال دمّر نحو 6000 وحدة سكنية بالكامل، فيما تضررت أكثر من 4000 وحدة سكنية أخرى جزئيًا، كما تم تجريف 60% من الأراضي الزراعية، ما يشير إلى محاولة منظمة لتهجير السكان واستهداف النسيج الزراعي والاجتماعي للبلدة.

البنية التحتية في مهبّ الدمار

لم يسلم قطاع المياه من الاستهداف، حيث دمرت قوات الاحتلال 15 بئرًا ارتوازيًا، إلى جانب الخزان الرئيسي للمياه، وعشرات الآبار الخاصة التي كانت تروي المحاصيل الزراعية.

يقول المزارع عبد الله الفرا، إن أرضه التي تبلغ مساحتها 40 دونمًا تم تدميرها بالكامل، ويضيف: "نزحنا على أمل العودة، لكننا وجدنا أكوامًا من الركام... لقد ماتت الحياة في أرضي".

استهداف ممنهج للمنازل والممتلكات

لم تقتصر الجرائم على استهداف الزراعة، بل شملت أيضًا تدمير المنازل بطريقة ممنهجة. المواطن طارق عبد الإله أوضح أن قوات الاحتلال استهدفت الأعمدة الإنشائية في منزله ذي السبعة طوابق، ما جعله آيلًا للسقوط تمامًا، واضطر لتركه نهائيًا.

أما عبد الكريم صالح، فعاد خلال وقف إطلاق النار ليكتشف أن أرضه لم تعد كما كانت، بلا أشجار أو ماء أو ظل، قائلاً: "لم أتعرف على أرضي بعد الدمار، وكأنها لم تكن يوماً موجودة".

القطاع الزراعي أمام كارثة ممتدة

المزارع سعيد شبير، الذي كان يمتلك مزارع للدواجن والبيض والعسل، خسر مشاريعه بالكامل بسبب القصف. وأكد أن هذا التدمير سيؤدي إلى اعتماد القطاع على استيراد اللحوم المجمدة لسنوات، في ظل غياب البنية التحتية للإنتاج المحلي.

القرارة.. بلدة على الحدود ومسرح دائم للخطر

تقع بلدة القرارة قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما يجعلها هدفًا دائمًا لنيران الاحتلال. وتشير التقارير إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى أراضيهم، في مشهد يعكس الخطر الدائم الذي يحيط بسكان المناطق الزراعية الحدودية.

صمود في وجه النكبة... والعودة أمل لا يموت

رغم هذا الدمار الهائل، لا يزال أهالي القرارة يتمسكون بحقهم في الحياة والعودة، منتظرين لحظة تُعيد لهم كرامتهم وأراضيهم المسلوبة. وفي ظل استمرار العدوان والحصار، يبقى الأمل بالإنصاف والحرية هو الزاد الوحيد لهؤلاء الصامدين.

التعليقات (0)