-
℃ 11 تركيا
-
21 أبريل 2025
المشهد الميداني في غزة.. إلى أين تتجه الحرب؟ وما رهانات المقاومة؟
ما الذي يجري على الأرض فعلياً؟
المشهد الميداني في غزة.. إلى أين تتجه الحرب؟ وما رهانات المقاومة؟
-
16 أبريل 2025, 8:19:06 م
-
541
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
حرب طويلة الأمد: السيناريو الأقرب
قال د. رامي أبو زبيدة الباحث الفلسطيني المختص بالشأن العسكري للمقاومة الفلسطينية في تحليل إستراتيجي، إنه في ضوء المؤشرات الحالية والأهداف المعلنة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أننا أمام حرب طويلة الأمد. فإسرائيل تسعى، وفق د. رامي أبو زبيدة، إلى تحييد قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى منطقة خانعة لا تشكل أي خطر استراتيجي على الأمن القومي الإسرائيلي. الهدف الأساس يتمثل في تفكيك بنية المقاومة العسكرية والاجتماعية بما يضمن للاحتلال القدرة على تنفيذ عملياته داخل القطاع متى شاء، دون أن يواجه مقاومة فعّالة.
لكن السؤال المركزي هنا هو: هل تستطيع إسرائيل تحقيق هذا الهدف فعلاً؟ الإجابة تبقى مرهونة بتطورات الميدان، وردّ المقاومة، وصمود الشعب الفلسطيني.
ما الذي يجري على الأرض فعلياً؟
وأضاف أنه تشير التطورات الميدانية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بنسبة 90٪ على سلاح الجو في تنفيذ عملياته، في حين يشكل سلاح المدفعية نحو 10٪. أما القوات الراجلة والدبابات فلا تزال تنتشر في محاور رخوة ومكشوفة، دون دخول فعلي إلى مناطق الاشتباك المباشر أو المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
وأكد أن الخطط الإسرائيلية تخضع لتعديل مستمر، ما يشير إلى ارتباك في التقديرات العسكرية من جهة، وتقدير حجم الخطر في المواجهة البرية من جهة أخرى.
أدوات الضغط العسكري الإسرائيلي
ويعتمد العدو على ثلاثة محاور رئيسية في إستراتيجيته العسكرية:
الحرب النفسية والاستخباراتية: من خلال استخدام العملاء والوكلاء لتأليب الحاضنة الشعبية ضد المقاومة، في محاولة لزرع الشكوك والانقسام الداخلي.
سياسة الأرض المحروقة: عبر القصف والتدمير والقتل الممنهج، لإحداث ضغط نفسي واقتصادي على المدنيين.
التقدم في محاور رئيسية: محاولات لتقسيم غزة إلى قطاعات منعزلة (مثل محور موراج لفصل رفح عن خان يونس، ومحور نتساريم لعزل غزة عن الوسط والجنوب).
المقاومة: تكتيكات مرنة ورهانات محسوبة
ومن جانبها، لم تدخل المقاومة حتى الآن في مواجهات برية مباشرة في مناطق الاشتباك المكتظة، ويبدو أنها تمنح فرصة للمفاوضات والوسطاء، مع التأكيد على:
وجوب الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
ضرورة توفير ضمانات دولية بعدم مماطلة الاحتلال كما حدث في المرحلة الأولى.
وقف العدوان وبدء إعادة الإعمار وفتح المعابر.
في الوقت ذاته، تواصل المقاومة الرهان على عدة عناصر حاسمة:
الصمود الشعبي.
ورقة الأسرى الإسرائيليين.
فاعلية الأدوات القتالية والتكتيك العسكري النوعي.
تكتيكات ميدانية جديدة ومتطورة
اعتمدت المقاومة منهجية جديدة في إدارة المعركة ترتكز على:
إخفاء تموضع وحداتها وإرباك الاحتلال في تحديد مواقع القوة.
ترشيد استخدام الموارد العسكرية والعمل على تنفيذ عمليات نوعية بدلاً من الانخراط في مواجهات استنزافية.
الاستفادة من التجربة السابقة لإعادة ترتيب الصفوف وترميم القدرات.
وتُظهر المقاومة إدراكاً واضحاً أن المعركة طويلة، وأن العدو لا يؤتمن، مما يستوجب أقصى درجات الحذر والتخطيط طويل الأمد.
معركة الوعي قبل السلاح
في النهاية، المعركة في غزة ليست فقط معركة سلاح وميدان، بل صراع إرادات واستراتيجيات.
المقاومة تراهن على الزمن والمرونة والتكتيك الذكي، بينما يراهن الاحتلال على القوة التدميرية والضغط النفسي.
لكن التاريخ أثبت أن الحق المدعوم بالصمود قادر على مواجهة أعتى الجيوش.







