- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
المغرب يدرس إعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة مع تونس
المغرب يدرس إعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة مع تونس
- 1 سبتمبر 2022, 7:46:38 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يدرس المغرب، خيار إعادة النظر في طبيعة الشراكة الاقتصادية والتجارية التي تجمعه بتونس، بعد التوتر الأخير بين البلدين، على خلفية استقبال الرئيس التونسي "قيس سعيد"، زعيم حركة البوليساريو "إبراهيم غالي".
ونقلت صحيفة "الصباح" اليومية المغربية، عن مصادر دبلوماسية مغربية، قولها إن "موقف الرئيس التونسي باستقباله لرئيس البوليساريو جاء ليذْكي النزاع التجاري بين البلدين، الذي تسبب فيه إغراق السوق المغربية بالدفاتر التونسية، التي تمثل 80% من الحجم الإجمالي لصادرات تونس من الدفاتر، ما دفع المغرب إلى إقرار حواجز جمركية، لجأت على إثرها تونس إلى منظمة التجارة الدولية".
وأوضح أن الاقتصاد التونسي سيتأثر بشكل كبير بتعليق العمل باتفاقية التبادل الحر بين البلدين، بالنظر إلى أن واردات المغرب من تونس تجاوزت خلال السنة الماضية، مليارين و280 مليون درهم، في حين أن صادراته ظلت في حدود ملیار و296 مليون درهم، ما يعني عجزا لفائدة تونس بقيمة تصل إلى 984 مليون درهم.
ووفق المصادر، فإن المغرب يعيد النظر في الاعتبارات التجارية المبنية على معادلة الربح والخسارة، وقالت إنه يجب أن نبني أي اتفاق تجاري حر على قاعدة التوازن بين الصادرات والواردات، حتى لا يختل الميزان التجاري.
ويعتبر المغرب أول المستوردين من تونس ضمن بلدان المغاربية، إذ عرفت المبادلات بين البلدين ارتفاعا متواصلا خلال السنوات الأخيرة، بعد التوقيع على اتفاقية "أكادير" للتبادل الحر، التي تضم المغرب وتونس والأردن ومصر.
واعتبرت المصادر، أن تعليق العمل باتفاقية التبادل الحر "ستكون له انعكاسات سلبية بالغة على الاقتصاد التونسي، الذي يعاني عددا من المشاكل بسبب الأزمة السياسية، التي يتخبط فيها البلد منذ انتخاب الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي استفرد بالسلطة المطلقة".
وتمر تونس حاليا بأزمة اقتصادية خطيرة، أبرز ملامحها انخفاض النمو الاقتصادي (أقل من 3%)، وارتفاع معدلات البطالة (ما يقرب من 40% لدى الشباب)، وزيادة الفقر (نحو 4 ملايين شخص).
هذه الأزمة الاقتصادية، المتزامنة مع أزمة سياسية حادة منذ أكثر من عام، تهدد بإفلاس الدولة التونسية، فيما يشترط البنك الدولي تنفيذ إصلاحات قد تقود إلى "انفجار اجتماعي".
والجمعة، أعلن المغرب استدعاء سفيره في تونس للتشاور، وألغى مشاركته في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8"، وذلك احتجاجا على استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو، وهو ما ردت عليه تونس باستدعاء سفيرها.
وأظهرت لقطات من التليفزيون التونسي استقبال "سعيد" لـ"غالي"، وهو ما دفع مراقبين للتوقع بتسبب هذا الأمر بأزمة مع المغرب على غرار الأزمة التي اندلعت مع إسبانيا عقب استقبالها زعيم البوليساريو في مايو/أيار من العام الماضي.
وسبق أن غيرت تونس سياستها تجاه المغرب، عبر اعتمادها قراراً غير مسبوق في سياستها الخارجية، في مجلس الأمن، بالامتناع عن التصويت على قرار تجديد مهمة "المينورسو" في الصحراء، وفضّلت بذلك، الاصطفاف إلى جانب الجزائر.
ويتنازع المغرب والبوليساريو المدعومة من الجزائر على الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة غنية بالفوسفات والثروة السمكية، منذ رحيل الإسبان في عام 1975.
وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها، بينما تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير الذي نصت عليه اتفاقية لوقف إطلاق النار أبرمت في عام 1991، لكنها بقيت حبرا على ورق.