النهضة الاقتصادية في كردستان ملامح تجربة ناجحة

profile
هادي جلو مرعي مرعي باحث وكاتب صحفي عراقي
  • clock 7 ديسمبر 2023, 12:15:47 ص
  • eye 390
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت سيدة مصرية تعمل في قطاع الصحافة وحضرت القمة الروسية الأفريقية برعاية الرئيس فلاديمير بوتين: إنها إكتشفت شيئا مهما في القمة التي حضرتها وهذا الإكتشاف يدفعها لتقديم الإعتذار للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لاحظت إنه مهتم كثيرا بقطاع الطرق السريعة بين المحافظات المصرية وشق الجبال ومد تلك الطرق فيها وبناء المزيد من الجسور والتحويلات الجانبية والممرات الخدمية والفرعية وتنمية كل مايرتبط بتلك الطرق التي أنفق عليها مايقرب من 50 مليار جنيه مصري. ومرد ذلك هو النتائج التي تتحقق من سرعة النقل عبر الطرق التي تكون معبدة وسريعة وتبتعد من المساحات والأماكن المزدحمة التي عادة ماتتسبب بتأخير وصول البضائع والركاب ونقل المنتجات الصناعية والزراعية من مكان الى آخر حتى إن بعض الطرق إختصرت الزمن الذي تستغرقه رحلة السيارة من 14 ساعة الى 3 ساعات فقط.

    يعاني العراق من التعثر في الملف الاقتصادي عموما وفي قطاع الزراعة والصناعة والطرق التي لم تعد تتسع للحركة التجارية وحركة المسافرين، يقابل ذلك نوع من التخطيط المبرمج الذي يتبعه إقليم كردستان في مجال البنية التحتية لقطاع الطرق الذي وفر مساحات هائلة للإستثمار وسرعة التنقل والوصول وفتح آفاق عمل متعددة في عشرات المدن والقصبات والأقضية والمراكز الصناعية والزراعية والمواقع الأثرية ومواقع الترفيه والسياحة في المصايف التي تستقطب ملايين السياح على مدار العام وتجتذب الإستثمارات المتعددة عربية وإقليمية ومن أوربا وأدت الى تعاقدات لتصدير المنتجات الصناعية والزراعية من الإقليم الى بقية العالم حيث بدأت عديد الدول تستورد تلك المنتجات وتتعزز الثقة فيها ويتزايد الطلب عليها مع فتح المزيد من المصانع والورش التقنية وتسهيل حركة الدخول الى الإقليم وتشريع القوانين الميسرة لحركة الإقتصاد ورغبة الإستثمار في مجالات عدة حيوية وإضافة الى ذلك تهيئة البنية التحتية الملائمة والمساعدة للإستثمار كالطرق والأنفاق والجسور ومحطات الوقود والفنادق الحديثة والمتنزهات والمولات ومحطات الوقود وشركات الصرافة والمستشفيات والعيادات الطبية.

       تم إفتتاح مشاريع استراتيجية عدة في مجال البناء وتلبية الطلب المتزايد على السكن في الإقليم وصار المواطنون من بقية العراق يستثمرون في شراء الفلل الفارهة والشقق في مجمعات سكنية مترامية وتم بناء المجمعات التي تضم دورا فارهة للإستثمار التجاري والإعلامي وجرى توقيع عقود شراكة مع دول ومنظمات ومجموعات إقتصادية والبحث في أوجه إستثمار مختلفة في مجال الطاقة الكهربائية وتقلصت ساعات القطع وزادت ساعات التجهيز كما جرى الإستثمار في قطاع النفط والغاز قابل ذلك تفكير إستراتيجي لدى حكومة الإقليم تمثل في الإنفتاح على الحكومة الإتحادية حيث طبعت الإيجابية العالية العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الإتحادية وتبادل الزيارات برغم وجود نقاط خلافية عدة بين الطرفين تستمر المفاوضات والتفاهمات بشأنها، وصار التطور والنهوض ووضع الإستراتيجيات الشاملة سمة طبعت عمل حكومة الإقليم وتكلل ذلك بعلاقات متوازنة مع مختلف عواصم القرار وبموجبه حقق الإقليم مكاسب سياسية وإقتصادية وأمنية وهو تفكير بعيد الأمد يهدف الى تحصين الإقليم في مواجهة التطورات السياسية والإقتصادية المتوقعة كما إنعكس ذلك على واقع الخدمات في الإقليم حيث جرى تخصيص مبالغ طائلة لتطوير البنية التحتية في مجال الماء والمجاري والطرق وسواها من مشاريع صغيرة وكبيرة ويقينا فإن التطور في الإقليم هو تطور لبقية العراق وصار واضحا إن التكامل والشراكة هما سمة المرحلة المقبلة.

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)