- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
امال زعامطة تكتب: توقعات الأحداث بين الإلهام والواقع
امال زعامطة تكتب: توقعات الأحداث بين الإلهام والواقع
- 8 أبريل 2023, 2:02:08 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب كل من سوريا وتركيا، وأسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة، تكتسح توقعات أولئك الذين يتنبؤون بأحداث مستقبلية في العديد من المجالات لا سيما في العالم العربي، وكانت ليلى عبد اللطيف، ومايا صبحي، وميشيل حايك أبرزهم في ساحة التوقعات.
بعض التوقعات عقب تحققها على أرض الواقع لم تسلم من إثارة الحيرة والشك في نفوس الكثيرين؛ فالذي لم يكن يصدقها أصلا ويوزعها إلى الدخول في الغيبيات، والكفر وينظر لها بمنظور ديني بحت، بان الآن ينزعج من استرسال نفسه إلى كسر باب الفضول باحثا عن القادم كونه مرَّ بتجارب خاصة أو عامة ، أثبتت بدورها صحة ما يدعيه المبصرون بالإلهام والخبراء بالتوقعات العلمية.
إن الحديث عن أمر يجول في تفكير البشر باختلاف أجناسهم _ وهذا الأمر قد يكون غير بديهي لدى معظم الناس_ كالحديث عن تواجد الكائنات الفضائية، وافتعال الكوارث الطبيعية، واستنساخ البشر، وعملية التهجين بين نوع الإنسان وأنواع أخرى من الكائنات الدخيلة عنه، وخلق فيروسات قاتلة تحتاج فقط للانتشار بين أهدافها المحددة سابقا، والتلاعب في التغيرات المناخية، وافتعال الحروب، واستمرارية التعامل بالعملات الرقمية، وزراعة شرائح داخل الدماغ واليد بإقرار وتعميم من جهات رسمية كالكونغرس الأمريكي، طبعا بهدف التحكم في الأفراد ومعرفة أسرارهم، وحتى تغيير الأديان من خلال اللعب في جينات وخصائص الأفراد، فضلا عن تغيير التركيبة الديموغرافية للبلدان بتعزيز ظواهر غير نظامية؛ كالهجرة الغير شرعية والمزيد في طور الدراسة والتحقيق.
كل ما سبق أمور باتت تخرج عن سيطرة الإنسان التقليدي وأصبحت تتماشى والإنسان المعاصر الذي يخضع الآن للتغيرات السريعة في عالمه الحالي.
الواقع الآن أصبح يتحدى العقل والأفكار البائتة، والثورات العلمية والتكنولوجية خاصة في السوشيال ميديا سرَّعت إثبات أفكار ومعتقدات كانت مختزلة في عالم الأساطير والميثولوجيا، فارتأت الخروج من ذلك العالم لتعلب دورها الحقيقي في عالم أكثر واقعية، أكثر نسبية، أكثر أنانية، وفيه الكثير من اللاثقة والكثير من اللاحقيقة أو الحقيقة المؤقتة والمتغيرة حسب تغيُّر الظروف وفقا للمصالح الفردية والجماعية الفردية.