- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
بسبب تغيير المنزل.. دراسة تُحذّر من الآثار السلبية للانتقال المتكرّر
بسبب تغيير المنزل.. دراسة تُحذّر من الآثار السلبية للانتقال المتكرّر
- 27 يوليو 2024, 3:23:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذّرت دراسة جديدة نُشرت في موقع science daily ، من أنّ الأطفال الذين تنتقل عائلاتهم خلال الطفولة من مكان إلى آخر بشكل متكرر خلال فترات طفولتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في وقت لاحق من حياتهم.
وأشارت الدراسة إلى أنّ الأطفال الذين ينتقلون مرّة واحدةً بين سن 10 و15 عاماً هم أكثر عُرضةً بنسبة 41% للإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ، مقارنة بأولئك الذين لا تنتقل عائلاتهم.
ويمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأبوين إلى الانتقال بشكل متكرر خلال فترة طفولة أبنائهم، فقد تكون هذه الانتقالات ناتجة عن ترقيات، تعيينات جديدة، أو نقل للشركة التي يعمل بها أحدهم، فضلاً عن الظروف المالية التي قد تضطر العائلة إلى الانتقال لمكان سكن آخر أكثر توفيراً أو الانتقال إلى منطقة توفر فرص عمل أفضل، أو قد تشمل هذه الأسباب بكل بساطة الرغبة في الاقتراب من أفراد العائلة الآخرين، أو الابتعاد عن ظروف معينة غير مرغوبة، أو البحث عن بيئة معيشية أفضل.
الانتقال المتكرّر لمكان السكن خلال الطفولة يُسبّب الاكتئاب
وقام الباحثون من جامعة آرهوس (الدنمارك)، وجامعة بليموث (المملكة المتحدة)، وجامعة مانشستر (المملكة المتحدة) خلال الدراسة بتحليل جميع المواقع السكنية لحوالي 1.1 مليون شخص وُلدوا في الدنمارك بين عامي 1981 و2001 والذين أقاموا في البلاد خلال أول 15 عاماً من حياتهم.
تتبعت الدراسة هؤلاء الأفراد حتى مرحلة البلوغ، ووجدت أن ما لا يقل عن 35000 من أولئك الذين ما زالوا يعيشون داخل الدنمارك قد تلقوا تشخيصاً طبياً للاكتئاب. الأحياء الفقيرة تجعل الأطفال أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب
وذكرت الدراسة أنّ الأفراد الذين يعيشون في أحياء فقيرة سكّانها أقلّ دخلاً خلال مرحلة الطفولة هم أكثر عرضةً بنسبة تبلغ حوالي 10% للإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أنّ تجارب التنقل خلال مرحلة الطفولة سواء داخل الأحياء الفقيرة أو حتى الأحياء الراقية ترتبط أيضاً بمعدّلات أعلى بكثير من الاكتئاب في مرحلة البلوغ.
أهمية الاستقرار في السكن للصحة العقلية
وقد وجد الباحثون خلال هذه الدراسة أن البيئة المنزلية المستقرة من حيث الموقع خلال مرحلة الطفولة قد تكون إحدى طرق الحماية من مشاكل الصحة العقلية في المستقبل، وهناك عدة أسباب تجعل الاستقرار المكاني مُهماً لهذه الحماية:
توفير الشعور بالأمان والاستقرار
الأطفال الذين ينشؤون في بيئة مستقرة يشعرون بالأمان والطمأنينة. هذا الشعور بالأمان يمكن أن يقلّل من مستويات التوتر والقلق، ما يساهم في تطور صحي للنفسية.
بناء علاقات اجتماعية قوية
الاستقرار في مكان واحد يساعد الأطفال على بناء علاقات اجتماعية قوية ومستدامة مع الأقران والجيران. هذه العلاقات توفر دعماً اجتماعياً مهماً يمكن أن يكون عاملًا وقائياً ضدّ مشاكل الصحة العقلية.
الحفاظ على الروتين
البيئة المستقرة تسمح للأطفال بالحفاظ على روتين يومي في حياتهم، ما يمكن ان يوفّر لهم إحساساً بالتحكم والنظام، ما يساهم في تقليل مشاعر القلق والاضطراب لديهم في مراحل قادمة من الحياة.
تقليل التعرض للتحديات البيئية المتغيرة
التنقل المستمر قد يعرّض الأطفال لتحديات بيئية متغيرة، مثل التكيف مع مدارس جديدة، وفقدان الأصدقاء، وتغيرات في المحيط الاجتماعي. تقليل هذه التغيرات يمكن أن يساهم في الحفاظ على الصحة العقلية للأطفال.
تعزيز الشعور بالانتماء
الاستقرار المكاني يعزز الشعور بالانتماء إلى مجتمع معين. هذا الشعور يمكن أن يكون مصدراً قوياً للدعم العاطفي والنفسي، ما يساعد في بناء هوية شخصية متينة وصحية.
وبدوره، ذكر البروفيسور كلايف سابيل، أستاذ البيانات الضخمة والعلوم المكانية بجامعة بليموث والمدير السابق لمركز البيانات الضخمة للبيئة والصحة بجامعة آرهوس والمؤلف الرئيسي للدراسة: "نحن نعلم أن هناك عدداً من العوامل التي تؤدي إلى تشخيص إصابة الشخص بمرض نفسي، إلا أنّ هذا أول دليل يشير إلى أن الانتقال إلى حي جديد خلال مرحلة الطفولة من بينها، فالأرقام تؤكد ذلك".
وأضاف: "ما نشهده قد يكون قمة جبل الجليد خلال تلك السنوات التكوينية، حيث يقوم الأطفال ببناء شبكاتهم الاجتماعية من خلال المدرسة أو المجموعات الرياضية أو غيرها من الأنشطة، يجب علينا إيجاد طرق جديدة لمساعدة الناس على التغلب على تلك التحديات".
التقديرات العالمية لأمراض الصحة العقلية
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 13% من سكان العالم يعيشون مع شكل من أشكال أمراض الصحة العقلية، ومن المتوقع أن يرتفع العبء الاقتصادي العالمي لهذه الأمراض إلى 6 تريليون دولار بحلول عام 2030.
وتعدّ أسباب هذه الحالات معقدة ومتعددة الأوجه، وتشمل عدداً من العوامل البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وعلى الرغم من أن الدراسة ركزت على نسبة كبيرة من السكان الدنماركيين، إلا أن مؤلفي الدراسة يتوقعون العثور على نتائج مماثلة في أجزاء كثيرة من العالم، حيثُ ذكر البروفيسور سابيل: "تؤكد هذه الدراسة على أهمية السياسات العالمية التي تدعم الطفولة المستقرة، ولكنها تأخذ في الاعتبار الهويات الإقليمية والثقافية.