- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
بيسان عدوان تكتب.. المقاومة: التصعيد المدروس وضربات الشتاء
فخ التصعيد الإسرائيلي
بيسان عدوان تكتب.. المقاومة: التصعيد المدروس وضربات الشتاء
- 31 يوليو 2024, 1:55:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يقول جيفارا: "الثورة ليست حربًا خاطفة، بل هي حرب استنزاف طويلة الأمد". في هذا السياق، تتبنى المقاومة الفلسطينية تكتيك الاستنزاف لمواجهة "إسرائيل"، بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد تضعف العدو تدريجياً.
في ظل التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، والذي شمل قصف "إسرائيل" لحي السيدة زينب في دمشق عصر اليوم، وقبلها اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية "حماس" فجر اليوم نفسه في طهران، بعد عملية قصف الضاحية الجنوبية في بيروت أمس والحديث عن اغتيال شخصيات عسكرية مهمة في حزب الله يتجدد النقاش حول احتمالات اندلاع حرب إقليمية واسعة.
يتبين أن "إسرائيل" تسعى بشكل متزايد نحو تصعيد الأوضاع لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، مدعومة بموافقة ضمنية من الولايات المتحدة التي ترغب في انتهاء أي صراع محتمل قبل الانتخابات الأمريكية بفترة كافية لضمان عدم تأثيره سلباً على سير الانتخابات.
من الواضح أن "إسرائيل" تستغل فترة الصيف التي يكون فيها تأثير توقف إمدادات الطاقة على أوروبا محدوداً، في حين يمكن استخدام التصعيد كوسيلة لتحقيق مكاسب عسكرية ومعنوية. الهدف النهائي لـ"إسرائيل" هو الوصول إلى نقطة يمكن من خلالها فرض وقف لإطلاق النار أو إنهاء الصراع بشكل كامل قبل الانتخابات الأمريكية، مستغلةً حالة الفوضى والتصعيد لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
من جهة أخرى، يتعين على المقاومة الفلسطينية والحلفاء في المنطقة تجنب الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة في الوقت الحالي. الحرب الإقليمية الواسعة التي تسعى "إسرائيل" لتحقيقها يمكن أن تؤدي إلى تدمير واسع النطاق وخسائر بشرية كبيرة، لكن الأهم من ذلك، أن توقيت هذه الحرب ليس في صالح المقاومة. الاستراتيجية المثلى للمقاومة في هذا السياق هي تبني حرب استنزاف طويلة الأمد تُضعف العدو بشكل تدريجي وتجعل من الصعب عليه تحمل الخسائر المتزايدة.
توقيت التصعيد في أكتوبر يمكن أن يكون أكثر فعالية لأسباب عدة. أولاً، الانتخابات الأمريكية ستكون على الأبواب، مما يجعل الولايات المتحدة أكثر انشغالاً بالشؤون الداخلية وأقل قدرة على التدخل العسكري المباشر. ثانياً، ضرب إمدادات الطاقة من الخليج إلى أوروبا وضرب ميناء حيفا الذي يعتمد على إمدادات الغاز سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأوروبي مع دخول فصل الشتاء، مما يزيد من الضغط على "إسرائيل" وحلفائها الأوروبيين.
هذا السيناريو يعكس أهمية التخطيط الاستراتيجي وعدم الانجرار وراء المشاعر والرغبة في الانتقام. المقاومة يجب أن تركز على استنزاف العدو في مواجهات محدودة ومحسوبة، مما يعزز من قوتها التفاوضية ويزيد من الضغط على "إسرائيل" وحلفائها. استخدام حرب الاستنزاف يمكن أن يخلق وضعاً مستداماً يُنهك العدو ويجعله أقل قدرة على الاستمرار في العدوان.
الأمر الآخر الذي يجب أن تأخذه المقاومة بعين الاعتبار هو التأثير المحتمل على صفقة التبادل وأوضاع الأسرى. التصعيد غير المدروس يمكن أن يؤدي إلى تعقيد المفاوضات الجارية وربما إفشالها، مما يحرم المقاومة من ورقة مهمة يمكن أن تستخدمها لتحقيق مكاسب استراتيجية.
في النهاية، يجب أن تُدرك المقاومة أن الوقت يلعب دوراً حاسماً في الصراع. الاعتماد على تكتيكات الاستنزاف والتصعيد المدروس في الأوقات المناسبة يمكن أن يحقق للمقاومة مكاسب استراتيجية كبيرة. من الضروري أن تظل المقاومة على استعداد دائم للتصعيد في الوقت المناسب، مع الحفاظ على زخم المواجهة اليومية التي تُضعف العدو وتزيد من قدرته على الاستمرار في العدوان. الحفاظ على هذه الاستراتيجية يمكن أن يضعف "إسرائيل" وحلفائها ويخلق الظروف الملائمة لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للمقاومة.