بين مد وجزر.. المشهد المتحول للسياسة الخارجية الإيرانية

profile
  • clock 9 يوليو 2023, 4:33:35 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يتناول مقال آيمين جميل في "مودرن ديبلوماسي"، إعادة إيران، التي تتمتع بتاريخ طويل من الثورة والمشاعر المعادية للغرب، تقييم أهداف سياستها الخارجية بشكل مطرد، في محاولة لمواكبة الظروف المحلية والعالمية المتغيرة.

وتشير الكاتبة إلى أن صعود الولايات المتحدة كخصم، دفع إيران إلى إعادة التفكير في سياستها الخارجية؛ حيث تسعى البلاد الآن إلى تنويع علاقاتها وتقليل اعتمادها على أمريكا، وقد كانت تتواصل مع الصين وروسيا ودول أخرى في محاولة لبناء شراكات جديدة.

وتلفت الكاتبة إلى تركز سياسة الرئيس إبراهيم رئيسي الخارجية في الغالب على تعزيز العلاقات مع جيرانه وتطويرها مع القوى الآسيوية (الصين وروسيا).

وترى أن اختيار رئيسي لحسين أمير عبداللهيان وزيراً للخارجية يمثل أهدافه، حيث يتحدث الدبلوماسي المحترف اللغة العربية بالإضافة إلى الإنجليزية، ولديه خبرة كبيرة في الدول التي بها غالبية من العرب.

في عام 1997، تم إرسال عبداللهيان إلى السفارة الإيرانية في بغداد. وفي وقت لاحق، شغل منصب مدير قسم خاص في العراق بوزارة الخارجية. وعمل من عام 2007 إلى عام 2010 سفيرا لدى مملكة البحرين. ومن 2011 إلى 2016، شغل منصب نائب وزير الخارجية للعلاقات العربية والأفريقية.

محور إيران في آسيا

يعتقد المقال أن تحول رئيسي نحو آسيا يعد عنصراً أساسياً في خطة سياسته الخارجية، وقد سعى هذا التحول في التركيز على الدول الآسيوية، وخاصة الصين والهند وروسيا، إلى توسيع العلاقات الخارجية لإيران، وتعزيز الروابط الاقتصادية، والدعم الدبلوماسي في مواجهة العقبات الجيوسياسية والعقوبات الدولية.

الصين وإيران

كانت الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين، والتي مدتها 25 عامًا وتم توقيعها في مارس/آذار 2021، أحد أبرز عناصر محور طهران في آسيا.

ويذكر المقال أن الاتفاقية تضمنت مجموعة من المبادرات التعاونية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالقضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية. وكانت الاستثمارات الصينية المتزايدة في قطاعات التصنيع والطاقة والبنية التحتية في إيران، فضلاً عن التعاون الدفاعي والاستخباراتي، عناصر مهمة في الاتفاقية.

وأوضح المقال أن إيران تعتبر هذا التحالف استراتيجية لتقليل آثار العقوبات الدولية، وقد سعت إلى تقليل اعتمادها الاقتصادي على الدول الغربية من خلال إقامة علاقات أوثق مع الصين من أجل الوصول إلى سوق كبير للنفط والسلع الأخرى.

روسيا وإيران

تذكر الكاتبة أن العلاقات الثنائية بين إيران وروسيا معقدة ومتعددة الأوجه وفي العديد من القضايا الإقليمية والدولية. لكلا البلدين تاريخ من التعاون والشراكة، وقد أصبحت الروابط بينهما أقوى في السنوات الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون في القطاعات السياسية والعسكرية والطاقة.

وكانت روسيا شريكًا اقتصاديًا مهمًا لإيران، لا سيما في قطاع الطاقة؛ حيث ساهمت برأس المال والخبرة الفنية ودعم نمو احتياطيات النفط والغاز الإيرانية.

دبلوماسيا كانت روسيا هي الأهم لإيران، حيث دعمتها في المنتديات حول العالم ومثلت مصالحها. بالإضافة إلى ذلك، عمل البلدان معًا بشكل وثيق في الشؤون الإقليمية، مثل الحرب الأهلية السورية، حيث دعمتا حكومة النظام.

وبينما تعمل المصالح المشتركة كأساس لعلاقتهما، تلعب العوامل الجيوسياسية والديناميكيات المحلية دورًا أيضًا. وبشكل عام، لا تزال العلاقات الثنائية بين إيران وروسيا تتميز بمزيج من التعاون والمصالح المشتركة والخلافات.

الهند وإيران

ترتبط إيران والهند ارتباطًا تاريخيًا وثقافيًا واقتصاديًا بعلاقات ثنائية طويلة الأمد ومعقدة. وعلى الرغم من الصعوبات التي سببتها العقوبات الدولية على طهران، حافظت الدولتان على تنسيق قوي في عدد من المجالات.

وتعتقد الكاتبة أنه مع كون الهند واحدة من أكبر مستوردي النفط من طهران، كانت الطاقة مكونًا مهمًا في علاقتهما. وكان البناء الاستراتيجي لميناء تشابهار الإيراني أيضًا مَهمة ذات أهمية للهند؛ لأنه يوفر طريقًا بحريًا حاسمًا يتجنب باكستان إلى أفغانستان وآسيا الوسطى. وقد تعاونت إيران والهند في القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية المشتركة.

ولا تزال العلاقات الثنائية بين إيران والهند تشكل جزءًا مهمًا من كل من الاستراتيجيات الخارجية، وتعزيز التواصل والتعاون الإقليمي في جنوب ووسط آسيا.

وفرت اقتصادات آسيا لإيران فرصًا للتجارة والاستثمار والتعاون التكنولوجي، وحاولت طهران الحصول على مساعدة دبلوماسية من دول أخرى غير تحالفاتها المعتادة المتمركزة حول الغرب من خلال تحويل تركيزها إلى آسيا. وفي المنتديات والنزاعات الإقليمية عندما تصطدم إيران بالقوى الغربية، قد يكون هذا الدعم حاسمًا.

منظمة شنغهاي للتعاون

انضمت إيران رسميًا إلى "منظمة شنغهاي للتعاون" في 4 يوليو/تموز 2023، ويعد قبولها فيها خطوة مهمة؛ لأنه سيمكن طهران من المشاركة بنشاط أكبر في الشؤون الإقليمية والاستفادة من فرص المنظمة للتعاون الاقتصادي والأمني.

كما تذكر الكاتبة أن المنظمة تعد أكبر تحالف أمني إقليمي في العالم، وتتمثل الأهداف الرئيسية لها في تعزيز التعاون الاقتصادي ومحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار داخل الدول الأعضاء فيها.

وأشاد المشاركون في المنظمة بقبول إيران، التي تلقت عضويتها دعماً قوياً من الصين وروسيا على وجه الخصوص، حيث تعتبران ذلك فرصة لتعزيز علاقاتهما مع طهران ومواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

التقارب السعودي الإيراني

كان أحد المكاسب الدبلوماسية الرئيسية لإيران هو تطبيع العلاقات مع السعودية، وهو تقارب توسطت فيه الصين.

وترى الكاتبة أن هذا التطور الأخير ينظر إليه على أنه تحرك في الاتجاه الصحيح نحو خفض التوترات طويلة الأمد والتقدم نحو تسوية الصراع سلميا في الشرق الأوسط. وهو مفيد للطرفين من الناحية الاقتصادية وفي مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" وفي ظل تراجع الولايات المتحدة عن المنطقة.

وفي ذات السياق، ولتنويع آفاقها الاقتصادية وتقليل التوترات الإقليمية، قامت إيران بزيارات إلى جيرانها، وزادت الجهود بعد المصالحة السعودية الإيرانية.

وقد زار الرئيس الإيراني سوريا ووقع اتفاقيات للتعاون في المجالات الاجتماعية والسياسية، كما تجري إيران مشاورات سياسية واقتصادية مع العراق، ووسعت علاقاتها مع باكستان، وافتتح قادة كلا الجانبين السوق الحدودي المشترك بين ماند وبيشين وبدأوا تجارة المقايضة.

كما زار القادة الإيرانيون إندونيسيا وأوزبكستان والإمارات والكويت وعمان وقطر ودول أمريكا اللاتينية، وتم استكشاف مجالات مختلفة للتعاون من قبل إيران مع هذه الدول.

تعتقد الكاتبة أن السياسة الخارجية الإيرانية تغيرت بشكل كبير على مر السنين، مع التركيز على آسيا التي تبرز كعنصر أساسي. وتهدف إلى اتخاذ موقف استراتيجي في الساحة الدولية دائمة التطور من خلال توسيع نطاق ارتباطاتها الدبلوماسية والاقتصادية، وتعزيز العلاقات الإقليمية، ومعالجة الصعوبات الناجمة عن العقوبات الدولية.

وتتوقع أن تستمر السياسة الخارجية الإيرانية في التكيف والتغيير من أجل تعزيز أهدافها المحلية والأهداف الإقليمية مع تغير القوى الجيوسياسية.

التعليقات (0)