- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
روسيا في حرب وإيران تحت ضغط.. فرصة فيدان لتعزيز نفوذ تركيا
روسيا في حرب وإيران تحت ضغط.. فرصة فيدان لتعزيز نفوذ تركيا
- 9 يوليو 2023, 4:24:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال المحلل السياسي فؤاد شهبازوف إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى عبر تعيين رئيس الاستخبارات السابق هاكان فيدان وزيرا للخارجية إلى تعزيز نفوذ أنقرة الإقليمي، لاسيما في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا والضغوط الدولية المتصاعدة على إيران.
شهبازوف تابع، في تحليل بمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية للأبحاث (The Jamestown)، أنه بعد إعادة انتخاب أردوغان، في مايو/ أيار الماضي، لفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات، "قام بتعديل حكومته الوزارية بشكل كبير، مع الإشارة إلى الإصلاحات المقبلة، وسط الصعوبات الاقتصادية في الداخل والنزاعات السياسية في الخارج".
وأردف أنه "في سياق تلبية الاحتياجات المحلية، عيّن أردوغان المصرفي السابق المرموق دوليا محمد شيمشك وزيرا للمالية وجودت يلماز وزير التنمية السابق ونائب رئيس الوزراء المسؤول عن الاقتصاد نائبا للرئيس".
واعتبر أن "من بين التعيينات المفاجئة كان هاكان فيدان وزيرا للخارجية بعد أن شغل منصب رئيس الاستخبارات لمدة 12 عاما، وقبلها عمل مستشارا لأردوغان في مكتب رئيس الوزراء، مما يؤكد العلاقة الوثيقة بينهما".
و"تميزت حياة فيدان المهنية بالعمل في الظل، وابتعد عن التصريحات العامة العدوانية، وبالتالي يعتبره الكثيرون قوة معتدلة في صياغة وقيادة أجندة السياسة الخارجية لتركيا، وقد أثار قرار أردوغان استبدال وزير الخارجية والدبلوماسي المخضرم مولود جاويش أوغلو نقاشات حول ما إذا كانت ستتبعه تغييرات جذرية في السياسة الخارجية"، وفقا لشهبازوف.
وزاد بأنه "على عكس جاويش أوغلو، لم يكن فيدان شخصية عامة، بل مارس الدبلوماسية ومهام أخرى خلف الكواليس، مثل قيادة محادثات سرية مع حزب العمال الكردستاني المحظور، والتفاوض مع إسرائيل أثناء التقارب في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وعقد مناقشات مماثلة مع مصر وسوريا".
وأضاف أن "الدبلوماسية والاستخبارات عمليتان متشابكتان، حيث تعتمد السياسة الخارجية الفعالة على نوعية وكمية المعلومات الاستخباراتية المتاحة للدبلوماسيين، لذلك فإن مثل هذه الصيغة توحي بأن فيدان يمكن أن يكون وزيرا هائلا للخارجية، وبالنظر إلى خبرته في الاستخبارات والأمن القومي، فإن تعيينه يعكس نية أنقرة القيام بدور أكثر حزما في الشؤون الإقليمية والعالمية".
روسيا وإيران
و"في السنوات القليلة الماضية في ظل حكم أردوغان، أصبحت القوة الناعمة لتركيا المتنامية في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى أكثر وضوحا، والرواية طويلة المدى لحزب العدالة والتنمية الحاكم، القائمة على الوحدة التركية مع العناصر الإسلامية، قد مكنته من تعزيز وجوده بثبات في البلدان الناطقة بالتركية في المنطقة، ولا سيما أذربيجان"، بحسب شهبازوف.
واعتبر أن "تعيين فيدان يمثل إشارة إلى أن أنقرة تأمل في ترسيخ وجودها في المنطقة، وأن تصبح من أصحاب المصلحة الرئيسيين إلى جانب روسيا وإيران، وقد أصبحت هذه الرؤية المتجددة أكثر منطقية الآن مع تضاؤل النفوذ الإقليمي لروسيا وسط حربها ضد أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022) واستمرار تصاعد الضغط الدولي على إيران (على خلفية برنامجها النووي وسياسيتها الخارجية)".
وتابع أن "تعيين فيدان جاء في وقت غير مؤكد بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، حيث تكافح للتنقل بين الغرب وروسيا، وتنخرط في التطبيع الدبلوماسي مع جيرانها في الشرق الأوسط، وترفع دبلوماسيتها في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى".
ورأى أن "فيدان سيحتاج إلى تحديد أهداف السياسة الخارجية الرئيسية لتركيا بسرعة مع جيرانها. وفي جنوب القوقاز، من المرجح أن يظل التركيز على تعميق العلاقات مع أذربيجان، حيث تكافح باكو من أجل مفاوضات سلام في مواجهة أرمينيا وتواصل التوترات مع إيران، إذ تقف تركيا كحليف طبيعي لأذربيجان بينما تعمل كرادع ضد النفوذ الإيراني".
ومضى شهبازوف قائلا إنه "مع إعادة انتخاب أردوغان وتعيين فيدان، من المرجح أن تنتهج أنقرة سياسة أكثر حزما لإقامة اتصال أرضي مع أذربيجان من خلال ممر زنغزور في إقليم ناختشيفان عبر مقاطعة سيونيك الأرمينية".
وخلال زيارته لباكو في 14 يونيو/ حزيران الجاري، قال أردوغان إن المشكلة في مشروع ممر زنغزور لا تتعلق بأرمينيا، وإنما بإيران، معتبرا أن موافقة الأخيرة على فتحه ستسهم في التكامل بين إيران وتركيا وأذربيجان.
وأضاف شهبازوف أن "أذربيجان رحبت بإعادة انتخاب أردوغان من منطلق إيمانها القوي بأن حكومته ستبذل جهودا هائلة لضمان سلام دائم بين باكو ويريفان مع وضع تركيا على أنها الضامن الأمني الأكثر موثوقية في المنطقة".
ورأى أنه "من المرجح أن يمثل تعيين فيدان، رئيس الاستخبارات السابق والخبير الأمني البارز، رصيدا إضافيا لباكو في تطبيع العلاقات مع يريفان، ومواجهة الحرب الإيرانية الهجينة، وتنفيذ برنامج أردوغان الطموح "قرن من تركيا"، الذي يهدف، من بين أهداف أخرى، إلى المساهمة في السلام العالمي عبر سياسة خارجية نشطة وفاعلة".
وختم شهبازوف بأنه "بصفته وزيرا للخارجية، يعكس فيدان بقوة رؤية أنقرة للسياسة الخارجية المتغيرة وطموحاتها لرفع دورها كقائد إقليمي مستقر يمتد تأثيره بلا منازع من الشرق الأوسط إلى القوقاز وآسيا الوسطى".