- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
كيف سترد الصين وكوريا الشمالية على مساعي أمريكا لإنشاء "الناتو الآسيوي"؟
كيف سترد الصين وكوريا الشمالية على مساعي أمريكا لإنشاء "الناتو الآسيوي"؟
- 9 يوليو 2023, 4:28:08 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ركز تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي" للأكاديمية والخبيرة في الشؤون الصينية نادية حلمي على جهود الصين وكوريا الشمالية، ومعمها روسيا لمواجهة محاولات الولايات المتحدة، بالاشتراك مع اليابان وكوريا الجنوبية إنشاء "ناتو آسيوي" على غرار حلف الناتو.
ورغم أن هدف واشنطن بتشكيل تحالف مع طوكيو وسيول لمواجهة بكين تعتريه شكوك، في ضوء عدم تجاوب كوريا الجنوبية مع فكرة العداء مع الصين، إلا أن الأمور ستواصل التصعيد، في ظل رغبة اليابان بالتنسيق مع أمريكا لكبح التوسع العسكري الصيني في منطقة شرق آسيا وجنوب المحيط الهادئ، كما تقول الكاتبة في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد".
رد فعل بيونج يانج
وتقول إن الإجماع بين الصين وكوريا الشمالية يمثل تهديدا كبيرا لكوريا الجنوبية واليابان، نظرًا لرفض كل من الصين وكوريا الشمالية إنشاء "الناتو الآسيوي"، واعتبار بيونج يانج أن هذه المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية هي "بروفة" لغزوها، مما دفعها للرد بإطلاق صواريخ "كروز" قبالة الساحل الشرقي في 22 مارس/آذار الماضي، وسبقه إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى، في 19 من نفس الشهر.
وسقط إحدى تلك الصواريخ بين شبه الجزيرة الكورية واليابان، في إشارة من رفض كوريا الشمالية التعاون مع البلدين في مواجهتها.
على الرغم من نفي كوريا الجنوبية أن يكون تعاونها مع اليابان في إطار تحالف عسكري ، إلا أن هناك مؤشرات على زيادة مستويات التنسيق بين البلدين ، وعلى رأسها توقيع اتفاقية ، في نوفمبر 2022 ، لتفعيل اتفاقية سابقة لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول عمليات الإطلاق الكورية الشمالية.
كما أن تلك التحركات اليابانية - الكورية الجنوبية مع واشنطن تثير غضب بكين ، خاصة مع ميلها للتنسيق مع تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
تحركات صينية للمواجهة
وتتوقع الكاتبة أن تقف الصين بقوة في وجه أي تحركات يابانية وكورية جنوبية وأمريكية مشتركة، مع تأكيدات بأن الصين ستنفذ إجراءات واسعة النطاق.
وتراقب الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا عملية تحديث محمومة تقودها الصين لجيشها دون الخضوع لأية قيود تفرضها اتفاقيات نزع السلاح وخفض الترسانات النووية والصاروخية وغيرها.
على سبيل المثال، في يوليو/تموز 2021، كشفت صور الأقمار الصناعية الأمريكية عن بناء الصين لمعدات وترسانات عسكرية متطورة جديدة في غربي الصين، يمكن من خلالها إطلاق صواريخ نووية عابرة للقارات، مع تأكيد الولايات المتحدة أن الصين قامت ببنائها في سرية تامة وبعيدًا عن أي رقابة دولية أو شفافية.
ورصد مكتب المخابرات البحرية الأمريكية حيازة الصين لغواصات نووية متقدمة، وكذلك تحديث العديد من الأساطيل البحرية الصينية، ممثلة بالسفن الحربية.
وما سبق يعد معدلا مرتفعا يكشف عن اندفاع الصين لدعم أساطيلها الحربية في مواجهة أي تحالفات أمريكية في المنطقة، كما تقول الكاتبة.
الصين وروسيا
أيضًا خلال الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أجرت روسيا والصين مناورات بحرية مشتركة في بحر اليابان، عبر مضيق تسوجارو بين هونشو وهوكايدو، جنوب الساحل الياباني على المحيط الهادئ وعبر مضيق أوسومي بين البلدين، وجزيرة كيوشو وجزيرة تانيجاشيما المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، حيث توجد منشآت الإطلاق الفضائية اليابانية.
وتقول الكاتبة إن هذا بالتأكيد يؤثر على الأمن القومي لكل من كوريا الجنوبية واليابان في مواجهة الصين.
ووفقا لما سبق، من المتوقع أن أي تحالفات أمريكية مع سيول وطوكيو في مواجهة الصين ستؤثر على زيادة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا وتكثيف تدريباتهما العسكرية المشتركة في منطقة شرق آسيا.
وكانت أولى ملامح المشهد في يوني/حزيران 2016، بعد دخول عدة سفن تابعة للبحرية الروسية والصينية، في وقت واحد، المناطق المتاخمة لجزر سينكاكو.
وفي يوليو/تموز 2019 وديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت الصين وروسيا رسميًا أن قاذفاتهما الاستراتيجية قامت برحلات مشتركة من بحر اليابان إلى بحر الصين الشرقي.