تكبير الخط تصغير الخط

تجددت الدعوات لمقاطعة فيلم "كابتن أمريكا: العالم الشجاع"، الذي يتضمن شخصية بطلة خارقة إسرائيلية، تلعب دورها الممثلة شيرا هاس، التي خدمت سابقاً في جيش الاحتلال.

وشهد العرض الأول للفيلم في هوليوود احتجاجات نظّمها العشرات من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، الذين احتشدوا قرب السجادة الحمراء في لوس أنجلوس يوم الثلاثاء، رافعين لافتات كتب عليها "يجب إلغاء Sabra صبرا" و"ديزني تدعم الإبادة الجماعية" و"#صلوا_من_أجل_ياسمين"، وفقاً لما نقلته Variety. كما رددوا هتافات مثل "الحرية لفلسطين" و"ديزني، ديزني، لا يمكنكِ الاختباء".

من المقرر إطلاق الفيلم في 14 فبراير، لكن الدعوات لمقاطعته ليست جديدة، إذ تعود إلى عام 2022 عندما أعلنت مارفل عن إدراج شخصية روث بات-سيراف (المعروفة باسم Sabra صبرا) في عالمها السينمائي، وهي شخصية وكيلة لجهاز الموساد في القصص المصورة التي تعود إلى الثمانينيات. غير أن الضغوط لمقاطعة الفيلم تصاعدت بشكل ملحوظ بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023.

في القصص المصورة، ترتدي Sabra صبرا زيًّا أزرق وأبيض مع مشبك عباءة يحمل نجمة داوود، وتُعتبر رمزًا مجسدًا لدولة إسرائيل.

لكن اسم Sabra صبرا يحمل دلالات مختلفة بالنسبة للكثير من المناصرين للقضية الفلسطينية، إذ يرتبط بمجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، حيث قُتل ما يصل إلى 3,000 مدني، معظمهم من الفلسطينيين واللبنانيين، على يد ميليشيا لبنانية مدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

يرى كثيرون أن إدراج هذه الشخصية في الفيلم يسهم في تطبيع العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مما دفع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) إلى إدراج ديزني، الشركة الأم لمارفل، في قائمتها السوداء.

وجاء في دليل نشرته BDS: "ألغوا اشتراكاتكم في Disney+ أو لا تسجّلوا فيها! مارفل وديزني يعيدان إحياء شخصية عنصرية تدعى روث بات-سيراف، التي تضمّن تاريخها في القصص المصورة العمل لصالح الموساد. من خلال Disney+، تساهم ديزني بوضوح في الترويج للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال من خلال تصوير الفلسطينيين على أنهم غير بشريين."

وفي مواجهة هذا الغضب، أعلنت مارفل أنها عدّلت خلفية شخصية روث، بحيث لم تعد وكيلة للموساد. وقال المنتج نيت مور في تصريح لموقع The National: "إنها لا تزال إسرائيلية من الجيل الأول، لكنها لم تعد تابعة للموساد، بل تعمل الآن لدى الحكومة الأمريكية."

لكن رغم ذلك، رفضت مارفل الاستجابة للمطالب الداعية إلى استبعاد الممثلة شيرا هاس من الفيلم، علماً بأنها تطوعت للخدمة في الجيش الإسرائيلي رغم حصولها على إعفاء طبي من الخدمة الإلزامية.

هذا الإصرار دفع العديد من الناشطين إلى الاستمرار في الدعوة إلى مقاطعة الفيلم، على الرغم من محاولات مارفل تلطيف الجدل.

كما أبدى بعض المعجبين استغرابهم من إصرار مارفل على الإبقاء على شخصية Sabra صبرا، رغم تغيير خلفيتها لدرجة لم يعد لها ذات الدور الذي كانت تلعبه في القصص المصورة.

وعلّق أحد مستخدمي Reddit قائلاً: "إذا لم يعودوا حتى يجعلونها متحولة (Mutant)، فما الهدف من الإبقاء عليها؟ هل أُجبروا على استخدامها؟ لماذا كل هذا العناء من أجل شخصية قد لا تظهر مرة أخرى؟".

وعلّق آخر قائلاً: "القرار بإدراجها في الفيلم غريب للغاية. لقد أغضبوا الطرفين؛ من ناحية، أدرجوها في الفيلم، ومن ناحية أخرى، أزالوا كل ارتباطاتها الأصلية، بما في ذلك ارتباطها بإسرائيل".