- ℃ 11 تركيا
- 17 نوفمبر 2024
تركيا تحذر اسرائيل واليونان وتطالب "احترام حدودها البحرية"
تركيا تحذر اسرائيل واليونان وتطالب "احترام حدودها البحرية"
- 16 مارس 2021, 3:24:39 م
- 868
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
افادت وكالة الاناضول نقلا عن مصادر ديبلوماسية ان تركيا قامت ببعث مذكرات احتجاج تطالب بها اسرائيل واليونان والاتحاد الاوروبي باحترام حدودها المائية الاقتصادية- وان تطلب اذنا بالعمل في هذه المنطقة.
الحديث يدور عن طلب هام جدا، حيث ان مسار مشروع الكوابل البحرية "شرق البحر المتوسط" (EastMed) الذي يهدف لربط شبكات الكهرباء من اسرائيل الى قبرص ومن ثم الى اليونان بدعم اوروبي، يمر من المنطقة المائية المتنازع عليها بين تركيا واليونان، وكانت إسرائيل واليونان وقبرص وقعت في 8 مارس/آذار الحالي، مذكرة تفاهم، لتنفيذ المشروع.
قضيتا الخلاف المركزيتان بين انقرة واثينا هي قضية الجرف القاري شرقي المتوسط التابع لتركيا، الذي يتأثر من كثرة الجزر اليونانية في بحر ايجة وشرقها خاصة كاستيلوريزو، وايضا اتفاق الحدود البحرية الموقع بين تركيا وليبيا في 27 تشرين اول/ديسمبر 2019.
اسرائيل تراقب بقلق التوتر التركي اليوناني شرق المتوسط
إلى ذلك قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن "إسرائيل ترقب عن كثب التوتر القائم بين تركيا واليونان وقبرص، خشية أن يؤثر على فرص حصول إسرائيل على امتيازات تسعى إليها في حقول الغاز القبرصية، خاصة خزان غاز أفروديت، وهو حقل مشترك لإسرائيل وقبرص، ويقع على بعد 160 كم جنوب ليماسول، و30 كم شمال غرب خزان ليفياثان للغاز، وعلى التماس المباشر في المياه الاقتصادية للبلدين".
وأضاف أمير بار شالوم في تقريره على موقع "زمن إسرائيل"، أن "خزان أفروديت هو الوحيد المكتشف حتى الآن في المياه الاقتصادية لقبرص، وتبلغ حصة إسرائيل 10٪، لأن معظمه يقع في المياه القبرصية، بالتزامن مع تهديدات تركية بإلحاق الضرر بمعدات البحث بمنطقة أفروديت، بدعوى أنها أصول تركية، مما يمثل تهديدا غير مباشر لإسرائيل، التي تبدي تدخلا منخفضا، وتترك العمل للاتحاد الأوروبي".
وأشار إلى أن "حقل أفروديت ليس سوى مكون واحد في نسيج الغاز الإقليمي، بجانب مشروع خط أنابيب الغاز "إيست ميد EastMed"، الذي وقعته إسرائيل وقبرص واليونان لنقل الغاز من شرق البحر المتوسط عبر جزيرة كريت واليونان وإيطاليا إلى القارة الأوروبية، ثم تقرر توسيع المنتدى من أجل زيادة إمكاناته الاقتصادية".
تركيا تعيد تموضعها عربياً؟
تواصل تركيا نهجها في إطلاق تصريحات إيجابية تجاه مصر وعدد من الدول العربية، خاصة منذ حديث الرئيس رجب طيب أردوغان في سبتمبر/أيلول الماضي عن إمكانية إجراء بلاده محادثات استخباراتية مع مصر في أي وقت.
كما اكدت مصادر مصرية إن تركيا أجرت اتصالات دبلوماسية مع مصر وإنها تتطلع إلى توسيع التعاون بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة.
تعتبر تركيا أنّ مصالح الدولة المصرية في الترسيم البحري كانت، وما تزال، ترتبط بمصالح تركيا، لأنّ هذا الخيار يعطي القاهرة أكبر مساحة ممكنة هناك. وبشهادة التقنيين في الخارجية والاستخبارات، تشير الرسائل غير المباشرة إلى محاولة مصر الموازنة مجدداً بين تركيا واليونان.
ان احتمالات توقيع اتفاقية بين مصر وتركيا بشأن ترسيم الحدود البحرية من شأنه أن يغيّر التوازنات شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ما تسعى إليه تركيا، كما أنَّ استعداد مصر المفترض لاتفاق ترسيم جديد مع تركيا يعطي سبباً للحديث عن إعادة تشكيل التحالفات السياسية والاقتصادية في المنطقة. ويشير الخبراء إلى إمكانية تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ومصر وتركيا، وهي قرارات لها دلالات اقتصادية وسياسية بالنسبة إلى أنقرة. ولا شكّ في أنَّ اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة المحتملة بين مصر وتركيا ستؤثر في مجمع جزيرة كاستلوريزو والمفاوضات التركية اليونانية.
هذا التموضع على خطّ الدول العربية يعيد تركيا إلى العلاقات الطبيعية ويعطيها وزناً ذو تأثير، ولا سيما في ظل تطبيع بعض الدول العربية مع "إسرائيل"، وتركيز الولايات المتحدة اهتمامها على الملف النووي الإيراني، في ظلّ ثباتها على محاسبة تركيا في ملفات داخلية، وأخرى لها علاقة بتوجّهاتها كعضو في الأطلسي.