تفاصيل مروّعة لرحلة هروب آلاف السودانيين إلى بورتسودان.. أقاموا في العراء وتعرضوا للنهب من “الدعم السريع”

profile
  • clock 3 مايو 2023, 9:23:04 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير نشرته الإثنين 1 مايو/أيار 2023، إن آلاف الأشخاص نزلوا إلى بورتسودان المدينة الساحلية الكائنة بشرق السودان في الأيام الأخيرة، هرباً من العنف في العاصمة الخرطوم، ولمحاولة تأمين طريق هروب على متن سفن متجهة عبر البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية.

حيث تحولت مدينة بورتسودان الساحلية – أكبر ميناء بحري في البلاد – إلى مركز للنازحين بسبب الحرب، حيث استخدم الناس المفارش والكراسي لبناء خيام مؤقتة، متخذين من مدينة ملاهٍ محلية مأوى لهم في انتظار المساعدة في درجة حرارة تتجاوز 30 درجة مئوية.

آثار قصف على مناطق في الخرطوم بحري-السودان / رويترز

نزوح آلاف السودانيين 

على الرغم من أنَّ عمليات الإجلاء الدولية تركز الآن على بورتسودان، إلا أنَّ عشرات الآلاف من الأشخاص فروا براً إلى تشاد ومصر وجنوب السودان منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية.

تقول منظمة الصحة العالمية إنَّ ما لا يقل عن 50 ألف شخص غادروا السودان منذ بدء القتال، وأسفر العنف عن مقتل أكثر من 500 مدني. ومن المحتمل أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

دفع الصراع ثالث أكبر دولة في إفريقيا إلى حالة من الفوضى، حيث نزح العديد من الأشخاص، لكنهم غير متأكدين من كيفية الهروب من العنف. في حين أُعلِن، يوم الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، عن تمديد وقف إطلاق النار الأخير لمدة ثلاثة أيام، لكن لا تزال الأنباء تتردد عن اشتعال قتال عنيف في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك اتهامات من قوات الدعم السريع بأنَّ الجيش يقصف مواقعها.

لا قتال في مدينة بورتسودان

لكن على عكس الخرطوم، لم تشهد بورتسودان أي قتال، حيث تعمل المطاعم ومحلات البقالة كالمعتاد، حسبما قال ياسر زيدان، المحاضر في الشؤون الدولية بجامعة السودان الوطنية، يوم الإثنين 2 مايو/أيار. وأضاف زيدان، وهو مقيم دائم في الولايات المتحدة وصل إلى بورتسودان مع قافلة أمريكية صباح الأحد 1 مايو/أيار، إنَّ الجيش كان يسيطر على المدينة، واجتازت القافلة نقاط تفتيش تابعة للجيش في طريقها. وأوضح زيدان: "صار الوضع أشبه بمخيم للاجئين".

الحرب الأهلية السودانية تدور منذ يومها الأول في العاصمة الخرطوم بشكل أساسي/الأناضول

حتى الآن، أُجلي بعض السودانيين مزدوجي الجنسية. لكن العديد من الأشخاص الذين ينتظرون مغادرة بورتسودان يحملون جوازات سفر سودانية فقط، وهناك مخاوف من احتمال حبسهم إلى أجل غير مسمى في الميناء، حيث تعطي الدول الأولوية لإخراج مزدوجي الجنسية. وبالنسبة لأولئك الذين لا يحملون أي جواز سفر، قد يكون الهروب أصعب.

لا يمكن وصف الرحلة من الخرطوم إلى بورتسودان، التي تمتد لمسافة 500 ميل (804.6 كيلومتر)، إلا أنها مروعة. فرّ زيدان مع زوجته، بعد ظهر يوم السبت 29 أبريل/نيسان، تاركين وراءهما جدّيه. وفي طريقهما للخروج من المدينة، مرا بالعديد من نقاط التفتيش التي أقامتها قوات الدعم السريع. وقال زيدان إنَّ القوات شبه العسكرية سرقت عند إحدى هذه النقاط الهواتف المحمولة من ركاب إحدى الحافلات الأمريكية السبع، وحُلي ذهبية من امرأة.

 

أشار إلى أنه عند وصولهم إلى بورتسودان، كان المشهد فوضوياً، ولم يكن هناك ممثل أمريكي يمكنه إخباره أو أي من الأشخاص الـ140 الآخرين في القافلة الأمريكية بكيفية إجلائهم. وقال إنَّ بعض المواطنين الأمريكيين ينتظرون بدون أخبار منذ ثلاثة أيام، وكان سعر حجز مكان على متن سفينة خاصة يرتفع بحدة، هذا إن أمكن الحصول على أي مكان على الإطلاق.

في حين بدأت المساعدات في الوصول إلى بورتسودان. حيث أعلنت منظمة الصليب الأحمر بدء تفريغ 8 أطنان من الإمدادات الطبية التي أرسلتها يوم الأحد 30 أبريل/نيسان، لكن لم يتضح على الفور إلى أين تتجه. بينما قالت الأمم المتحدة إنَّ توزيع المساعدات تأخر جزئياً بسبب نهب إمداداتها في السودان.

من جانبه حذر المحاضر في الشؤون الدولية ياسر زيدان: "مع هذا الصراع غير المسبوق، هناك الملايين على حافة الهاوية".

التعليقات (0)