تقارب مصري تركي .. تحسن في العلاقات وإغلاق قنوات وتوقف برامج

profile
  • clock 11 أبريل 2021, 11:47:37 ص
  • eye 1135
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


كشفت وزارة الخارجية التركية عن اتصال بين وزيري خارجية تركيا ومصر تحدثا هاتفيا، في أول اتصال مباشر بينهما منذ أن بدأت تركيا مساعي لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين ، كاشفة عن تبادل التهاني بين الوزيرين ، لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وسبق لتركيا الشهر الماضي الإعلان أنها استأنفت اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر وترغب في تحسين التعاون بعد توتر دام سنوات منذ أن عزل الجيش المصري في عام 2013 الرئيس آنذاك محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي كان مقربا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وسبق ذلك قيام رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، يوم الخميس الماضي بتقديم بالشكر للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الجهود التي بذلها خلال رئاسة تركيا الدورية لمجموعة الثماني الإسلامية.

تحسن العلاقات

ويرى المراقبون أن تحسن العلاقات انعكاسات على منطقة شرق البحر المتوسط. وساندت تركيا طرفا مختلفا عن الذي ساندته مصر في الصراع الليبي وأبرم كل جانب اتفاقات بحرية مع دول ساحلية أخرى تتعارض مع اتفاقات الطرف الآخر. وقالت القاهرة إن تصرفات تركيا "يجب أن تتوافق مع المبادئ المصرية" لتطبيع العلاقات.


وفي الشهر الماضي طلبت أنقرة من قنوات التلفزيون المصرية المعارضة العاملة في تركيا تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للقاهرة في أول خطوة ملموسة لتخفيف التوتر. كما عرضت تقديم المساعدة لمصر في حل أزمة السفينة التي جنحت في قناة السويس وتسببت في إغلاق الممر الملاحي لأيام.


اتبع ذلك إعلان إلاعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر، أنهما في إجازة مع وقف برنامجيهما على قناتي "الشرق" و"مكملين"، اللتين تبثان من اسطنبول..ويأتي هذا التغيير بعد أقل من 8 ساعات من إعلان أنقرة اتصال وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو بنظيره المصري سامح شكري.


وكتب الإعلامي ناصر المذيع بفضائية "مكملين" تدوينة، السبت، على تويتر قال فيها: "جمهوري العزيز.. تعودنا على الشفافية معكم ومشاركتكم معنا في كل كبيرة وصغيرة، واستمرارا لهذا المبدأ أودّ أن أعلمكم بأني في إجازة خلال شهر رمضان آملا في العودة إليكم كما كنت دائما".


وكتب زميله الإعلامي معتز مطر تدوينة أخرى غامضة قال فيها: "جمهوري العزيز ألتقي بكم في تمام العاشرة مساء اليوم بتوقيت القاهرة في حلقة قصيرة "للغاية" من برنامج "مع معتز"، وسنذيع فيها بياناً هاماً".

وكتب زميلهما عبد الله الشريف تدوينة أزاح فيها الستار عن وجود قرار بإغلاق البرنامجين.

وقال الشريف في تدوينته: "إلى محمد ناصر ومعتز مطر أحسن الله عزاءكم في منابركم الإعلامية، ومن باب الأخوة في الله فإن قناتي تحت أمركم لاستعمالها في البث المباشر كل ليلة إن أردتم، لا يغلبنكم القرار".

ونشر ناصر المذيع بفضائية "مكملين" فيديو عبر صفحته على مواقع التواصل، أعرب فيه عن تقديره للسلطات التركية التي آوته طيلة 7 سنوات، مضيفا أنه في حال وصل التقارب مع مصر لمحطته الأخيرة، فسيهاجر إلى كندا أو بريطانيا.


كما أقر الإعلامي أن الجماعة تهادن الآن وتناور وتلتزم بالتعليمات التركية بانتظار معرفة الموقف النهائي من التقارب مع مصر، مؤكدا في الوقت عينه أن قيادات الإخوان ستواصل سياستها ضد القاهرة حتى ولو من خارج تركيا.

من جانبها، كشفت مصادر إعلامية أن السلطات التركية أبلغت الإعلاميين الاثنين بتغيير طبيعة وسياسة برنامجيهما ومنحهما إجازة لحين الاتفاق على شكل جديد أو البث من دولة أخرى تاركة حرية اتخاذ القرار لهما.

وبث الإعلاميان مطر وناصر فيديوهات كشفت نيتهما الرحيل، ومغادرة الأراضي التركية.

إسقاط الجنسية

من جهة اخرى قضت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري في القاهرة برد دعوى إسقاط الجنسية المصرية عن عدد من قيادات "جماعة الإخوان"، وسياسيين آخرين، مقيمين في تركيا..وطالبت الدعوى بإلزام السلطات بإسقاط الجنسية المصرية عن عدد من قيادات الجماعة بينهم معتز مطر، وأيمن نور، ويحيى حامد وزير الاستثمار السابق في حكومة مرسي.


وأشارت الدعوى إلى أن "قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية في الخارج تخشى من الملاحقات خاصة أن الغالبية العظمى منهم صادر ضدهم أحكام قضائية، وهو ما يدفعهم إلى محاولة الحصول على جنسيات دول أخرى تضمن لهم حرية التحرك في الخارج وعدم الملاحقات الأمنية".


وتابعت: "تعد الجنسية التركية، أقرب الخطوات التي يلجأ لها قيادات بالإخوان والجماعة الإسلامية، خاصة خلال الفترة الأخيرة، بعدما تعرض عدد من حلفائهم للتوقيف والاحتجاز من قبل سلطات دول أوروبية لصدور أحكام قضائية عليهم، وبعضهم كان حاصلا على جنسيات دول أخرى".


تفاهمات الفرقاء

التقارب بين مصر وتركيا هو أمر صادف رغبة عندهما في الوصول إلى تفاهمات مبدئية في ملفات عديدة مختلفة، في مقدمتها الملف الليبي، وجلب الهدوء إلي الحدود المصرية الغربية من خلال الانتخابات الليبية، والوصول إلى تفاهمات بعد عدة اجتماعات بين الفرقاء الليبيين. وبالطبع من مصلحة مصر أن يكون هناك هدوء علي حدودها، فأمن مصر القومي يبدأ من خارج حدودها، لكن للهدوء في الداخل الليبي شروطا أخرى، ستمتحن قدرته علي الصمود.


غاز المتوسط


النقطة الأخرى، التي لعبت دورا مهما في هذا التقارب، تتعلق بغاز شرق المتوسط، فبعد إعلان مصر عن اتحاد شرق المتوسط مع قبرص واليونان، الغريم التقليدي للأتراك، إلى جانب الكيان الإسرائيلي، كان المتوقع بموجبه أن تصبح مصر مركزا عالميا لإسالة الغاز الطبيعي، لكن ما حدث بعد الاتفاق بشأن إنشاء خط الغاز، بين الكيان الإسرائيلي واليونان وقبرص، من دون وجود مصر، جعل القاهرة تعيد التفكير في الأمر، فلكي تكون مصر مركزا عالميا للإسالة لا بد أن يمر خط الغاز عبر المناطق التركية في شرق المتوسط. وانعكس هذا الإدراك المصري في الاتفاق الذي كانت قد عقدته مصر مع اليونان قبل عامين تقريبا بشأن ترسيم الحدود المصرية، وتركت فيه مصر جزءا كبيرا لليونانيين، كان الغرض منه تطميع الأتراك أكثر، وقد فهموا الرسالة وتفاعلوا معها، وعرفوا أن ذلك في مصلحتهم، فترسيم الحدود بين مصر واليونان شمل فقط جزيرتي كريت ورودوس، ولم يتطرق إلى جزيرة كاستيليريزوا، ولم تمس مصر الجرف القاري التركي. وهنا كان لا بد من التوافق، حتى يحصل كلا الطرفين على ما يريدان.



التعليقات (0)