تقرير لفورين بوليسي: لماذا يريد بن سلمان التحدث فجأة إلى إيران؟

profile
  • clock 30 أبريل 2021, 1:54:49 م
  • eye 752
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" أن مبادرة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لإقامة علاقات جيدة مع إيران بعد سنوات قليلة من إعلانه رفض الحوار مع طهران، سببها إدراك الرياض بأن واشنطن ماضية جديا في تحويل تركيزها بعيدا عن الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.


وأضافت المجلة، في تقرير لها، الخميس، بعنوان: "لماذا يريد محمد بن سلمان فجأة التحدث إلى إيران؟"، أن موقف ولي العهد السعودي تغير 180 درجة بالنسبة لإيران، بعد تأكيده، قبل 4 سنوات فقط، بأن الحوار مع إيران مستحيل، متسائلا: "كيف يكون لديك حوار مع نظام مبني على أيدولوجية متطرفة؟".
حينها أيضا، تعهد "بن سلمان" بأن السعودية ستنقل المعركة إلى داخل الأراضي الإيرانية.
وأشارت المجلة إلى أن السبب الأساسي لهذا التحول في الخطاب السعودي هو إدراك الجميع بأن واشنطن جادة في تحويل تركيزها بعيدا عن الشرق الأوسط، ووقف سياسة دعم شركائها في المنطقة، بغض النظر عن سلوكهم المتهورما سبق، وفقا للتقرير، أجبر الأطراف الإقليمية على استكشاف دبلوماسيتها الخاصة، بدلا من الانخراط في الفوضى، كما كان متوقعا عقب الانسحابات الأمريكية.
وأضافت المجلة أن تعليقات "محمد بن سلمان" كانت، على الأرجح، إشارة إلى محادثات سرية بين إيران وجيرانها العرب في العراق، والتي ذكرت للمرة الأولى في صحيفة "فايننشال تايمز"، والتي كانت تهدف إلى تخفيف التوترات ووضع حد للحرب في اليمن.
في البداية، نفى مسؤولون سعوديون الخبر، فيما رفضت طهران التعليق، إلا بالقول إنها ترحب بالحوار مع الرياض.
لكن هذا الإنكار لم يدم طويلا، يقول التقرير، حيث تبين فيما بعد أن قصة "فايننشال تايمز" ليست سوى غيض من فيض.
وكشفت تقارير صحفية أن الحوار لم يقتصر على إيران والسعودية، بل عُقد الاجتماع الأول بين إيران والإمارات في يناير/كانون الثاني الماضي، تلته اجتماعات ضمت مسؤولين سعوديين وأردنيين ومصريين.
وبينما ركزت المحادثات السرية بشكل أساسي على الحرب في اليمن، فقد شملت أيضًا الوضع في سوريا ولبنان. وشملت المحادثات كبار المسؤولين الأمنيين في دول مختلفة، بما في ذلك لقاء بين قائد فيلق القدس الإيراني، "إسماعيل قآني"، ورئيس المخابرات السعودية "خالد الحميدان".
وقالت "فورين بوليسي": من الواضح أن هذه المحادثات لا تزال في بدايتها، وهناك احتمال واضح بأنها قد تفشل في سد الفجوة بين إيران وخصومها العرب.
ومع ذلك ، يرى التقرير أن العديد من العوامل تشير إلى قدرة هذه المحادثات على تغيير، ليس فقط مسار العلاقات السعودية الإيرانية، ولكن أيضًا الوضع الأمني الأوسع في المنطقة.
أما السبب الثاني لهذا التغير المفاجئ، وفقا للمجلة، فهو أن هذا الحوار الإقليمي بدأ من قبل القوى الإقليمية نفسها، أي أنه لم يفرض عليهم من قبل قوى كبرى من خارج المنطقة، ولا تقوده دول خارجية.
لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لم تساهم في هذه العملية، وفقا للمجلة.
أما العامل الثالث، فهو بدء الولايات المتحدة في الانفصال عسكريا عن الشرق الأوسط وبدء سحب قواتها.
وخلال الحملة الرئاسية لعام 2020، تعهد "بايدن" بسحب "الغالبية العظمى" من القوات الأمريكية من أفغانستان، وقطع المساعدات عن السعودية لحربها في اليمن، وإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، وهي قرارات تتناسب تمامًا مع أجندة تقليص دور الولايات المتحدة في المنطقة.ويضيف التقرير: في الواقع، بمجرد وصوله إلى المكتب البيضاوي، تحرك "بايدن" سريعًا لإنهاء الدعم الأمريكي للجانب السعودي في الحرب في اليمن، وأبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، بعيدًا، وأعلن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان، وبدأ مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
كانت الرسالة الموجهة إلى القوى الإقليمية واضحة: "الشرق الأوسط لا يمثل أولوية لإدارة بايدن".
وكما قال مستشار غير رسمي لـ"بايدن"، في تصريحات لموقع "بوليتيكو: "إنهم يعملون بشكل هادف للغاية لعدم الانجرار إلى الشرق الأوسط".
وقالت "فورين بوليسي": "ليس من المستغرب أن هذه الرسالة دفعت القوى الإقليمية إلى البدء في استكشاف الدبلوماسية مع منافسيها".

التعليقات (0)