- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
جلال نشوان يكتب: تقرير أمنستي رسائل ودلالات
جلال نشوان يكتب: تقرير أمنستي رسائل ودلالات
- 14 فبراير 2022, 11:36:59 ص
- 532
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إدانة الكيان الغاصب بممارسة نظام الفصل العنصري في فلسطين ، انتصاراً كبيرا لشعبنا الفلسطيني ، ومن هذا المنطلق يجب البناء عليه لمواجهة الغطرسة الصهيونية ، ومخاطبة المجتمع الدولي بلغته التي يفهمها ، ودحض الرواية الصهيونية التي قامت على الكذب ونشر التضليل ، وهذا جزء من نضالاتنا ضد المشروع الصهيوني
وفي الحقيقة : نشرت منظمة العفو الدولية ( أمنستي ) تقريرها الكامل حول سياسة الفصل العنصري الصهيوني ضد شعبنا مطالبة بمساءلة سلطات الاحتلال.
ويبين التحقيق بالتفصيل كيف أن الاحتلال فرض نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني و على حقوقه. وهذا يشمل أبناء شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي بلدان أخرى
ويوثق التقرير الشامل نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الذي يمارسه الكيان بقسوة والذي يعتبر جريمة ضد الإنسانية ، وأن عمليات الاستيلاء الهائلة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وأعمال القتل غير المشروعة، والنقل القسري، والقيود الشديدة على حرية التنقل، وحرمان أبناء شعبنا من حقوقه وكل تلك الممارسات ترقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي.
لقد ارتكزت المعتقدات الصهيونية على العنصرية، وكانت أولى الخطوات الإرهابية ، تشريد الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية واقتلاعه، والاستيلاء على أرضه وتاريخه وتراثه وتدمير ذاكرته، وما كان يتحقق ذلك إلا بالقوة العسكرية الإجرامية ، وإرساء نظم وقوانين ونظام كامل للتفرقة العنصرية والفصل العنصري لبناء ثقافة مجتمع استعماري الهوية، وتبرير المجازر وجرائم إبادة الهوية والسكان
وفي جنوب أفريقيا ، شكل الفصل العنصري الذي كافحه الأسقف( ديسموند توتو) الذي رحل قبل أيام نظاماً سياسياً قائماً على التمييز العنصري استمر حوالي نصف قرن وسقط رسمياً في العام 1991.
مع تجاهل الغالبية السوداء، ولدت جنوب أفريقيا المعاصرة بين المستوطنين البيض في العام 1910، من اتحاد المستعمرين البريطانيين وجنسيات أوروبية أخرى ،
واستند هذا النظام الذي أنشأه الحزب الوطني الذي سيطر على الحياة السياسية في البلاد من العام 1948 حتى 1994، على ثلاث ركائز: قانون تصنيف السكان وقانون الإسكان المنفصل وقانون الأرض،
وقد عملَ مؤسسو الكيان الغاصب على تقليد قوانينها وهيكليتها ونظام الأبارتهايد لتنفيذ المشروع الصهيوني الإحلالي وتكملته. ولذا، لم يكن تحالف إسرائيل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا إلا نتيجةً منطقيةً لتشابه المشروعين. وبالرغم من تأييد أميركا لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ، إلا أنه كان هناك التزاماً أمريكياً بالمشروع الصهيوني نفسه ، في دعم إنشاء وطن لليهود في فلسطين في ادّعاء أخلاقي كاذب مكشوف، لأنّ السبب الحقيقي هو دور الكيان الغاصب الاستراتيجي في منطقة حسّاسة للمصالح الأميركية
وفي الحقيقة : وضع مؤسسو المشروع الصهيوني نصب أعينهم ، أنه لا يمكن تحقيق أمن كيان إحلالي من دون استمرار التشريد والإقتلاع ومحاولة محو الذاكرة وإرتكاب المجازر ،لذا أعدوا الرواية الصهيونية المبنية على الزيف والكذب والتضليل وإنكار الوجود التاريخي لشعبنا ، وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه ، ورغم معارضة أمريكا وحلفائها ، الا أن العالم بات مقتنعا بالرواية الفلسطينية المبنية على الحق ، حق شعبنا الذي تعرض لأكبر مؤامرة قذرة عرفها التاريخ المعاصر ...
أنّ اعتراف كلّ من منظمتي( هيومن رايتس ووتش) والعفو الدولية، وهما أكبر مؤسسات لحقوق الإنسان في العالم، يمثل انتصاراً لقضيتنا ولحقوق شعبنا ، وهذا يحتم علينا مضاعفة الجهود لتكثيف التواصل مع الجاليات والسفارات والجامعات الأوروبية وبناء جسور التواصل مع الأمريكيين العرب لفضح جرائم الاحتلال
الطريق شاق وغير مفروش بالورود ؛ فالمسألة لا تقتصر على كشف نظام الأبارتهايد وإدانته، فمنظمات حقوق الإنسان الدولية، على أهميتها، وإن قطعت شوطاً كبيراً في موقفها من إسرائيل، فلن تتجاوز، وإلى أمد قد يكون أطول مما نتأمل، أكثر من ذلك. صحيحٌ أننا شهدنا تطوراً إيجابياً في المواقف ، لكنّ نضال الشعب الفلسطيني سيستمر حتى تحقيق الأهداف وهي الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
ماحدث يعد انتصاراً لقضيتنا ويمكن البناء عليه ، ومن هنا يجب وضع خطة استراتيجية وطنية لمحاصرة الإحتلال وفضحه أمام المجتمع الدولي وكافة منظمات حقوق الإنسان ، والعمل على تقديم كافة الوثائق لمحكمة الجنايات الدولية