- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: زيارة غانتتس للبحرين، رسائل ودلالات
جلال نشوان يكتب: زيارة غانتتس للبحرين، رسائل ودلالات
- 4 فبراير 2022, 1:05:32 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عابراً للأجواء السعودية، وبطائرة عسكرية لسلاح الجو الصهيوني وصل وزير الجيش غانتس الأربعاء الماضي إلى المنامة لتدشين مرفأ فرعي لسلاح البحرية الصهيوني في الخليج، لمواجهة إيران
وقد وصل غانتس إلى البحرين في أول زيارة من نوعها في تاريخ العلاقات بين الطرفين يرافقه قائد القوات البحرية الصهيونية وعدد من المسؤولين العسكريين الآخرين.
وفي الحقيقة:
تأتي هذه الزيارة، لتطبيق أهداف المحتلين الغزاة، حيث نادى بن غوريون رئيس وزراء الكيان الغاصب الأسبق، بنقل المعركة إلى العالم العربي، لذا فإن إقامة مرفأ صهيوني قديم، جديد هذا من جانب، ومن جانب آخر الزيارة تهدف إلى انشاء مركز استخباري لرصد التحركات الإيرانية براً وبحراً وجواً
وغني عن التعريف، ما كانت زيارة الإرهابي غانتس، تتم إلا بضوء أخضر من كل دول الخليج، التي يراودها هواجس أمنية من عدوان ايراني عليها، وهو في الحقيقة مجرد أوهام لا وجود لها على أرض الواقع، قوة دول الخليج في معايشة قياداتها لمعاناة شعوبها، وإرساء مبادئ الحرية والعدل واحترام حقوق مواطنيها وتفعيل برلماناتها وليس مع المحتلين الغزاة ( الصهاينة والامريكان )
الولايات المتحدة الأمريكية، ترغب بهمينة صهيونية على العالم العربي ، ليكون الكيان الغاصب وكيلاً لها ، وشرطياً للمنطقة وعلى العرب أن يقدموا ولاء الطاعة بحجة حمايتهم من إيران ،
وللأسف مشاريع التطبيع تسير على قدم وساق، فلم يقتصر التطبيع على إنشاء العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفارات، بل أخذ التطبيع مناحي أخرى، كالتطبيع الرياضي والثقافي، وما مشاركة الكيان الغاصب في معرض اكسبو وعقد الاتفاقيات الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، الا تنفيذا للمشروع الصهيوأمريكي على الأرض
وهنا نتساءل هل وصلت الأمور لتكون المساجد منطلقا للتطبيع؟
أن المواطن العربي يفقد صوابه، عندما يشاهد ويسمع سلوكيات حكام الخليج وكيف تحول التطبيع الى غرام سياسي
فوزيرة الثقافة والرياضة الصهيونية التي زارت مسجد الشيخ زايد، قبل سنوات وثم تجولت فيه، لعبت دور حمامة السلام، مع انها صهيونية متطرفة حاقدة وتطالب بإبادة العرب
زيارة غانتس الإرهابي تحمل في طياتها رسائل ودلالات:
أن الحضور الصهيوني في الخليج يدل دلالة واضحة على، أن هناك متغيرات سياسية إقليمية تتجه نحو تغييرٍ استراتيجي من منظورٍ أمني تؤسِّس له واشنطن لتغيير جذري وهو تمكين الإحتلال الصهيوني وتهيئته للعب دور شرطي المنطقة، وهذا التمكين ينطلق من ثوابت استراتيجية في المنطقة، خاصة بعد أن اهتزَّت مشاريع أميركا في المنطقة بعد فشل صفقة القرن التي رفضها شعبنا وقيادته، وسقط أيضاً ما تطَّلع إليه كيان الاحتلال الصهيوني بتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة وللأسف كل ذلك الاستفراد بالشعب الفلسطيني، لكن شعبنا الفلسطيني مستيقظ جيداً لكل ما يحدث في المنطقة،...
ومن الرسائل و الدلالات لزيارة الإرهابي غانتس للبحرين، أن الإحتلال يسعي جاهداً إلى تثبيت واقعٍ جديدٍ في المنطقة، وذلك بالعبور إلى أهدافه القذرة، من نوافذ الأنظمة الرسمية العربية، حيث يفاخر الكيان الغاصب، بأن الحدود العربية، فتحت أمامه ولم تعد شعارات الماضي، تجدي نفعاً وأن تلك الشعارات أصبحت من الماضي وأن الدول المطبعة ، أصبحت حلفاء له وبشكل علني ، وأن المتغيرات الجديدة أصبحت واقعاً ولا عودة للماضي ...
المؤامرة كبيرة على قضية فلسطين وشعبها، والمشروع الصهيوأمريكي ، يضع منطقة الخليج تحت الهيمنة الصهيونية ، وسيجعل الكيان الغاصب خنجرًا في خاصرة الدول العربية وسيضع أكثر من قدم للكيان الغاصب في الساحة العربية . أما حجة السيادة التي تذرعت بها الخليج لتبرير التحالف مع الكيان الغاصب، فإن السيادة لا تكون خارج سياق الأمن القومي العربي، لأن الهدف عزل دول الخليج عن محيطها العربي طيلة سنوات قادمة ولن تكون السيادة باستدعاء الحماية الأجنبية والدوس على الإرادة الشعبية العربية
ما يحدث من متغيرات سياسية اقليمية، ومن تحالفات واتفاقيات أمنية هو بمثابة طعنة في ظهر قضيتنا ، وشعبنا لن يعير اي اهتمام لذلك ، لأنه ماض نحو تحرير الوطن من دنس الإحتلال ، وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وكما فشل التطبيع المخزي ، قبل ذلك ، سيفشل بإذن الله ، لأن المحتل الذي إرتكب المجازر بحق شعبنا ، ستلفظه الجماهير العربية ، عاجلاً ، ٱجلاً ، طال الزمن أم قصر