-
℃ 11 تركيا
-
21 أبريل 2025
حديثو الولادة في غزة بين الحياة والموت: حضّانات بلا حليب وصرخات بلا صوت
مستشفى ناصر.. الحياة تتلاشى بصمت
حديثو الولادة في غزة بين الحياة والموت: حضّانات بلا حليب وصرخات بلا صوت
-
20 أبريل 2025, 2:56:35 م
-
482
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حديثو الولادة في غزة
مستشفى ناصر.. الحياة تتلاشى بصمت
في قسم حديثي الولادة بمستشفى ناصر في خانيونس جنوبي قطاع غزة، تسكن أجساد صغيرة داخل حضّانات تكاد تخلو من الوسائل اللازمة للبقاء. تغيب أصوات البكاء، ويحل مكانها صمت ثقيل، بينما تكافح أجهزة الإنعاش لإنقاذ أرواح وليدة تُصارع الجوع والمرض في ظل حرب إسرائيلية دخلت شهرها التاسع عشر.
انقطاع المساعدات لأكثر من سبعة أسابيع
بحسب مصادر طبية، لم تدخل إلى غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع أي شحنات غذائية أو طبية مخصصة لحديثي الولادة، وهي أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. هذا الانقطاع أدى إلى تدهور خطير في الخدمات الطبية، وتهديد مباشر لحياة العشرات من الأطفال في الحضّانات، وفق ما أكدت أخصائية طب الأطفال فداء النادي.
أزمة غذائية وصحية خانقة داخل الأقسام الطبية
تقول الدكتورة النادي إن المستشفى يعاني من نقص حاد في الحليب الخاص بالأطفال، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى نفاد الحفاضات والمستلزمات الأساسية. وتشير إلى أن سوء تغذية الأمهات أيضًا يزيد من المخاطر الصحية على المواليد.
نداء عاجل لإنقاذ الأطفال
وجهت الدكتورة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي بضرورة فتح المعابر فورًا، مؤكدة أن التأخير في إدخال المساعدات قد يُفضي إلى وفاة المئات. تقول: "لا نملك أي بدائل أو وقت إضافي. الأطفال الذين نجوْا من القصف باتوا اليوم يُحاصرون بالتجويع".
اليونيسف: الأطفال في خطر شديد
من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن مستشفيات غزة الخاصة بالأطفال تفتقر إلى المعدات الطبية الأساسية، وتعمل في ظروف شبه مستحيلة. وقالت عبر منصة "إكس" إن استمرار بقاء الأطفال على قيد الحياة يتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات إلى القطاع.
وأشارت إلى أن المنظمة لديها آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات المنقذة للحياة، لكنها ما زالت عالقة على الحدود بسبب إغلاق المعابر الإسرائيلية.
أطفال يتلقّون علاجات ناقصة وسوء تغذية متفاقم
تنبه اليونيسف إلى أن 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية أُغلقت منذ 18 مارس بسبب القصف أو أوامر النزوح، ما يعرض أكثر من 350 طفلًا لمخاطر شديدة. كما نفدت الأغذية التكميلية وحليب الأطفال من جنوب ووسط غزة، ولم يتبق سوى ما يكفي لـ 400 طفل لشهر واحد فقط.
أونروا: الأطفال ينامون جوعى
بدورها، تؤكد وكالة الأونروا أن الحصار الإسرائيلي الحالي هو الأشد منذ بدء الحرب. وقد نزح 420 ألف شخص مجددًا منذ استئناف الحرب الشهر الماضي، بينما قالت جولييت توما، مديرة الإعلام في الأونروا، إن "الأطفال ينامون جياعًا، والإمدادات توشك على النفاد التام".
منظومة صحية منهارة ومجاعة تلوح بالأفق
في ظل الانهيار التام للمنظومة الصحية ومنع إدخال الأدوية، دخل القطاع فعليًا في مرحلة المجاعة. وأكد مكتب "أوتشا" التابع للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب، مع شلل كامل في دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس 2025.
أرقام مفزعة: 167 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود
تحت الحصار المستمر منذ 18 عامًا، يعيش قرابة 1.5 مليون شخص بلا مأوى في غزة، من أصل 2.4 مليون نسمة. وبموازاة ذلك، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، ارتكاب جرائم إبادة جماعية أودت بحياة أكثر من 167 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا.







