- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
حرائق غامضة وظواهر مخيفة.. قصة البيت الملعون في صعيد مصر
حرائق غامضة وظواهر مخيفة.. قصة البيت الملعون في صعيد مصر
- 29 يوليو 2024, 3:51:10 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في قلب محافظة سوهاج المصرية، يقف منزل مؤلف من ثلاثة طوابق يلفه الغموض ويحيطه الخوف. في هذا المنزل تشب الحرائق بشكل متكرر دون سبب، تاركاً وراءه علامات استفهامٍ حائرة وأسئلةً بلا إجابة.
يقع المنزل في إحدى قرى مركز جهينة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر جنوب القاهرة بحوالي 500 كم، ويعود للحاج محمد الصغير، في العقد السابع من عمره، ويسكنه هو وأولاده وأحفاده، ولكنهم الآن باتوا في الشارع بلا مأوى لهم خوفا من أن تلتهم الحرائق.
عند وضع أي قطعة أثاث أو مفروشات في المنزل تشتعل فيها النيران وينتشر الدخان الكثيف ويهلع كل من في المكان.
ظواهر مخيفة مع اشتعال الحرائق
يقول أحد جيران الأسرة المنكوبة: "حكايةٌ تشبه كابوساً يتكرر، حيث تلتهم النيران محتويات المنزل المكون من ثلاثة طوابق، دون أن يتمكن أحد من كشف سبب اندلاعها أو إيقافها بشكل نهائي".
مع كل حريقٍ جديد، تنقطع المياه عن المنازل المجاورة، لتزداد الفوضى ويعمّ الذعر بين الأهالي. تأتي سيارات الإطفاء، لكنّ جهودها تبدو عبثيةً أمام النيران المتجددة، وكأنّ المنزل يحمل لعنة تُبقيه مشتعلاً إلى الأبد.
تبدأ الحرائق فجأة، دون سابق إنذار. أخذت الحرائق المتكررة في القضاء على محتويات المنزل شيئا فشيئًا. الطابق الأول احترق بالكامل، تبعه الثاني، ثم الثالث. الأثاث، الذكريات، والأمان، كل شيء تحول إلى رماد.
ولم يكن أمام الحاج محمد وعائلته سوى مشاهدة منزلهم يتلاشى أمام أعينهم، وهم عاجزون عن فعل شيء.
الحلول الروحية فشلت
بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على مساعدة من السلطات، لجأ الصغير إلى الحلول الروحية. سمع عن مشايخ وقساوسة يستطيعون التعامل مع الجان، فقرر أن يجرب حظه.
جلب المشايخ لقراءة القرآن في المنزل، واستدعى القساوسة للصلاة وتطهير المكان. لكن الحرائق لم تتوقف، واستمر الخوف يسيطر على العائلة.
يقول الحاج محمد الصغير ": "حاولنا كلّ شيء لإخماد النيران، من استدعاء رجال الإطفاء مراراً وتكراراً، إلى استشارة المشايخ والقساوسة لإخراج الجان المزعوم. لكنّ دون جدوى، فالنيران لا تهدأ، والأسرار تزداد غموضاً".
مع مرور الوقت، يضيف الصغير: "ساد الخوف بين أهالي المنطقة، ورفض الكثيرون المشاركة في محاولات الإطفاء، خوفاً من "التلبس" بالجنّ حسب اعتقادهم. وتحوّل المنزل الملتهب إلى رمز للخوف والرهبة".
معاناة الأسرة وخوف الناس من المساعدة
ألقى الحاج الصغير مقتنيات المنزل المحترق خارج المنزل وتناثرت البقايا المحترقة في العراء بالقرب من الغيطان التي تحيط بالمنزل المكون من 3 طوابق، وأصبحت غير صالحة للاستخدام.
واستدرك الحاج الصغير: "أنام وزوجتي والفتاتان اليتيمتان في العراء خوفا من دخول المنزل، وأولادي وزوجاتهم وأولادهم تركوا المنزل وانتقلوا خارج القرية إلى مركز جرجا المجاور، ولا يوجد مكان آخر ننام فيه، ولم يقدم أحد لنا أي مساعدة، نحتاج إلى مساعدة ومعرفة سبب ما يحدث والعودة إلى منزلنا".
يقول ابن عم الحاج الصغير: "بدأت القصة باشتعال النيران في الطابق الثاني حيث يقيم أحد أبناء الحاج محمد مع أسرته المكونة من سبعة أفراد، وكان المنزل مغلقاً وقت اندلاع الحريق الذي وقع في ثاني أيام عيد الأضحى، ويعمل رب الأسرة في مركز مجاور ويأتي في الإجازات".
يضيف: "تكرر الحريق في الطابق الثالث، حيث يقيم ابنه الآخر مع أسرته المكونة من أربعة أفراد. بعد أيام، اشتعلت النيران في الطابق الأرضي الذي يقطنه الحاج محمد مع زوجته وفتاتين، إحداهما كانت تستعد للزواج خلال أسابيع، واحترق جهازها وملابسها. الجيران حول المنزل أصبحوا خائفين من التدخل".
ما هو السر؟
وبينما تظلّ أسباب الحرائق غامضة، يزداد شعور الحاج الصغير السبعيني بالعجز واليأس. فمن سيُنقذهم من هذا الكابوس المتكرر؟ ومن سيُكشف سرّ المنزل؟ هل هو غضبٌ إلهي؟ أم لعنةٌ قديمة؟ أم مؤامرةٌ خبيثة؟
تبقى حكاية منزل سوهاج الملتهب مفتوحة على كلّ الاحتمالات، شاهداً على غرابة وقوة بعض الظواهر التي قد تُعجز العقل وتُخيف الناس.
عربي 21