حسن مدبولي يكتب : عدى النهار بلا نفاق أو تدليس

profile
حسن مدبولي كاتب مصري
  • clock 24 يونيو 2021, 10:34:38 ص
  • eye 926
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعض المصريين الغلابة يستعيضون عن قلة الحيلة وانعدام القدرة وانسداد سبل العيش، بعوجة اللسان والتماهى مع الجو العام ونفاقه أملا فى تسهيل الحال وتيسيره؟ وقد تفاقم أمر النفاق المصرى حتى وصل الحال بأحد الشعراء إنه وصف حدوث زلزال مدمر فى أحد الأزمنة "بأن الدنيا قد إهتزت رجفة من عظمة مولانا ، وتراقصت  طربا واحتفالا بعدالته وكرمه وحسن إدارته لأمور البلاد والعباد " كما تخطى النفاق كل منطق حتى وصل للكفر البواح عندما أطلق بعض المصريين مثلا يقول " إذا دخلت على قوم ووجدتهم يعبدون العجل ، حش وإرمى له " بمعنى اقطع البرسيم أوالجراوة وإعطها للعجل إحتفاءا ورعاية وتقديسا للعجل الإله ،تقربا لمن يعبدونه لأجل تحقيق المصالح معهم ؟

وإذا كان ذلك النفاق الرخيص للحكام أو الأقوام هو من أجل تلبية الحاجات، وتحايلا على سبل العيش الضيقة التى قد تدفع الانسان إلى المبالغة و مجافاة الحقيقة ، ففى بعض الأحيان نكتشف نفاقا لا منطق له ولا ضرورة ، نفاقا فقط من أجل النفاق،أو من أجل تحقيق مناصب عليا أو نفوذ بالكذب والتدليس  على العامة وإستغلال القدرات والمواهب لتحقيق المصالح الخاصة ؟ حتى أن رجل قانون متمكن ومقتدر  فى دولة محتلة مدمرة منهوبة، قام بمنافقة الجنود الأجانب المجرمين، الذين يعيثون فى أرض بلاده فسادا ويقتلون شبابها، بدلا من إستخدام علمه وموهبته القانونية فى الدفاع عن بنى وطنه ، وهو إبراهيم  الهلباوى محامى الشيطان فى قضية مذبحة دنشواى، والذى وصف المصريين المقهورين المظلومين المعتدى عليهم فى وطنهم ، بأنهم أشرار وأسافل القوم ، نفاقا لأسياده الإنجليز أصحاب الحظوة والسلطان ؟ 

ومن النوادر التى لا يمكن نسيانها  تبرؤ أحد الأشخاص من مشاركته فى إنتفاضة الشعب المصرى عام 1977 عندما كان صبيا عمره سبعة عشر عاما ؟ وذلك فى إطار إظهار تأييده وحماسته الطاغية لقرار   تعويم الجنيه والذى ساهم فى القضاء على الطبقة الوسطى فى مصر؟ 

ورغم تاريخ الإبداع المصرى فى النفاق ، وتبريره لتصرفات أى سلطة ، والدفاع عن أفعالها مهما كانت،لدرجة أن بعض المصريين قاموا برفع أعلام السعودية دفاعا عن عدم مصرية تيران وصنافير ، إلا أنه يلاحظ فى الفترة الأخيرة وجود تقصير شديد وتهاون غريب من الناحية النفاقية فى موضوع سد النهضة ، ويبدوا أن كارثية المسألة وسوداويتها  لم تدع أى مجال للإبداع والتفنن و المكايدة ،

كما ألجمت خيبة الأمل حناجر المواطنين الشرفاء وكتمت أفواههم ؟ حتى الجيوش الإليكترونية والذباب المأجور لا حس لهم  ولا خبر ، وكأنهم  يشعرون جميعا بالعار وهول الصدمة، تماما كما كان الأمر عشية نكسة يونيه عام 1967 ،

باقى فقط موال عدى النهار ؟

التعليقات (0)