- ℃ 11 تركيا
- 21 ديسمبر 2024
حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة.. مقاومة موحدة وخسائر بشرية ومادية
حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة.. مقاومة موحدة وخسائر بشرية ومادية
- 14 مايو 2023, 7:08:08 ص
- 4052
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 5 أيام على قطاع غزة المحاصر للعام 17 على التوالي، بمضاعفة معاناة أكثر من 2 مليون إنسان، وذلك عبر عمليات قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم والتسبب بأضرار كبيرة في العديد من القطاعات، العامة والخاصة.
بدأ العدوان الإسرائيلي الساعة الثانية فجرا من يوم الثلاثاء 9 أيار/ مايو الجاري، واستمر خمسة أيام حتى الساعة العاشرة من مساء السبت 15 من ذات الشهر.
وأوضح مسؤول الإعلام في "لجان المقاومة" في فلسطين، محمد البريم، في تصريح سابق أن "اتفاق وقف إطلاق النار ينص على وقف متبادل لإطلاق النار، ووقف قتل المدنيين واستهداف المنازل، ووقف استهداف الأفراد"، وهذه نقطة مهمة جدا، بدلا من وقف سياسة الاغتيالات"، منوها أن "المقاومة ملتزمة ما التزم العدو بذلك".
شهداء وجرحى
وخلال أيام العدوان شن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات على أهداف مدنية فلسطينية، استخدم فيها العديد من أنواع الطائرات الحربية والمدفعية وقنابل أمريكية الصنع، وغير ذلك من طائرات الاستطلاع والتجسس المسيرة.
وشرع الاحتلال في عدوانه بشن غارات مكثفة بالتزامن على غزة ورفح شاركت فيها أكثر من 40 طائرة حربية، استهدف فيها بشكل متزامن 3 من قادة "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، أدت إلى استشهادهم واستشهاد عدد من الأطفال والنساء.
وأدى القصف الإسرائيلي الذي تواصل خمسة أيام إلى إلى استشهاد 33 فلسطينيا بينهم؛ 6 أطفال و3 سيدات، إضافة إلى إصابة 147 بجراح مختلفة؛ بينهم 48 طفلا، 26 سيدة و10 من كبار السن، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة التي أوضحت أن أعلى نسبة من الشهداء كانت من مدينة غزة، حيث وصل عددهم إلى 17 شهيدا.
وبين الشهداء، 6 من أبرز قادة "سرايا القدس"، اغتالتهم "إسرائيل" عبر قصف مدمر استخدمت فيه قنبلة أمريكية ذكية مجنحة تسمى "Small Diameter Bomb"، وهي من الجيل المتطور من سلسلة قنابل "GBU"، التي تستخدم في مهام "عمليات جراحية" لدقتها العالية في الإصابة.
والقادة هم؛ الشهيد إياد الحسني الذي كان يتولى مهمة التنسيق بين "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" و"سرايا القدس" في عملية "ثأر الأحرار" التي نفذتها المقاومة ردا على العدوان، والشهيد جهاد شاكر الغنام؛ أمين سر المجلس العسكري في "سرايا القدس"، والشهيد على حسن غالي "أبو محمد" وهو عضو المجلس العسكري ومسؤول الوحدة الصاروخية لديها، والشهيد طارق محمد عز الدين أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي، والشهيد خليل صلاح البهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في "سرايا القدس"، والشهيد أحمد أبو دقة.
هدم ودمار
كما تسبب العدوان الإسرائيلي، بحسب إحصائية غير نهائية صادرة عن وزارة الأشغال في غزة، بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية التي طالها الهدم الكلي 51 وحدة سكنية، و 49 وحدة أضرار جزئيا وغير صالحة للسكن، إضافة إلى 840 وحدة سكنية أصيبت بأضرار جزئية وهي صالحة للسكن.
وشنت طائرات الاحتلال طيلة فترة العدوان سلسلة غارات كثيفة ومدمرة على مختلف المناطق في قطاع غزة استهدفت منازل المواطنين، واشتدت هذه الغارات عقب تعمد المقاومة تأخير ردها على مجزرة الاحتلال الذي دخل في حالة قلق شديد وترقب لطبيعة الرد الفلسطيني، ما دفعه لزيادة استهداف المنازل، في محاولة لدفع المقاومة للرد وإنهاء العدوان، خاصة وأن الحكومة والمجتمع الإسرائيلي وفق مراقبين، ليس لديهم القدرة على تحمل حملات عسكرية تمتد لفترات زمنية طويلة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أن عددا من المدارس تضررت جراء القصف في المناطق المحيطة بها، كما أن الصيد توقف طيلة أيام العدوان الخمسة، ما أفقد 3500 صياد مصدر رزقهم.
كما أدى القصف إلى تضرر مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، وإحداث حالة من الهلع في صفوف المرضى، وأيضا بأضرار جسيمة للمستشفى الإندونيسي شمال القطاع، إضافة إلى إخلاء محطة إسعاف الجنوب ونقل خدماتها إلى من مركز مسقط الطبي إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس، بعد الأضرار التي لحقت بالمركز وتعطل شبكة الاتصالات جراء الاستهداف الإسرائيلي لمحيط المركز.
ومع إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع المحاصر من الثلاثاء الماضي وحتى مساء السبت والتي عادت لتعمل صباح الأحد، وخاصة "كرم أبو سالم"، فقد تسبب ذلك بخسائر للمزارعين وذلك بمنع تصدير أكثر من 600 طن من المنتجات الزراعية.
بدورها، أكدت سلطة الطاقة بغزة، أن العدوان على غزة تسبب بنسبة عجز في الطاقة بلغت 52 في المئة، محذرة من أن استمرار العدوان سيتسبب في وقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، وهذا الوضع يرفع نسبة العجر إلى 70 في المئة.
أضرار التعليم
واستنكرت وزارة التربية والتعليم العالي، "العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا ومقدراته، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الطلبة والعاملين، وإلحاق أضرار مادية في عدد من المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تعطيل الدراسة المستمر منذ عدة أيام ونحن على أعتاب نهاية العام الدراسي".
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، استئناف الدراسة والعملية التعليمية التي توقفت أثناء العدوان الاثنين المقبل، منوهة في بيان لها وصل "عربي21"، أنها ستعمل اليوم مع الجهات المختصة على فحص المباني المدرسية والتأكد من سلامتها وجهزويتها لاستقبال الطلبة".
"ثأر الأحرار" مع مقاومة موحدة
وبدأت المقاومة الفلسطينية ظهر الأربعاء، في تنفيذ عملية "ثأر الأحرار" ردا على عدوان الاحتلال على قطاع، وواصلت فصائل المقاومة عبر "الغرفة المشتركة"، إطلاق عشرات الرشقات الصاروخية تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع ووصل بعضها تل أبيب والمستوطنات في القدس المحتلة، ردا على مجزرة الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين في القطاع.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فقد تم إطلاق أكثر من 1234 قذيفة وصاروخ محلي الصنع من غزة صوب العديد من المناطق الإسرائيلية ومنها؛ تل أبيب والقدس، حيث تمكنت دفاعات الاحتلال وفق المزاعم الإسرائيلية من اعترض نحو 371 منها.
وفي بيان أكدت "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة الفلسطينية أن عملية "ثأر الأحرار" التي نفذتها للرد على العدوان الإسرائيلي هي "صفحة جديدة من صفحات المجد خاضتها المقاومة موحدة كالبنيان المرصوص".
وأضافت: "انتهت جولة من القتال والمقاومة والصمود ولكن مقاومتنا بدأت من جديدٍ أكثر قوة وعنفوانا، اختتمت الغرفة معركة "ثأر الأحرار" لكن الرايات لم ولن تنكّس، وإرادة القتال لم ولن تتراجع أبدا".
وأكدت أن "العدو أخطأ التقدير حينما ظن أن الوقت في صالحه وأن الفرصة مواتية لاغتيال ثلةٍ من قادة المقاومة الأخيار، وأراد أن يغلق الجولة في أسرع وقت وحسب رغبته، معتقدا أنه بذلك قد حقق إنجازا وخرج بصورة النصر، لكنه فوجئ بحكمة وبثبات المقاومة وبراعتها في إدارة المعركة، التي أربكت حساباته وأدخلته في معادلة الاستنزاف، وأشغلت منظومته الأمنية وأرهقت جبهته الداخلية الهشة وجعلتها في حالة ترقب وقلق".
ونوهت "الغرفة المشتركة"، أن "يد المقاومة كانت العليا في معادلة القوة والردع، فأمطرت العدو بمئات الصواريخ والقذائف المدفعية"، مشيدة بـ "الحاضنة الشعبية الأبية، التي كانت معنا كتفا بكتف طوال أيام المعركة، تشد أزرنا وتربت على كتفنا، وتعيننا على المواصلة".
ولفتت إلى أن "المقاومة دخلت هذه المعركة وخرجت منها موحدة وقوية كالبنيان المرصوص، وكتبت ملحمة جديدة من الثبات والتضحية والبطولة"، محذرة الاحتلال "الجبان من العودة لسياسة الاغتيالات؛ فسيفنا لم يغمد وأيادينا على الزناد وإن عدتم عدنا".
وأوضحت أن "المقاومة أفشلت بصمودها ووحدتها وقتالها المشرّف مخطط العدو الغادر وجريمته القذرة، وأثبتت أنها الأقدر على التحدي، وأن كيد العدو باطل وأن اغتيالاته كانت وستكون لعنة عليه حتى يندحر عن أرضنا"، مضيفة: "ستظل المقاومة عند حسن ظن شعبها، وستكون دوما حاضرة ومتأهبة سيفا ودرعا للوطن والشعب والمقدسات في كل ساحات الوطن وجبهات المواجهة".
من جهة أخرى قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي، السبت، إن حركة الجهاد الإسلامي لديها ستة آلاف صاروخ في ترسانتها، وإن حركة حماس لديها أربعة أضعاف ذلك الرقم.