- ℃ 11 تركيا
- 23 ديسمبر 2024
حمدي عبدالعزيز يكتب : تكريم المفكر سيد إمام
حمدي عبدالعزيز يكتب : تكريم المفكر سيد إمام
- 7 أبريل 2021, 3:55:01 ص
- 844
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سعدت جداً بتكريم مؤسسة الشارقة الثقافية أستاذي الجليل المبدع والمترجم والمفكر سيد إمام ، واعتبرته تكريماً لي ولعديد من زملائي ورفاقي ..
فسيد إمام هو أول من عرفت من أساتذة ، وأول من تتلمذت علي يديهم ، وهو أول من فتح أمامي نوافذ وآدوات معرفية ساهمت في تكويني وبنيتي الثقافية منذ أن كنت طالباً في الثانوية العامة ..
السيد إمام هو من علمني الجدل العقلي والجرأة الفكرية علي توسعة آفاق الرؤية العقلية ، وأول من علمني ألف باء الثورة بمعناها كثورة علي الركود والجمود الفكري حتي لو كان ذلك يعني الثورة علي مالدي من تراكم فكري يوشك علي التكلس وعدم الصمود أمام عملية الجدل العقلي التي هي جوهر التثوير الذاتي ..
لازلت اتذكر دروسه الأولي لي ونحن نجلس في بيته أو بيت الشاعر الكبير صلاح اللقاني حيث كان الثالوث التقدمي الرائع الفريد السيد إمام والروائي الجميل الراحل إبراهيم العشري والشاعر البديع صلاح اللقاني يخوضون معارك الإستنارة مبكراً في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي إنطلاقاً من مدينة دمنهور في مواجهة جيش من مثقفي الفكر اليميني المحافظ ، وكنت واحداً من التلاميذ الذين اختاروا أن يكونوا في معسكر التقدم والإستنارة ، وكان الفضل الأول للسيد إمام الذي كان أكثر مثقفي البحيرة اشتعالاً وحيوية وجرأة علي خوض غمار المعارك والقدرة علي التصدي الهائل لتيارات الهجوم العنيفة التي كان التيارات اليمينية المحافظة تشن حملاتها علينا في هذا الوقت بمساندة وتدبير حكومي وسلطوي ومؤسساتي ..
لذلك أري في تكريم السيد إمام الذي قدم للمكتبة العربية عشرات من الكتب التي تساهم في تنوير وتثوير العقل العربي .. أري في هذا التكريم انتصاراً لمسيرة طويلة كان السيد إمام أحد روادها ، وقبل ذلك فإن هذا التكريم هو تكريم للتكريم ذاته
لذا فلاغرابة أن ينتقل مندوبي مؤسسة الشارقة الثقافية إلي مدينة دمنهور سعياً لتكريم جائزتهم عبر تكريم مستحق لقامة استثنائية في حياتنا الثقافية والسياسية والنضالية هي السيد إمام ، أو (البروف) كما نطلق عليه نحن تلامذته واصدقاؤه القريبين منه ..
ألف مبروك يااجمل بروف في الدنيا
و أول الحاضرين إلي دار الأوبرا بدمنهور لنيل شرف مشاهدة التكريم ليضاف إلي ماأحس به من فخر باعتبار أنني أحد تلاميذك ، وأحد أصدقائك عبر عقود من السنين وسأظل