- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
خبير أمني: ما الذي كانت ستخسره إسرائيل لو أنها انتظرت المفاوضات السياسية
خبير أمني: ما الذي كانت ستخسره إسرائيل لو أنها انتظرت المفاوضات السياسية
- 11 مايو 2024, 7:40:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، في مقال نشرته صحيفة هآرتس إن "الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي يقومون باتخاذ خطوات مختلف عليها، هدفها تكتيكي ولكن مغزاها إستراتيجي ونتائجها تصعب إنهاء الحرب.
وأعاد دخول الجيش الإسرائيلي إلى شرق رفح واحتلال معبر رفح البري بين غزة ومصر، التذكير بالسلوك المتكرر في عدة حروب سابقة، تحت مبدأ "ضربة واحدة أخرى وكفى".
وأضاف ميلمان " أنا سأسمي ذلك آلية التشويش البافلوفي، وأحيانا هذا الأمر تم من خلال النية على تشويش وإحباط نتيجة غير مرغوبة لحكومة أو جيش، وأحيانا من خلال رد بافلوفي غير مسيطر عليه تقريبا".
ونظرية بافلوف في التعلم أو نظرية الارتباط الشرطي هي نظرية تقوم أساسا على عملية الارتباط الشرطي التي مؤداها أنه يمكن لأي مثير بيئي محايد أن يكتسب القدرة على التأثير في وظائف الجسم الطبيعية والنفسية إذا ما صوحب بمثير آخر من شأنه أن يثير فعلا استجابة منعكسة طبيعية أو اشراطية أخرى.
خرق اتفاق وقف إطلاق النار
وذكر ميلمان "في كل مرة توشك فيها حرب أو عملية عسكرية واسعة على الانتهاء فإنهم يعملون بصيغة: ضربة واحدة أخرى وكفى، وهكذا كان عندما خرق الجيش الاسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر 1973 ودخل إلى شرك في مدينة السويس، ومجلس الأمن قرر في 22 أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام وقف إطلاق النار، لكن الحادثة التي خرق فيها الجيش المصري القرار فقد أمر وزير الجيش موشيه ديان، خلافا لقرار الحكومة التي تبنت قرار الأمم المتحدة، أمر الفرقة 162 بمواصلة القتال من أجل احتلال السويس وتعزيز الحصار على الجيش الثالث وتحسين خط الجبهة. المعركة انتهت بفشل الجيش الإسرائيلي في معظم مناطق المدينة وبخسائر كبيرة، وقد اعتبر ذلك أحد أخطاء إسرائيل الكبرى في هذه الجبهة. وقد قتل 80 جندي إسرائيلي و120 جندي أصيبوا في هذه المعركة.
وأشار الكاتب إلى عملية مشابهة كانت في نهاية حرب لبنان الثانية، ففي آب/ أغسطس 2006 أصدر مجلس الأمن القرار 1701 لإنهاء الحرب. ولكن رئيس الحكومة في حينه، إهود أولمرت، ووزير الجيش، عمير بيرتس، وقادة الجيش (رئيس الأركان في حينه دان حلوتس)، أمروا الفرقة 162 بمواصلة القتال من أجل تحسين المواقع والاقتراب من نهر الليطاني، وقتل حينها سبعة جنود وأصيب العشرات.
وبين أن "الحرب في غزة ينفذ فيها المستوى العسكري، بقيادة رئيس الأركان هرتسي هليفي، وبناء على تعليمات من المستوى السياسي برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالنت، عمليات تحركها الاعتبارات السياسية والغطرسة الشخصية والتصور المتوهم للكرامة الوطنية وتسبب أضرار كبيرة".
وأضاف أنه "في نهاية تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 تقرر وقف إطلاق النار وعقد صفقة لإطلاق سراح المخطوفين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وإسرائيل اتهمت حماس بأنها خرقت شروط الصفقة عندما أطلقت سراح 8 مخطوفين بدلا من 10 مخطوفين، ولم تقدم أي معلومات كما وعدت عن عائلة بيبيس وأولادها كفير واريئيل. بعد ذلك اعترف معظم كبار قادة جهاز الأمن والجيش الاسرائيلي بأن هذا كان خطأ أدى الى استمرار موت المخطوفين في أسر حماس. أيضا الوزير غادي إيزنكوت الذي عارض قرار الحكومة وقال بأنه كان يجب الاستمرار في الصفقة".
وخلال هذا الأسبوع، ردت إسرائيل بشكل "بافلوفي"، وتفاجأت الحكومة الإسرائيلية من بيان حماس الذي حصل على دعم الإدارة الأمريكية ومصر، والذي بحسبه هي توافق على خطة إطلاق سراح المخطوفين على مراحل مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أسابيع، خلالها ستتم بلورة صيغة لإنهاء الحرب أيضا، بحسب ما جاء في مقال الكاتب.
وأوضح ميلمان أن "إسرائيل رفضت هذا الاقتراح بذريعة أن حماس تقوم بمناورة خداع وتقدم عروض عبثية هدفها تأخير دخول رفح. حتى لو كان هذا الأمر صحيح فما الذي كانت ستخسره إسرائيل لو أنها انتظرت. المستوى السياسي والمستوى الأمني يهددون منذ ثلاثة أشهر بأنه سيتم دخول رفح لتقويض سلطة حماس. وانتظار بضعة أيام أو أسبوع لاستنفاد هذه الفرصة، حتى لو لم تكن كبيرة، ما كان سيزيد أو ينقص أي شيء".