تكبير الخط تصغير الخط

في عملية وصفها الإعلام العبري بالقوية والخطيرة، عقب تعرض آلية عسكرية ومركبة مستوطنين لإطلاق نار في منطقتين مختلفتين، يوم أمس الثلاثاء، وانسحاب المنفذين من المكان، الذين نجحوا في إصابة 4 جنود ومستوطن، قرب بلدة يعبد غرب جنين، شمال الضفة الغربية.

صورة عقب عملية جنين

يتحدث خبير عسكري: عن نقله نوعية في العمليات التي ينفذها المقاومون الفلسطينيون، خاصة في مناطق شمال الضفة الغربية، وذلك بعد أيام من عملية قرب طولكرم، والتي أدت لمقتل أحد جنود الاحتلال بعد ساعات فقط من اقتحام كبير للمدينة ومخيمها.

الخبير العسكري رامي أبو زبيدة

حيث قال الخبير العسكري رامي أبو زبيدة، إن "هناك تطورا واضحا في تفكير وتكتيكات المقاومة الفلسطينية وخلاياها العاملة الموزعة على عدة مناطق خاصة في شمال الضفة الغربية، فقد أفشلت هذه الخلايا السيطرة على هذه المناطق ونجحت في تنامي مجموعات العمل المقاوم، وعززت من التواصل فيما بينها وانتشارها".

 وأوضح أبو زبيدة، أن "هذه الخلايا باتت تتعلم من أخطائها السابقة، وأصبحت قادرة على عدم إعطاء الاحتلال القدرة على استنزافها بشكل كبير كما كان يحصل في السابق بعدة مناطق تنتشر فيها".

وأشار أبو زبيدة، إلى وجود "تطور في عملية التصدي للاحتلال من خلال نوعية العبوات المتفجرة التي تستهدف الآليات العسكرية في حالات الاقتحام، والتي تشبه ما يستخدمه حزب الله اللبناني والمقاومة في غزة، مادفع الاحتلال إلى التفكير في عملية تحصين أكبر للآليات، حتى لا تقع فريسة المقاومة". 

وتوقع أبو زبيدة، سعي "الخلايا إلى تطوير صناعة الصواريخ وما يمثله ذلك من نقلة نوعية تفرض وقائع جديدة وخاصة أنها قريبة من المستوطنات، وتشكل تهديدا استراتيجيا في عمق الاحتلال".

وتسعى المقاومة حسب الخبير العسكري من خلال هذه الاستراتيجية إلى "فرض قواعد اشتباك لا يستطيع الاحتلال من خلالها التوغل أكثر في الدم الفلسطيني أو استباحة هذه المناطق، مما سيشكل حالة مشابهة لقطاع غزة الذي لا يستطيع اليوم أن يستفرد بها أو ينفذ حملات اعتقال أو حملات اغتيال دون رد قوي وموجع".

 وينهي أبو زبيدة حديثه بأن "هذه الخلايا باتت تشكل هاجسا للاحتلال ومؤسسته الأمنية، وأن الفترة القريبة ستكون فترة تحد بالنسبة لمنطقة جنين ومحيطها، خاصة عقب تهديدات الاحتلال عن عملية واسعة من أجل تقليص قدرة المقاومة على المناورة وفرض واقع جديد".