- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: الانتخابات في الجامعات الفلسطينية هل هي مؤشر على المزاج الشعبي العام
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: الانتخابات في الجامعات الفلسطينية هل هي مؤشر على المزاج الشعبي العام
- 14 يونيو 2023, 7:17:54 م
- 350
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يجمع محللون ومتابعون أن نتيجة انتخابات جامعة بيرزيت ومن قبلها جامعة النجاح كانت بالدرجة الأولى بمثابة عقاب لحركة فتح، ومن خلفها السلطة الفلسطينية، حيث دفع الذراع الطلابي لفتح ثمن سياسات وقرارات الحركة والسلطة في العديد من الملفات التي تسببت بحالة غضب وحنق في الشارع الفلسطيني أبرزها مقتل المعارض السياسي نزار بنات، وإلغاء الانتخابات التشريعية، مقابل ارتفاع شعبية حماس في الشهور المؤخرة بعد أدائها في معركة سيف القدس.
هناك عوامل متعددة في فوز حماس، وأغلبها يتعلق بالجوانب السياسية الخارجية، وأن ذراع فتح الطلابي تحمل وزر سوء الإدارة العامة، وغياب الأفق السياسي، والإحباط العام لدى الجمهور الفلسطيني من السلطة الفلسطينية، إضافة الى ضعف الحريات العامة في الضفة .
ان مقتل المعارض نزار بنات وموضوع الاعتقال السياسي في السلطة الفلسطينية بحق الطلبة والأسرى المحررين أثر بشكل كبير على مزاج الطلبة والمزاج العام ، ناهيك عن اعتقال قوات الاحتلال لقيادات طلابية مؤثره ، قبل يوم من الانتخابات، وهذا أثر على نوايا التصويت لدى الطلبة، خاصة ان أغلبهم شباب في مقتبل العمر و تواقون لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي كأنهم يقولون، رغم اعتقال القادة مرسلين رسالة تحدي للاحتلال”.
أن نتائج الانتخابات “معاقبة لحركة فتح، أكثر منه فوز الذراع الطلابي لحركة حماس، لسوء الإدارة العامة وضعف ثقة الجمهور في النظام السياسي الفلسطيني الذي تقوده فتح ،اعتقد ان الذراع الطلابي لحركة فتح يدفع ثمن أخطاء السلطة الفلسطينية، فيما الأحزاب الأخرى غير الموجودة في سدة الحكم، تجعل من قدرتها على المعارضة لسلطة الحكم، مفيد لها في حصد الأصوات من الطلاب في الجامعات .
وان الشبيبة تدفع ثمن مواقف فتح والسلطة من القضايا الداخلية الاجتماعية من قمع للحريات العامة، وقضايا الفساد المالي والإداري.
ولذلك هذه النتائج مهمة وهي مؤشر للمزاج الشعبي العام في الضفة الغربية ، وبالنهاية فازت حماس ولم تسقط السماء على الأرض، لكن يجب ان تدفع الأطراف للاحتكام أن الصندوق هو الحل لكل أزماتنا وعلى فتح ان تقيم التجربة وتتعلم منها.
أن النظر للنتائج يستدعي النظر الى كل الأداء السياسي الاقتصادي الاجتماعي الديمقراطي، وللأسف فتح لم تقيم خسارة غزة الفادحة من خلال الانقسام، ولا الهزيمة المدوية التي لحقت بها في الانتخابات التشريعية 2006، ولذلك فان قرار اجراء الانتخابات العامة يعود ربما الى الحالة الداخلية في الحركة وليس فقط للمنافسة مع حماس، وهذا ما ظهر في الانتخابات التشريعية التي أُلغيت حيث ظهرت انشقاقات في فتح، ربما دفعت لإلغاء الانتخابات .
أن الغالبية من الطلبة لم يخوضوا الانتخابات الرئاسية أو التشريعية سابقاً، ولذلك فهي حيوية في سياق غرس هذه الثقافة لدى الطلبة ، وأن حجم النتائج تعكس عدم رضى جمهور الناخبين من سياسات السلطة الوطنية الاجتماعية والاقتصادية ومن المسار السياسي أيضاً، كما تعكس ازمات فتح الأخيرة التي ظهرت على السطح، بالمقابل وقبل أيام عكست نتائج انتخابات نقابة المحامين ذات الرفض وبشكل أقسى لسياسات حماس في القطاع .
أن غياب صندوق الاقتراع التشريعي سيؤدي لمزيد من الرفض لمن يحكم في الضفة والقطاع، ولن تشهد أطر فتح وحماس إصلاحات مؤثرة دون استعادة الحياة الديمقراطية، أما الحديث عن مراجعات في سياقنا الملتبس فلا معنى لها.