تكبير الخط تصغير الخط

أمل العلوي

يحاول البعض الإشارة إلى خلل كبير في البنية الإدارية لمؤسسات الدولة، ويغفل عن الإجراءات المتواصلة والحثيثة المتخذة يوميا من قبل الحكومة ووزارة المالية لتطوير الامكانات والقدرات وتجاوز مرحلة الوهن الإداري التي أصابت الدولة نتيجة لعوامل عدة منها الفوضى والفساد والتدخل الخارجي وحداثة التشكيل الاداري والسياسي للدولة العراقية غير ان حركة الاصلاح تضاعفت والاجراءات باتت اكثر جدية وواقعية وبدأ المخلصون يضعون لمساتهم المهنية على كل تحرك واجراء ومن هنا انطلقت عجلة التغيير في مؤسسات الدولة التي أخذت على عاتقها مهمة مغادرة الروتين الاداري والمهني والتركيز على سلوك مهني واصلاح اداري فعال يستهدف تسهيل الاجراءات وتخفيف معاناة المواطنين واختصار الوقت وتطبيق نظام الحوكمة في كل إجراء وهو مالمسنا أهميته وتأثيره المباشر على العمل والتغيير والمهنية والسلوك الاداري.

في واحدة من دوائر الدولة وهي دائرة التسجيل العقاري في الكرخ الثانية لاحظنا اثناء مراجعتنا لتلك الدائرة الحيوية والفاعلية في تقديم الخدمة للمراجعين وتبسيط الاجراءات وعدم التقصير وتذليل العقبات والتفهم العالي من قبل مدير الدائرة لظروف المواطنين وكذلك الجدية والمهارة التي تطبع سلوك الموظفين في أقسام الدائرة والنجاح في تلبية متطلبات المواطنين وهو ماانعكس على شعور ورد فعل المراجعين الذين عبروا عن ارتياحهم وتقديرهم للأداء المهني والانساني من خلال مراعاة بعض الحالات التي تحتاج الى بعض الوقت لإتمام الإجراءات وماقد يسببه ذلك من ارهاق لسيدات كبيرات السن ورجال كبار السن فيتم التعامل من خلال توفير عوامل الراحة خلال فترة الانتظار وتجنب أي عامل إزعاج لهم.

نحن اليوم في حالة تغيير وبناء واصلاح ولابد من الدفع بإتجاه أن تعمل المؤسسات على تقديم كل مايمكن من خدمة عامة لمواطني هذا البلد الذي واجه تحديات هائلة خلال السنوات الماضية وعلى هذا الاساس فان تبسيط الاجراءات واستخدام التقنيات الحديثة والاصلاح في الإدارة والحوكمة كلها عوامل تجعل من إدارة الدولة لمصالح مواطنيها ميسرة وجيدة وتوفر ظروفا أفضل ليس فقط للمواطنين المراجعين بل سيكون بمقدور الموظفين تجنب الأخطاء والخلل والإبتعاد عن الروتين وتراكم المعاملات الخاصة بالمواطنين الذين هم مسؤولية الدولة وبناتها والمضحون لأجلها وعلى هذا الأساس فلابد من السعي الجاد والحثيث ومن الجميع على تحقيق نسب إنجاز وظيفي عالية ليتسنى معرفة الطريق الذي وضعت الدولة قدميها عليه وحجم التكلفة المترتبة على طبيعة الاجراءات والاصلاحات المتبعة لنصل الى مستوى من الطمأنينة على أدائنا وماحققناه في المرحلة الماضية وتطلعاتنا الى المستقبل الذي نريد ونتمنى ولتكن كل دوائرنا مثل دائرة التسجيل العقاري في الكرخ الثانية بهذا المستوى من الأداء والعمل الجاد والمتزن.