- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
"لوموند": السنوار يعرف كيف يفك رموز الإسرائيليين.. وهو من يحدد إيقاع التفاوض
"لوموند": السنوار يعرف كيف يفك رموز الإسرائيليين.. وهو من يحدد إيقاع التفاوض
- 28 نوفمبر 2023, 12:53:55 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، يحيى السنوار، خرج فائزا من حرب الأعصاب العنيفة التي شنها عليه الاحتلال الإسرائيلي لإخضاعه.
وأوضحت "لوموند"، في تقرير مشترك لمراسلها في إسرائيل جان فيليب ريمي ومراسلتها في لبنان هيلين سالون، أن الاحتلال الإسرائيلي كان يرغب في أن يجعل السنوار يخضع لشروطه بالقوة، من خلال ممارسة حرب أعصاب عنيفة ضده، إلا أن صمود حماس في مواجهة القصف الغاشم على قطاع غيزة لأكثر من شهر ونصف، جعله هو المستفيد مما حدث حتى الآن.
وأكدت "لوموند" أن عنف القصف الإسرائيلي الذي خلف أكثر من 14 ألفا و800 شهيد منذ بدء الحرب، والضغوط التي مارسها أهالي الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أجبرا الاحتلال على قبول التفاوض.
السنوار يحدد إيقاع الهدنة
وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار هو من تولى التفاوض وهو من يناقش تفاصيل كل نقطة من اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وحتى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
وأضافت أن هذا الزعيم هو من يملي إيقاع تطور الأمور منذ دخول هذه "الهدنة" حيز التنفيذ يوم الجمعة 24 نوفمبر الجاري، كما أنه على استعداد لكبح إسرائيل إن هو لاحظ أنها تنتهك شروط التفاوض.
وبذلك يكون هذا الزعيم الفلسطيني، البالغ من العمر 61 عاما، قد تحدى -وفقا للصحيفة- كل أولئك الذين قدموه في إسرائيل على أنه "رجل ميت" بالفعل، لكن على النقيض من ذلك لم يبق السنوار على قيد الحياة بعد مرور 50 يوما على بدء الحرب فحسب، بل حقق انتصارا سياسيا جديدا.
ونقلت في هذا الصدد عن المستشار السابق لعدد من رؤساء جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (شين بيت) ماتي شتاينبرغ قوله "شخص مثل السنوار يعرف كيف يفك رموز الإسرائيليين بشكل جيد للغاية. لقد فهم قادة حماس بشكل أساسي تمامًا الانقسامات في البلاد، وبالتالي ضعفها، ولكنهم أيضًا يفهمون حقيقة أنه لمحاربة جيش أقوى بكثير من حيث الوسائل والرجال، من الضروري اللجوء إلى أسلحة مختلفة، بما في ذلك الرهائن، وكل عملية إطلاق سراح للرهائن هي بمثابة تذكير بهذا النصر في نظر الرأي العام الفلسطيني"، وفقا لشتاينبرغ.
وقالت لوموند إن السنوار، الذي اعتقلته إسرائيل عام 1989 وحكمت عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين ومن يتهمهم بأنهم عملاء فلسطينيون لإسرائيل، أطلق سراحه فيما باتت تعرف بصفقة "شاليط"، ورفض -ولدهشة الجميع- التوقيع على وثيقة يتعهد فيها بعدم رفع السلاح في وجه إسرائيل، قائلا إنه مستعد للبقاء في السجن إذا كان ذلك هو الثمن الذي عليه أن يدفعه.
وأبرزت لوموند أن السنوار هو الهدف الأول لإسرائيل في حملتها العسكرية الحالية على غزة، وقد تعهد وزير دفاعها بداية الشهر الحالي أنهم لن يجعلوا حدا لعملياتهم ما لم يصفوا السنوار بالذات وقادة آخرين، وهو ما علقت عليه الصحيفة بقولها إن موته لن يحسم المصير السياسي لحماس.
وأضافت أن لهذه الحركة الفلسطينية منتقديها، خاصة في قطاع غزة الذي جرته معها لهذا القصف الإسرائيلي، لكنها اكتسبت أيضا الكثير من المؤيدين، الذين يرحبون بالضربة التي يتلقاها العدو، في الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية.
وختمت لوموند بالقول إن حماس من خلال إبرام اتفاق مع إسرائيل تثبت نفسها كمحاور لا يمكن تجاوزه: اليوم هدنة، وربما غدا "اليوم التالي"، وفضلا عن ذلك يرى مسؤولو (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) فتح الآن أن من الضروري التصالح مع الحركة، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني، لكن إيقاع الأحداث ما زال يمليه، من غزة، يحيى السنوار.