تكبير الخط تصغير الخط

ذكرت وكالة "بلومبرج" أن السعودية تبذل جهودًا لتوطيد علاقاتها مع إيران مع الحفاظ على تحالفها التقليدي مع الولايات المتحدة. ووفقًا للتقرير، أجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالات مع المسؤولين الإيرانيين في الأسابيع الأخيرة، مقترحًا زيادة حجم التجارة بين البلدين بهدف تقليل التوترات مع الغرب والحد من دعم الجماعات المسلحة.

تأتي هذه التحركات في أعقاب اتفاق التطبيع التاريخي الذي وقع بين البلدين بوساطة صينية في مارس 2023، وهو ما يمنح إيران فرصة للحصول على دخل مهم. ومع ذلك، يُثير احتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قلقًا في الرياض بسبب مخاوف من إعادة سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، والتي انتهجها ترامب خلال ولايته الأولى.

مساران متوازيان:
تسعى الرياض للتقارب مع إيران مع التركيز على التجارة في المنتجات الغذائية والطبية، بما لا يخالف العقوبات الغربية. يتم تنفيذ بعض المعاملات عبر شركات سعودية خاصة أو دول ثالثة مثل العراق.

في الوقت ذاته، تعمل السعودية على استئناف المحادثات مع واشنطن لتعزيز اتفاقية دفاع استراتيجي، حيث أرسل بن سلمان مستشاره للأمن القومي إلى واشنطن الشهر الماضي لتحقيق تقدم قبل انتهاء ولاية بايدن.

رؤية 2030 والاعتبارات الاقتصادية:
يرى ولي العهد السعودي أن تعزيز العلاقات مع واشنطن وطهران ضروري لدعم خطته الطموحة "رؤية 2030"، التي تعتمد على السلام والاستثمار الأجنبي لتنويع الاقتصاد السعودي.

التوترات السياسية:
عبّر مسؤولون إيرانيون عن استيائهم من تأخر تنفيذ الوعود السعودية في اتفاق "بكين".

على المستوى السياسي، اتهم محمد بن سلمان الكيان الصهيوني بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة وانتقد هجماته ضد إيران. كما أرسلت السعودية رئيس أركانها إلى طهران وأجرت مناورات بحرية مشتركة مع إيران وروسيا وعمان في شمال المحيط الهندي.

تحليل:
تشير الخطوات السعودية إلى استراتيجية متعددة المحاور تستهدف تعزيز الاستقرار الإقليمي وتحقيق أهداف اقتصادية طويلة المدى، مع التعامل بحذر مع تغير الديناميكيات الدولية والإقليمية.