- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
(درس من علبة سجائر!)
رفض المتهم بالسرقة الإعتراف بجريمته أمام الشرطة رغم كل المحاولات التي بذلت معه، وأصر على التمسك بموقفه أمام النيابة في مواجهة الأدلة التي تدينه، لكن أمام القضاء حدثت مفاجأة .. أعترف بجريمته تفصيلياً مع أنه كان مصمما حتى آخر لحظة على الإنكار.
المكان: محكمة الخليفة. ضجة في القاعة تصل أسماعها إلى داخل غرفة المداولة، القاضي "محمد عبدالعزيز" يستفسر من الحاجب عما يحدث، فيخبره بأن أحد المتهمين غاضب وفي حالة ثورة فيأمر بإدخاله عليه.
ويستفسر المستشار من اللص عن سبب ثورته، فيخبره بأنه طلب التحدث مع زوجته على إنفراد دون جدوى، فيأمر القاضي بتحقيق رغبته ويسأله إذا كان يريد شيئاً آخر فيطلب سيجارة!!
يخرج القاضي "محمد عبدالعزيز" علبة السجائر كلها ويعطيها للمتهم وسط ذهول الأخير من كرم رئيس المحكمة الذي لم يكن يتوقعه أبدا.
وبعدها بلحظات بدأت الجلسة، ويفاجأ المتهم بأن القاضي الذي أكرمه منذ لحظات يحاكمه الآن! يسأله عن تهمته يصمت اللص .. إنه لا يستطيع أن يكذب عليه كما فعل مع الشرطة والنيابة .. يكرر القاضي سؤاله للمتهم الذي يرد عليه قائلا: كنت شهماً معي، فأنت قاضي جدع، وسأكون مثلك جدع، ولن أخدعك، وليحدث ما يحدث.
ويدلي اللص بإعترافات تفصيلية أثارت ذهول الجميع إلى درجة أنه ذكر شركاء له في الجريمة كانوا مجهولين.
ويقول القاضي "محمد عبدالعزيز": من النادر أن تجد لصا يصر على الإنكار أمام النيابة، ثم يعترف بكل شيء أمام القضاء .. العكس عادة هو الذي يحدث، لكن ما تعلمته من هذا اليوم، إنه من الممكن أن تكسب المتهم إلى صف العدالة بالمعاملة الإنسانية.