د أيمن منصور ندا يكتب : الخشت فيلسوف التبديد والفهلوة

profile
د.أيمن منصور ندأ رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة
  • clock 22 أغسطس 2021, 7:36:42 م
  • eye 1090
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هل يتسم أداء الدكتور محمد عثمان الخشت في رئاسته لجامعة القاهرة بالأمانة والنزاهة؟ الحقيقة المؤكدة هي النفي في ضوء عدة أحداث متعاقبة كشفتها الأيام الماضية.. تجميد اليونسكو لتعاونها مع جامعة القاهرة بسبب التلاعب في المنحة المقدمة منها للجامعة، والتدليس في انتخابات العمادة لكلية الحقوق جامعة القاهرة، وغيرها من الأحداث والمواقف!!


"كرسي اليونسكو للفلسفة" هو بروتوكول تعاون بين جامعة القاهرة، ومنظمة اليونسكو، تقوم الأخيرة بمقتضاه بتمويل عدد من المشروعات البحثية في مجال تخصص المنظمة (التربية والعلوم والثقافة) بهدف إثراء الحياة العلمية والثقافية.. الدكتور "الخشت" لا يرى أن هناك علماً أحق بالدراسة من علمه، وأنه ليست هناك ثقافة أجدر بالنشر من ثقافته، وليست هناك تربية أفضل من تربيته، ولذلك، فقد أمر بتخصيص المنحة كاملة لدراسة علمه وثقافته وتربيته.. واستضافت جامعة القاهرة على مدار عدة أيام(2020) عدداً كبيراً من الباحثين والمفكرين من كل الدول العربية (ثلاثين باحثاً) للتباحث حول فكر الخشت وتربيته! وتم جمع "الكلمات" التي قيلت في المؤتمر في كتاب يبلغ عدد صفحاته (584) صفحة.. 


فكرة استكتاب الآخرين عن شخصٍ ما مقابل حصولهم على مبالغ مالية كبيرة (إضافة إلى تذاكر سفر بالطيران، وإقامة كاملة خلال فترة المؤتمر) هي فكرة تليق بالأنظمة الرجعية، وليست بالمؤسسات العلمية، وتتماشى مع المنظمات التجارية وليست مع المعاهد الثقافية.. استلهام روح أمير الشعراء، والدعوة لمبايعته كما فعل الشعراء مع "شوقي" لا تصلح في وقتنا الحالي .. ولو صلحت لكان "الخشت" في ذيل القائمة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.. لدينا مفكرون أجل شأناً، وأرفع قيمة، وأكثر إنتاجاً، وأعمق فكراً.. وبمقاييس الفكر الفلسفي الرصين فإن "الخشت" "مديوكر"؛ قليل القيمة: كأنَّه باحث، كأنَّه مفكر، كأنَّه "فيلسوف"! ولو كان "الخشت" مقتنعاً بغير ذلك، فليكن المؤتمر على حسابه الشخصي!


ما قام به الدكتور الخشت ناظر جامعة القاهرة لم يلق قبولاً من المنظمة الدولية العريقة، وقررت "اليونسكو" سحب دعمها ووقف تعاونها، وإلغاء "كرسي اليونسكو للفلسفة" بالجامعة.. وتبرأت اليونسكو من الكتاب الصادر عن المؤتمر وعنوانه "فيسلوف التجديد والمواطنة والتقدم: دراسات في فلسفة الخشت النقدية" وأعلنت أنه لا يعبر عنها!
سؤالي للدكتور "الخشت"، لو لم تكن رئيساً لجامعة القاهرة، هل تعتقد أنَّه كان من المحتمل أن يتم عقد هذا المؤتمر؟ هل هناك شبهة في استغلال الموقع الوظيفي في تحقيق منافع شخصية؟ لقد أدت هذه النوايا غير الطيبة إلى قطع العلاقات بين جامعة القاهرة ومنظمة دولية مهمة مثل "اليونسكو" وتشويه سمعة الجامعة والإضرار بمصالحها.. ألا تتحملون المسئولية عن ذلك؟ هل نجحت في تسويق اسمك باعتبارك مفكراً كونياً وكوكبياً ولوذعياً بالتحايل والخداع؟ ألا تستحي يا رجل وأنت على رأس جامعة تمثل سمعتها العلمية أغلى أرصدتها؟!!  حقاً.. هي أشياء لا تُشتَرى..
ما حدث في كلية الحقوق جامعة القاهرة، من تزوير فاضح، وتلاعب واضح، لصالح أحد المرشحين للعمادة هو أمر يدعو للأسى.. خاصة وأنها ليست المرة الأولى لرئيس الجامعة السابق.. تقدم أربعة من الأساتذة الأجلاء لوظيفة عميد كلية الحقوق، وينص القانون على اختيار ثلاثة منهم وتصعيد أسماءهم إلى وزير التعليم العالي، الذي يرفعها بدوره إلى رئيس الجمهورية.. ما حدث هو أن الدكتور الخشت رشح اسمين فقط لتعزيز فرصة أحدهما للفوز بالمنصب، واتضحت الصورة أكثر بوفاة أحدهما مؤخراً (الدكتور صبري السنوسي)، وهو ما جعل دائرة الاختيار تنحصر في اسم واحد فقط (الدكتور رجب طاجن) بالمخالفة للقانون.. وتم استبعاد المرشحين الآخرين وكأنهما لم يقدما أوراقهما، ولم تتم مقابلتهما أثناء فترة الترشح!.. رفضت وزارة التعليم العالي الأمر، وأرجعته إلى جامعة القاهرة لفتح باب الترشيحات مرة أخرى، وهو ما رفضه مجلس كلية الحقوق..


 أساتذة كلية الحقوق أدرى بشعابها، وأدرى بالتحايلات القانونية التي قام بها رئيس الجامعة .. وهم الأقدر على الحكم على هذه الإجراءات من حيث التدليس والتزوير.. وهم الأجدر بالدفاع عن القانون وسيادته.. غير أنَّ ما يؤرقني هنا هو دلالة هذا التصرف غير القانوني وغير المسئول من رئيس الجامعة السابق.. وحول مدى أمانته في إرسال أسماء المرشحين الحقيقيين في بقية الكليات الأخرى.. من أدرانا أنَّ رئيس الجامعة السابق الذي لم يكن أميناً بالقدر الكافي في ترشيحات كلية الحقوق العريقة لم يقم بنفس الفعل الفاضح في ترشيحات بقية الكليات؟ من أدرانا أنَّ صفة الأمانة المنتفية في أداء وظيفته أثناء انتخابات كلية الحقوق لا تسري على بقية أنشطته وقرراته داخل الجامعة؟ أين شعارات النزاهة والأمانة يا فيلسوف التجديد؟ هل هذا هو مفهومك للتجديد أن يكون تبديداً؟ وللتقدم أن يكون تلاعباً بمصالح الناس؟ وللمواطنة أن يكون المجد للخشايتة!؟ بئست الفلسفة هي، وبئس الفيسلوف أنت يا رجل! 


سؤال أخير، وعلى الهامش.. وفي ضوء الجهود المتميزة التي يبذلها الدكتور الخشت لمكافحة التحرش الجنسي، ودعمه البارز والملموس والمحسوس "لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة داخل الجامعة".. سألني أحد الأصدقاء: ما توقعك لباحث ضعيف الإمكانات والقدرات، قرر مشرفه على الرسالة أن يتم تحويله إلى الأعمال الإدارية لعدم صلاحيته كباحث، ولعدم إلمامه بأية لغة أجنبية تساعده على البحث، وتدخل الوسطاء، وتم تغيير المشرف، وحصل بعدها على الدكتوراه "بالعافية".. وفي أثناء ذلك، تحرش بفتاة في قسم علمي آخر له "تاريخه" و"آدابه"، وتدخل الوسطاء كالعادة، وتمت تسوية الأمر، بتدخل "حسنٍ" و"جميلٍ".. ثم أعقب الكرَّة مرة أخرى، وراود فتاة عربية عن نفسها، ولسوء حظه، فقد كانت "واصلة"، وتم تصعيد الأمر، وكادت تحدث أزمة ديبلوماسية لولا وساطة بعض الجهات.. وشهدت "رجاء" لصالحه، وحفظ لها الجميل.. ورده إليها رداً حسناً جميلاً بعدما أصبح رئيساً لها.. السؤال: هل تتوقع في ضوء ذلك أن يفوز الزمالك بالدوري هذا العام وأن يحسم الأمر في مباراته القادمة؟ أم أنها ستكون كما عهدناها دائماً (حمرا)؟!

التعليقات (0)