- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د.إبراهيم جلال فضلون يكتب: الخلع الفرنسي لإسرائيل.. "مهمة إنقاذ"
د.إبراهيم جلال فضلون يكتب: الخلع الفرنسي لإسرائيل.. "مهمة إنقاذ"
- 8 نوفمبر 2024, 12:06:13 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في أحدث خلاف دبلوماسي ضمن سلسلة من الأحداث التي أدت إلى تدهور العلاقات الإسرائيلية الدولية، بدات بوادرها الأوربية باقتحام الشرطة الإسرائيلية موقعًا مقدسًا مملوكًا لفرنسا في القدس منذ منتصف القرن 19 إلى اليوم، وتطلق عليها تسمية "الممتلكات الفرنسية في الأراضي المقدسة"، لتبدأ النيران من جديد من مجمع كنيسة "الإيليونة" "إيليا" أو"إيلايون"، التي تعني الزيتون، على جبل الزيتون أحد المواقع الأربعة المملوكة لفرنسا في القدس والتي تشكل المجال الوطني الفرنسي في الأرض المقدسة وتديرها السلطات الفرنسية، وكان من المقرر أن يزوره وزير الخارجية الفرنسي جان نويل، واحتجاز لاثنين من أعضاء القنصلية، والتي أدانته الأخيرة واستدعت سفير الاحتلال لديها. مُعيداً لذاكرتنا ما حدث في عام 2020، بمشاجرة ماكرون مع ضباط أمن إسرائيليين أثناء زيارته لكنيسة القديسة آن، وهي منطقة أخرى تابعة لفرنسا، حيث شوهد وهو يصرخ "لا أحب ما فعلتموه أمامي".
وضع يبدو أن له منحى خطير وكأنه رد على انتقاد ماكرون لنتنياهو واتهامه بـ"زرع الهمجية"، ودعواته لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل لاستخدامها في غزة، تبعته دول أوروبية غاضبة من الضربات العسكرية الإسرائيلية على مواقع قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (اليونيفيل).. وذلك ما يجعلنا نتساءل، هل هي خطة لتدخل خارجي جديد؟، أي هل يمكن تدخل قوات فرنسية في القدس كورقة جديدة لإسرائيل أو حيلة أخرى يتلاعب بها الماسونيين؟، قد يكون، وإلا سيكون لتلك الحادثة أثراً خطيراً في تدهور العلاقات الإسرائيلية الفرنسية وبالتالي انهيار البيت الأوروبي الزجاجي الداعم لإسرائيل، ولا يزال يطلبون من الشركاء الإسرائيليين التفكير في العواقب الإنسانية لحرب غزة. لاسيما مع فوز ترامب وتخوف القارة العجوز من قدومه، كما رأينا مؤخراً اجتماعاتهم، وما سيكون قادماً في العلاقات الغير ناضجة وأثر ذلك على حرب أوكرانيا ودعمها، بل وقد رأينا أثر الفوز على الاحتياطي الفيدرالي.
"الحادث الدبلوماسي غير المقبول"، جملة وتفصيلاً لن يُغير جديد في الأزمة الفلسطينية اللبنانية من الموقف الإسرائيلي، لكن التعدي تكرر وسيتكرر على أي دولة أوربية مهما كانت، فاليوم حادثة فرنسية وهي جزء من دير الكرملين، المعروف أيضاً باسم مزار إليونا، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع ميلادي، وقد فرضت فرنسا سلطتها على الموقع بموجب اتفاقية فيشر-شوفيل لعام 1948، فيما لم يصادق الكنيست الإسرائيلي على هذه الاتفاقية.
لقد حركت حرب غزة القلوب المتحجرة في المجتمعات الأوروبية، حيث كانت هناك تجمعات ومظاهرات تضامن مع الفلسطينيين ومع إسرائيل أيضا، كما حصل في الجامعات الألمانية والفرنسية، لكنها تحولت للجانب الفلسطيني الذي تدمر إنسانياً، وهو ما ألقى ظلاله على أحداث ستتكرر طالما تنتهج إسرائيل وحشيتها فليغذوا العالم بكراهيتهم، أخرها اشتباكات بين مشجعين إسرائيليين ومجهولين في أمستردام.. بعدما أطلق المشجعين الإسرائيليين هتافات ضد غزة وفلسطين، وإزالة أعلام فلسطينية كانت معلقة، مما جعل كل المشجعين هناك يردون بقسوة وإصابة 10 إسرائيليين وفقدان الاتصال باثنين، حتى أطلقت حكومة إسرائيل "مهمة إنقاذ" لإجلاء مشجعي الفريق الإسرائيلي، عقب الاشتباكات، في ما تتباين الروايات عن سبب الحادث.
إنها ليست الأخيرة ستتكرر مراراً وتكراراً مهما اختبأ اليهود، ومهما فعلوا وسيأتي اليوم لينطق الحجر منادياً (يا مسلم ورائي يهودي تعالي اقتلهُ).. إنها النتيجة الكبرى لما دمرته إسرائيل في غزة أودت بحياة أكثر من 44 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، ما تسبب في موجة واسعة من الاحتجاجات في كافة أنحاء العالم، تطالب بإنهاء الحرب، وتتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية".