- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: السنوار 1111 - أمة في شهيد جديد!
د. إبراهيم جلال فضلون يكتب: السنوار 1111 - أمة في شهيد جديد!
- 27 أكتوبر 2024, 9:17:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يسعى القادة الإسرائيليون إلى اقتناص مكاسب استراتيجية تتجاوز الانتصارات العسكرية لإعادة تشكيل الساحة الإقليمية لصالح إسرائيل، فهي تسارع لإلحاق أقصى ضرر بكافة أعدائها المُحيطين بها من حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن وانتهاز اللحظة لإنشاء مناطق عازلة بحكم الأمر الواقع في محاولة لرسم واقع لا رجعة عنه، قبل الانتخابات الأمريكية، فالرجل الذي زلزل الكيان المحتل بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، لقي ربه بمحض الصدفة، كما اعترف بذلك المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحفي، مناقضين أنفسهم فيما ادعوا كثيراً أن قادة حماس يختبئون بين المدنيين، لكن ها هي تعترف بنفسها بأن قائد حماس حارب حتى الثواني الأخيرة من عمره، لا يخشى الموت، بل أقبل عليه مستهدفاً طائرة مسيرة بقطعة من الخشب هي ربما ما تيسر له في تلك اللحظة.
لا يبدو أن الأمر كان مجرد توقّع، بل كان أمنية له "السنوار" رواها خلال لقاء صحفي قبل نحو ثلاث سنوات، قائلاً: "أكبر هدية يمكن أن يقدمها العدو والاحتلال لي هي أن يغتالني وأن أقضي شهيدا على يده، أنا اليوم عمري 59 سنة، أنا الحقيقة أفضل أن أستشهد بالـ إف16 على أن أموت بكورونا أو بجلطة أو بحادث طريق أو بطريقة أخرى مما يموت به الناس، وفي هذا السن اقتربت من الوعد الحق وأفضل أن أموت شهيدا على أن أموت فطيسة"، (الميتة التي لا شرف فيها ولا ثمن لها، أو في الأحسن الأحوال ميتة عادية)".. رأتها حركة طالبان أن مقتله "سيجعل المقاومة الجهادية ضد العدو أكثر قوة وعنفوانا".. ولا يزال هناك في قبضتها 101 رهينة إسرائيلية، وهي جيّدة التسليح، ولا تزال تمثل تهديداً لإسرائيل، فهل تتمكن إسرائيل من البدء في استعادة الرهائن المختطفين من غزة وهل تضغط من أجل إبرام صفقة أخرى لتبادل الرهائن بشروط مواتية؟ ثم هل يوجّه الجيش الإسرائيلي تركيزه إلى إيران أو الحوثيين؟".
أعتقد لا شيء يمكن من هذا أو ذاك، فمقتل السنوار على هذا النحو الدراماتيكي يوضّح، الفشل المخابراتي الإسرائيلي ومعاونيها من الغرب والأمريكان، في تحديد مكان السنوار، فعدوّ إسرائيل اللدود على مدار العام الماضي قد مات "صدفة"، "لكن الشيء الأقل وضوحاً حتى الآن هو ما إذا كان مقتل السنوار سيعجّل بوضع نهاية لهذا الصراع؟".. أعتقد أن هذا شيء بعيد النوال بتسليم الأسري.. فلإسرائيل أن تتفاخر اليوم بمقتل عدوها الأول في غزة، بعد حصاد مخيف من الضحايا والدمار في غزة، وتوقف اقتصادها بل وشل حركتها الاقتصادية وهروب مستوطنيها، فعلى الرغم من أنه إنجاز كبير، بلا مكابرة، لكن ذلك لم ولن يوقف الدمويين الإسرائيليين وحركة الماسونية العالمية، حتى لو قتل مئة سنوار ونصر الله، فذلك لن يؤثر كثيرا على البنية أو الهيكل التنظيمي لحركة حماس، أو حزب الله قياسا بعدد قادتها الذين تم اغتيالهم منذ تأسيسها، ولا على قدرتها في إفراز قيادات جديدة في كل مرة، فكل فلسطيني قائد، فالقضاء على السنوار لا يعني نهاية الحركة بأي حال، وأن المقاومة فكرة ممتدة وليست شخصا يمكن قتله، وهو صاحب اللغز المحير حيث قال "سجلوا على المقاومة وحماس وكتائب القسام الرقم 1111، دون أي إيضاح". حتى احتار الخبراء والمحللون في تفسيره، ليخرج هو بالتفسير بعد سنوات بأنه كان يعني: "التجهيز لضربة صاروخية ضخمة ضد إسرائيل مقدارها ١١١١ صاروخا، واختار هذا الرقم لأنه يرمز إلي يوم وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 11/ 11/ 2004..
أما عن خليفته ربما ستكون في طرائق ثلاثة: أولها اختيار شخصية من قطاع غزة مثل خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس، أو شخصية من الخارج دون الإعلان عن اسمه، أو قد تفاجأ الحركة الجميع باختيار شخصية من الظل، ولا تعلن عنها خوفا عليها من الاغتيال.. فحماس لن تعجز في اختيار الشخص المناسب، وقد يكون المرجح خالد مشعل أو خليل الحية للمنصب، وهذا لا يمنع أن تفاجئ الحركة الجماهير باسم غير معروف أو تعتقد اسرائيل أنها قد اغتالته.
بالنهاية لا بد من أفق سياسي، ومخرج لكل هذه التراهات والأبخرة والتيارات الساخنة، وإلا ستنفجر المنطقة من جديد في وجه إسرائيل وأميركا، فنهاية المقاومة لن تتم إلا بوضع إنهاء مبررات وجودها، بوضع حلول لجذور الصراع وإنهاء احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية"، فهل جاء وقت الواقعية والعقلانية، والتفكير بالغد... للجميع؟!