د.المفتي: المسودة الأمريكية لسد النهضة ملغومة وعلى المجتمع الدولي منع وقوع الحرب

profile
  • clock 10 أبريل 2021, 6:45:30 م
  • eye 787
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال الدكتور أحمد المفتي الخبير الدولي والعضو المنسحب من مفاوضات سد النهضة، إن خيار المواجهة العسكرية يطفو على السطح مرة أخرة، مطالباً المجتمع الدولي بالحيلولة ، وعلي المجتمع الدولي الحيلولة دون حدوثه

وأضاف على صفحته في "الفيسبوك " :-

١- ورد في الأخبار أن المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية ، قد صرح اليوم 10 ابريل 2021 ، بأن حرب المياه قادمة ، وبشكلٍ أفظع مما يمكن تخيله ، إذا لم يتدخل المجتمع الدولي ، وانه لا يوجد سبب قوي لخلق الأعداء ، اكثر من الحرمان من المياه .


٢- وعندما وردت الأخبار ، بأن السودان يستبعد المواجهة العسكرية ، أصدرنا المنشور رقم ٣٢٦٥ ، ننصح فيه بعدم التوقيع علي المسودة ، التي تعمل أمريكا علي اعدادها ، والتي توقعنا أن تكون " ملغومة " ، وذلك بعد رفض أمريكا للمواجهة العسكرية .


٣- والآن ، إنه عبر التصريح أعلاه ، عن عودة السودان للتلويح بخيار الحرب ، فإننا نعتقد أنه خيار سوف تكون نتائجه كارثية على الجميع ، ولذلك علي المجتمع الدولي ، منع إثيوبيا من الملء الثاني ، وإلزامها بايقاف كافة أنشطتها في سد النهضة ، بصورة مؤقتة ، والعودة الى طاولة المفاوضات ، إلى حين الوصول إلى اتفاق ملزم ، يحقق طموحات جميع الأطراف .


نصيحة من أجل انسان وادي النيل : لا توقعوا علي المسودة " الملغومة " ، التي تعمل أمريكا على إعدادها حالياً ، بعد أن رفضت التلويح ، بالمواجهة المفتوحة مع إثيوبيا !!.


أولاً : أن الكارت الوحيد المؤثر ، الذي لعبه السودان ومصر ، بعد عشر سنوات من الموقف الاثيوبي المخالف للقانون الدولي ، هو التلويح بالمواجهة المفتوحة ( اخطر عناصرها المواجهة العسكرية ) ، واتخاذ ترتيبات عملية في ذلك الصدد .


ثانياً : ولقد كان موقف ادارة ترامب ، قبل ذلك ، هو إعطاء اثيوبيا 90% مما تصبو اليه ، علي ان تستكمله اثيوبيا لاحقا ، بعد حصولها علي القنبلة المائية ( تخزين 74 م م م ) ، وفي نفس الوقت تجريد السودان ومصر من كل حقوقهما المائية ، وذلك بموجب المسودة التي اعدتها أمريكا مع البنك الدولي ، ولكن رفضتها إثيوبيا في فبراير 2020 ، لانها تريد 100% من مطالبها فورًا ، معلنة صراحة ان كل المياه " اثيوبية " ، تتصرف فيها كما تشاء ، بارادتها المنفردة ، وكل الذي ترجوه ، من مفاوضات سد النهضة ، هو " اعتراف " سوداني مصري بذلك ، واحد شواهد ذلك هو قيامها بالملء الأول ، باإرادتها المنفردة ، على الرغم من مطالبات مجلس الامن ، والاتحاد الافريقي ، والنص الصريح في اعلان المبادئ ، بان لا تفعل .


ثالثاً : ثم عملت أمريكا ، بعد رفض إثيوبيا للمسودة ، على ترك الحبل علي القارب لإثيوبيا ، لفرض الأمر الواقع على السودان ومصر ، وبما أن المواجهة التي لوح بها السودان ومصر ، سوف لن تمكن إثيوبيا من فرض الأمر الواقع ، لذلك تحركت أمريكا فوراً في اتجاهين ، وهما :


١- الاشارة صراحة ، إلى أنها ترفض المواجهة العسكرية ، وتفضل مواصلة المفاوضات ، واستجاب السودان فورا لتلك الاشارة .


٢- وبما أن المفاوضات ، قد فشلت ، بشهادة كل العالم ، قامت أمريكا بإرسال وفودها للمنطقة ، لتسويق رؤيتها ، التي لم تعلن عنها حتى الآن ، ومن ذلك أنها أجرت ، قبل يومين ، اتصالات مباشرة مع إثيوبيا ، لشرح تلك الرؤية المحددة ، التي سوف تجاز من خلال جولات مفاوضات جديدة .


رابعاً : ولن يصعب علي اي متابع ، التكهن بمضمون تلك الرؤية ، ونرى أنها سوف تعتمد علي المسودة ، التي سبق أن أعدتها امريكا والبنك الدولي ، ورفضتها اثيوبيا ، في فبراير 2020 ، كما أوضحنا أعلاه ، ومما يسهل من تمرير تلك الرؤية ، أن مصر قد وقعت علي تلك المسودة بالأحرف الأولى ، وكان يمكن للسودان أن يوقع عليها ، لولا رفض اثيوبيا لها .


خامسا : وحتي تقبل إثيوبيا بالتوقيع على تلك المسودة ، التي رفضتها ، عام 2020 ، فاننا نعتقد أن " المطابخ " الأمريكية تعمل حالياً ، علي إدخال تعديلات عليها ، مستخدمة براعتها في صياغة الغموض البناء - Constructive Amiguity ، التي ابتكرها وزير خارجيتها السابق هنري كسينحر ، بحيث ، يكون الهدف الأول منها هو أخذ موافقة السودان ومصر ، على الملء الثاني ، بالكيفية التي يقبلان بها ، علي سبيل المثال إلزام اثيوبيا بتوفير المعلومات التي يطالب بها السودان ، ثم بعد أن تمتلك إثيوبيا " القنبلة المائية " ، تعمل على فرض ارادتها ، من خلال الغموض البناء المزروع داخل تلك المسودة ، بحيث تبرر اثيوبيا أفعالها ، اعتماداً على تفسيرها لذلك الغموض ، الذي يقبل بطبيعته عدة تفاسير .


سادساً : ولذلك فان نصيحتنا من أجل انسان وادي النيل ، هي عدم التوقيع علي تلك المسودة التي سوف تكون " ملغومة " ، خاصة وان امريكا تستطيع ان تملي ارادتها بتجريد السودان ومصر ، من خيار المواجهة ، ولكنها لن تستطيع اجبارهما علي التوقيع علي تلك المسودة الملغومة .


سابعاً : وبالإضافة الي ذلك ، يمكن للسودان ومصر سحب توقيع كل منهما ، على إعلان المبادئ ، واللجوء الي مجلس الامن ، علي اعتبار ان الملء الثاني يهدد الامن والسلم الدوليين ، وكذلك مطالبة كل الدول والجهات الأخرى ، على عدم التعامل مع سد النهضة ، على أساس أنه يفقد الشرعية .


ثامناً : وعلى الرغم من مرارة إجبار أمريكا للسودان ومصر ، على التخلي عن خيار المواجهة ، الا انه لا احد ، في الظروف الدولية الراهنة ، يقوي علي القيام بمواجهة ترفضها امريكا ، ولذلك نرى أن ما نصحنا به أعلاه ، هو أفضل ما يمكن للسودان ومصر القيام به .


تاسعا : أن الملء الثاني بإرادة منفردة ، كارثة علي السودان ومصر ، ولكنه عمل غير مشروع ، لانه يخالف القانون الدولي ، أما التوقيع على المسودة " الملغومة " ، فانه كارثة اكبر ، لأنه يمكن إثيوبيا من الملء الثاني وفقا للقانون الدولي ، لأنه سوف يتم ، بموافقة السودان ومصر ، بسبب توقيعهما على المسودة الملغومة .

كلمات دليلية
التعليقات (0)