- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
د.المفتي: المسودة الأمريكية لسد النهضة ملغومة وعلى المجتمع الدولي منع وقوع الحرب
د.المفتي: المسودة الأمريكية لسد النهضة ملغومة وعلى المجتمع الدولي منع وقوع الحرب
- 10 أبريل 2021, 6:45:30 م
- 787
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الدكتور أحمد المفتي الخبير الدولي والعضو المنسحب من مفاوضات سد النهضة، إن خيار المواجهة العسكرية يطفو على السطح مرة أخرة، مطالباً المجتمع الدولي بالحيلولة ، وعلي المجتمع الدولي الحيلولة دون حدوثه
وأضاف على صفحته في "الفيسبوك " :-
١- ورد في الأخبار أن المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية ، قد صرح اليوم 10 ابريل 2021 ، بأن حرب المياه قادمة ، وبشكلٍ أفظع مما يمكن تخيله ، إذا لم يتدخل المجتمع الدولي ، وانه لا يوجد سبب قوي لخلق الأعداء ، اكثر من الحرمان من المياه .
٢- وعندما وردت الأخبار ، بأن السودان يستبعد المواجهة العسكرية ، أصدرنا المنشور رقم ٣٢٦٥ ، ننصح فيه بعدم التوقيع علي المسودة ، التي تعمل أمريكا علي اعدادها ، والتي توقعنا أن تكون " ملغومة " ، وذلك بعد رفض أمريكا للمواجهة العسكرية .
٣- والآن ، إنه عبر التصريح أعلاه ، عن عودة السودان للتلويح بخيار الحرب ، فإننا نعتقد أنه خيار سوف تكون نتائجه كارثية على الجميع ، ولذلك علي المجتمع الدولي ، منع إثيوبيا من الملء الثاني ، وإلزامها بايقاف كافة أنشطتها في سد النهضة ، بصورة مؤقتة ، والعودة الى طاولة المفاوضات ، إلى حين الوصول إلى اتفاق ملزم ، يحقق طموحات جميع الأطراف .
نصيحة من أجل انسان وادي النيل : لا توقعوا علي المسودة " الملغومة " ، التي تعمل أمريكا على إعدادها حالياً ، بعد أن رفضت التلويح ، بالمواجهة المفتوحة مع إثيوبيا !!.
أولاً : أن الكارت الوحيد المؤثر ، الذي لعبه السودان ومصر ، بعد عشر سنوات من الموقف الاثيوبي المخالف للقانون الدولي ، هو التلويح بالمواجهة المفتوحة ( اخطر عناصرها المواجهة العسكرية ) ، واتخاذ ترتيبات عملية في ذلك الصدد .
ثانياً : ولقد كان موقف ادارة ترامب ، قبل ذلك ، هو إعطاء اثيوبيا 90% مما تصبو اليه ، علي ان تستكمله اثيوبيا لاحقا ، بعد حصولها علي القنبلة المائية ( تخزين 74 م م م ) ، وفي نفس الوقت تجريد السودان ومصر من كل حقوقهما المائية ، وذلك بموجب المسودة التي اعدتها أمريكا مع البنك الدولي ، ولكن رفضتها إثيوبيا في فبراير 2020 ، لانها تريد 100% من مطالبها فورًا ، معلنة صراحة ان كل المياه " اثيوبية " ، تتصرف فيها كما تشاء ، بارادتها المنفردة ، وكل الذي ترجوه ، من مفاوضات سد النهضة ، هو " اعتراف " سوداني مصري بذلك ، واحد شواهد ذلك هو قيامها بالملء الأول ، باإرادتها المنفردة ، على الرغم من مطالبات مجلس الامن ، والاتحاد الافريقي ، والنص الصريح في اعلان المبادئ ، بان لا تفعل .
ثالثاً : ثم عملت أمريكا ، بعد رفض إثيوبيا للمسودة ، على ترك الحبل علي القارب لإثيوبيا ، لفرض الأمر الواقع على السودان ومصر ، وبما أن المواجهة التي لوح بها السودان ومصر ، سوف لن تمكن إثيوبيا من فرض الأمر الواقع ، لذلك تحركت أمريكا فوراً في اتجاهين ، وهما :
١- الاشارة صراحة ، إلى أنها ترفض المواجهة العسكرية ، وتفضل مواصلة المفاوضات ، واستجاب السودان فورا لتلك الاشارة .
٢- وبما أن المفاوضات ، قد فشلت ، بشهادة كل العالم ، قامت أمريكا بإرسال وفودها للمنطقة ، لتسويق رؤيتها ، التي لم تعلن عنها حتى الآن ، ومن ذلك أنها أجرت ، قبل يومين ، اتصالات مباشرة مع إثيوبيا ، لشرح تلك الرؤية المحددة ، التي سوف تجاز من خلال جولات مفاوضات جديدة .
رابعاً : ولن يصعب علي اي متابع ، التكهن بمضمون تلك الرؤية ، ونرى أنها سوف تعتمد علي المسودة ، التي سبق أن أعدتها امريكا والبنك الدولي ، ورفضتها اثيوبيا ، في فبراير 2020 ، كما أوضحنا أعلاه ، ومما يسهل من تمرير تلك الرؤية ، أن مصر قد وقعت علي تلك المسودة بالأحرف الأولى ، وكان يمكن للسودان أن يوقع عليها ، لولا رفض اثيوبيا لها .
خامسا : وحتي تقبل إثيوبيا بالتوقيع على تلك المسودة ، التي رفضتها ، عام 2020 ، فاننا نعتقد أن " المطابخ " الأمريكية تعمل حالياً ، علي إدخال تعديلات عليها ، مستخدمة براعتها في صياغة الغموض البناء - Constructive Amiguity ، التي ابتكرها وزير خارجيتها السابق هنري كسينحر ، بحيث ، يكون الهدف الأول منها هو أخذ موافقة السودان ومصر ، على الملء الثاني ، بالكيفية التي يقبلان بها ، علي سبيل المثال إلزام اثيوبيا بتوفير المعلومات التي يطالب بها السودان ، ثم بعد أن تمتلك إثيوبيا " القنبلة المائية " ، تعمل على فرض ارادتها ، من خلال الغموض البناء المزروع داخل تلك المسودة ، بحيث تبرر اثيوبيا أفعالها ، اعتماداً على تفسيرها لذلك الغموض ، الذي يقبل بطبيعته عدة تفاسير .
سادساً : ولذلك فان نصيحتنا من أجل انسان وادي النيل ، هي عدم التوقيع علي تلك المسودة التي سوف تكون " ملغومة " ، خاصة وان امريكا تستطيع ان تملي ارادتها بتجريد السودان ومصر ، من خيار المواجهة ، ولكنها لن تستطيع اجبارهما علي التوقيع علي تلك المسودة الملغومة .
سابعاً : وبالإضافة الي ذلك ، يمكن للسودان ومصر سحب توقيع كل منهما ، على إعلان المبادئ ، واللجوء الي مجلس الامن ، علي اعتبار ان الملء الثاني يهدد الامن والسلم الدوليين ، وكذلك مطالبة كل الدول والجهات الأخرى ، على عدم التعامل مع سد النهضة ، على أساس أنه يفقد الشرعية .
ثامناً : وعلى الرغم من مرارة إجبار أمريكا للسودان ومصر ، على التخلي عن خيار المواجهة ، الا انه لا احد ، في الظروف الدولية الراهنة ، يقوي علي القيام بمواجهة ترفضها امريكا ، ولذلك نرى أن ما نصحنا به أعلاه ، هو أفضل ما يمكن للسودان ومصر القيام به .
تاسعا : أن الملء الثاني بإرادة منفردة ، كارثة علي السودان ومصر ، ولكنه عمل غير مشروع ، لانه يخالف القانون الدولي ، أما التوقيع على المسودة " الملغومة " ، فانه كارثة اكبر ، لأنه يمكن إثيوبيا من الملء الثاني وفقا للقانون الدولي ، لأنه سوف يتم ، بموافقة السودان ومصر ، بسبب توقيعهما على المسودة الملغومة .