تكبير الخط تصغير الخط

وهذا اسبوع آخر يمر من دون أن تبصر حكومة العهد الأولى النور وسط قلق بدأ يتعاظم لدى اللبنانيين الذين لم يصدّقوا من أي غيمة زرقاء نزل عليهم الأمل بانتخاب القائد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بعد حقبة من الشغور الطويل الذي تخللته تطورات استثنائية الخطورة والكوارث. 

ومع ان الوقت لم يفت، بعد، لاسيما قياساً الى ما كان يعترض التأليف ، في الحكومات السابقة ، بعد زوال الوصاية السورية ، من ألاعيب وبهلوانيات ،  واصطناع العراقيل والصعوبات ، ونصب الفخاخ ، وانتظار الأطراف بعضها بعضاً على كوع البغضاء والحقد ، وتقديم الأنانيات والمصالح الذاتية على مصلحة الوطن العليا ... فإن للقلق مبرّراتِه الموجبةَ لأن اللبنانيين الذين كواهم حليب التجارب المُرّة باتوا يخافون لبن الواقع خشية أن تتمكن هذه التي يسمّونها "الدولة العميقة" لن تتساهل في ما يدّعون أنّها "مكتسبات" من المضي في مسارها المعروف وفي نهجها المكشوف بهدف عدم تسهيل مهمة العهد الآتي الذي وصل الى كرسي قصر بعبدا تحت عنوان عريض هو الإصلاح . 

في أي حال يضع البعضُ المسؤوليةَ عند الرئيس المكلّف الذي يقولون إنه يحمل تشكيلته في جيبه حتى من قبل إجراء الاستشارات غير الملزمة في ساحة النجمة ، وهي تضم أصدقاءً ورفاقاً هم موضع ثقته.. ويضيفون ان تلك "التشكيلة  المبدئية" ، تتعارض كلّياً مع ما يريده الطاقم السياسي . وطبعاً يبقى هذا "الاتهام" نظرياً الى أن يثبت العكس .

في أي حال لن يكون مسموحاً ، على الاطلاق ، أن تجرجر مسألة تشكيل الحكومة الى طويل أمدٍ ، فهذا الترف يحمل أضراراً كبيرة تتراكم يومياً ما لا يمكن للبنان أن يتحمل المزيد منه وهو الذي تتناسل أزماته والكوارث ، ناهيك بتداعيات الحرب التي لا حدود لسلبياتها .

في هذا السياق تتقاطع المعلومات عند شبه إنذار من أصدقاء لبنان بأن الوقت لم يعد متسعاً للمزيد من الغنج والدلال ، وأن ولادة الحكومة يجب أن تكون خلال أيّام معدودة وإلّا فليتحمل كل طرف لبناني مسؤوليته في ما ستؤول أليه أوضاع هذا الوطن الصغير المعذّب ، مع العلم أن الجانب الأميركي بدأ ينفض الغبار عن "ملف العقوبات" الذي فيه الكثير من الأسماء التي قد يشكّل غير شخصية أو فريق وطرف من أصحابها مفاجأة من العيار الثقيل جدّاً .