- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د. فاضل الشويلي يكتب: السوداني صديقا وفيا ورئيسا ناجحا
د. فاضل الشويلي يكتب: السوداني صديقا وفيا ورئيسا ناجحا
- 22 نوفمبر 2023, 12:23:08 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
كما فقد أبناء آدم البراءة تماماً من خلال الذنب، سيفقد كل مسؤول ثقة الوطن والمواطن بعد أن يأكل الغرور صورته بداخل أبناء شعبه، إذا لم يكن قد فقدها حين تغيب الوطنية من داخله خفية عنا نحن شعبه دون أن نعلم.
لهذا يضاد التواضع الغرور، لأن الأول صفاته رائعة تكاد لا تخلو أي شخصية عظيمة منه، وللتاريخ حكايا وقصص عن ذلك، تحضرني واحدة منها.
نقلاً عن أحد رواة التاريخ الحديث: أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر كان قد سمع صوت يناديه خلال مرور موكبه، يا جمال أنا صديقك، صوتٌ تسلل لمسامع ناصر حتى عاد إليه مرحباً ومستذكراً مراحل الطفولة والصبا بكل تواضع أشعل الصحف وبات حديث كل المصريين والعرب يومها، هذه صفات القادة الوطنيين من الذين تبقى الشعوب تستذكرهم بطيب.
رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، لا تبدو صفات أخرى تلتصق عليه غير التواضع الأنيق والوطنية والوفاء والصدق والإيمان بحب وطنه. هن رصيد شخصية السوداني وأبرز سماته الجوهرية، والتي أسس من خلالها قاعدة شعبية نستطيع الجزم أنها ليست قليلة ومستمرة بالنمو طالما يعتمد مبدأ "اعمل ودع أعمالك تتحدث وتكلم وقت الضرورة حتى يكون فعلك ترجمة لقولك".
ما كان لقولي هذا أن يخرج بعد سنوات طوال من الصمت، لم أهادن بها أي مسؤول ولا ارتضي لنفسي قولاً غير الحق، ولكن للرجل صداقة طويلة معنا، وخصوصا المرحوم أخي سمير الشويلي، وكنت قد اختبرت فيها شخصية الرجل. هل إن طبيعة الرئاسة تفقد ذاكرة الأصدقاء. وكانت جيدة بمثابة أنه يعد إنسان صالح وصديق وفي ومخلص أيما إخلاص. ولكن للرئاسة ظروفها، والمسؤولية حمل ثقيل لا يوازنه كل ذي عقل إلا من اختبر عقله قلبه فنجا بميزان الوطن والايمان.
من خلال لقاء بسيط رسمي، بعد نهاية مؤتمر السفراء السابع في بغداد، لغرض التقاط صورة تذكارية لم تصلنا -والحمد لله- استذكرني، ورحب بأسلوب عالٍ حتى هم بالسؤال عني وعن عائلتي مستذكراً أعواماً من الصداقة، (كان لأخي الصحفي والناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب الراحل إلى رحمته، سمير الشويلي، أثر فيها وفي تكوينها). بعفوية وبساطة وبتجرد كبير من كل قيود المنصب والمسؤولية، تحدث بقرب واستذكر بصدق، وقدم رسالة لعقلي الباطن مفادها أن "السوداني" هو صديق ورئيس وزراء، وهذا من سمات أنقياء البشر الذين لم تدلهمهم المدلهمات بثيابها ولا تدنسهم شوائب الحاشية.
تحدث خلال اللقاء وكأنه بقلب وعقل كل عراقي، يفكر مثل ما يفكرون، ويعمل على تحقيق ما يحلمون، وتلافي أخطاء ما ينتقدون. قال إن قائمة السفراء التي باتت أسى حقيقي عند موظفي الخارجية، ستكون نسبتها الأكبر لنا، نحن موظفو الوزارة، وللأحزاب نسبة صغيرة مقارنة بالتي كانت قاعدة ترشيح السفراء سابقاً؛ لاننا نحترم القانون ونطبقه. وستكون للسيرة الوظيفية والمهنية والشهادة والسلوك الوظيفي دوراً كبيراً في اختيار السفراء من وزارة الخارجية. وهذا عود على بدء.
أقول لكم باختصار مقتضب إن رئيس الوزراء العراقي والصديق محمد شياع السوداني، جعل من سمة الوفاء قيمة عليا بداخله، ونجح بها صديقاً، وهذا ما برهنه لنا باللقاء، واستذكاره الحقيقة. ونجح بها رئيسا للوزراء حين وفى بمنهاج حكومته مع الشعب، ليملأ الشوارع آليات ومهندسين في الكرخ والرصافة، معلناً انطلاق مرحلة إعادة الإعمار، وهذا ما جعله قريباً منا، نحبه دون شوائب ودون غرور وتكبر، منصفا عادلا متواضعا صديقا وفيا.