- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: شهر رمضان وأعياد الفصح متضادان يقربان من الإنزلاق
د. ناصر محمد معروف يكتب: شهر رمضان وأعياد الفصح متضادان يقربان من الإنزلاق
- 11 مارس 2023, 4:04:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يتفاءل المسلمون دوماً في شهر رمضان ، أن ينعموا بعبادةٍ يتقربون فيه إلى الله تعالى ، عسى أن يُعْتَقوا من النار ، وكذلك يتفاءلون أيضا بأن الله لن يخذلهم في أي مواجةٍ مع أعدائهم في هذا الشهر الكريم ، ولذلك فإنهم يكونون في رمضان أقوى شكميةً وأكبر عزماً.
كذلك فإنّ الإحتلال يتخذ دوما من أعياده مواسم ليكثف اعتداءاته واقتحاماته ضد شعبنا والمسجد الاقصى المبارك ، وتتزامن أعياد الفصح هذا العام والتي ستبدا من (6 إلى 12/3/2023) مع اواخر شهر رمضان المبارك ، حيث الإعتكافات في جميع مساجد المسلمين ، وفيها ، وفي وسط أجواءٍ توتيريةٍ في جميع بُلداننا الفلسطينية ، تدعو جماعات الهيكل المتطرفة الموالية والمحسوبة على وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، وبدعمٍ منه، ومن حكومتهم الفاشية؛ إلى اقتحاماتٍ واعتداءاتٍ صهيونيةٍ واسعةٍ بمناسبة أعياد الفصح الصهيونية.
وقد اعتاد الصهاينة أن يجعلوا من أعيادهم مواسم، يُكثِّفون فيها الاعتداءات على أحياء مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويُوغلون في دماء شعبنا؛ ليرتقي دوما الشهداء من أبناء شعبنا أثناء الدفاع عن مقدساتهم، وإنهم في هذه الأثناء لم يكتفوا بعملياتهم الاستخباراتية العدوانية، وقتلهم بدم بارد العشرات من شبابنا، ولم يكتفوا بإحراق بيوت حوَّارة، ولم يكتفوا بتدنيس المسجد الأقصى المبارك باستمرار، وكذلك هتك حرمات الحرم الإبراهيمي في الخليل، حتى خرجوا علينا بالدعوة إلى اقتحاماتٍ واعتداءاتٍ كبيرةٍ؛ هي الأوسع على الإطلاق، إذ أنها تَعَدَّت الحدود الجغرافية المعهودة، واتسعت لتشمل سائر مدننا المحتلة عام 1948م، ويزيد على ذلك تكثيف التنسيق الأمني مع أعوان الإحتلال، والتحريض ضد أبناء شعبنا، وكل ذلك يُنْذر بهجمةٍ شرسةٍ ضِدَّ المسجد الأقصى المبارك بالخصوص، وضِدَّ أبناء شعبنا بالعموم، مما سيؤدي إلى مزيدٍ من إزهاق الأرواح وارتقاء الشهداء وإراقة الدماء، ومع هذا التَّحَوُل الحاقد في حكومات الصهاينة بالسماح للمستوطنين أن يعتدوا على مقدسات المسلمين في ظل أعياد المسلمين ، مما يُدَلِّلُ على أن هذا الجنس الصهيوني لا يمكن التطبيع معه، ولا يمكن التعاون معه فهو عدو مجرم صاحب نظام هيمنة متوحش، إعتاد على الجرائم ضد الإنسانية، وهو الذي يتطلب أن تُوقِف الدول العربية والإسلامية التطبيع والتعاون معه فورا وحالا، وكذلك أن توقف السلطة الفلسطينية كافة تعاملاتها الأمنية معه فوراً.
إن المسجد الأقصى المبارك، ليس مسجداً خاصاً لمنطقةٍ أو حارةٍ، إنما هو مسجد لعامة المسلمين، الأمر الذي يوجب على كل فرد من أفراد المسلمين، الهبّة للدفاع عنه، وهذا ما يجعل فرض العين على كل قادر أن يهبّ للرباط فيه والدفاع عنه، وأن يفديه بروحه ودمه، وإنّ كل مُقَصِّرٍ وهو قادر، لن يسلم من حساب ربه، وسيُحرم التوفيق في حياته الدنيوية.
والنهاية: بين تفاؤل شعبنا وتحشيد المستوطنين ، حتماً سيكون شعبنا هو المنتصر ، فعجلة الدنيا لن تعود إلى الوراء ، وإن سيف القدس لم يُغمد بعد ، وهو بتَّار بإذن الله ، وسيقطع رؤوس الأفعى ، لينعم شعبنا بإذن الله برضى الله أولا ، ثم بحياة كريمة تنتظره بإذن الله.