- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: معالم المسجد الأقصى (باب الخليل).
د. ناصر محمد معروف يكتب: معالم المسجد الأقصى (باب الخليل).
- 4 فبراير 2023, 7:17:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مائدتي إليكم: معالم المسجد الأقصى:
البطاقة الرابعة: باب الخليل:
باب الخليل وله عدّة أسماء، منها: باب: (يافا ــ بيت لحم ــ المحراب: أي: "باب محراب داود")، وسبب تعدد هذه التسميات أن الباب يؤدي إلى عدة مدن، هي بيت لحم والخليل ويافا، فسمي بأسماء المدن التي يؤدي إليها غربي القدس، وعرف أيضا باسم بوابة عمر؛ أو باب الفتوحات الإسلامية، لأنه الباب الذي دخل منه عمر بن الخطاب فاتحا عند تسلمه القدس.
باب الخليل: هو الباب الوحيد في السور الغربي للبلدة القديمة ، وقد بنيت أساساته في العهد الروماني ، واستخدمه الصليبيون مدخلا للحجاج المسيحيين والسياح إلى مدينة القدس، حتى جاء العهد العثماني عام (1898م) فأعادوا ترميمه وتوسعته بمناسبة زيارة القيصر الألماني ويلهلم الثاني للبلاد، وتوسيع الطريق لدخول الحاشية القيصرية.
ويتكون باب الخليل من مدخل وعقد حجري كبير مدبب، وبينهما نقش كتابي حجري تذكاري يبين اسم السلطان، وألقابه وسنة البناء، ويغطي فتحة المدخل مصراعان كبيران من الخشب المصفح بالنحاس، وينعطف المدخل إلى جهة اليمين ليؤدي إلى داخل القدس، فهو يعتبر باباً أمنياً كباب الساهرة وباب العامود..
ويطل باب الخليل على حارة كانت تسمى بحارة بني حارث ، وبقيت المنطقة صامدة بطابعها المعماري المملوكي والعثماني شامخة بقلعتها المنصورة مستأنسة بأهلها المرابطون منذ قرون.
ويعتبر باب الخليل هو الأكثر استعمالاً من المشاة والسيارات، كما ويعتبر أنه باب السياح الرئيس إلى البلدة القديمة ، حيث إنه يدخل إلى سوق محلي رائع يجذب المحليين والسياح من مختلف أنحاء العالم، ولذلك تم توسعة الميدان أمامه ليرتبط مع منطقة التسوق ماميلا خارج باب الخليل.
اقتحمه البريطانيون بقيادة الجنرال البريطاني إدموند اللنبي الذي دخل البلدة القديمة (عام 1917م)، راجلاً ليظهر احترامه للمدينة ورغبة منه في تجنب المقارنة مع دخول القيصر في (عام 1898م)، وألقى خطبة عند قلعة القدس (المسماة خطأ: برج داود).
وقد شهد (عام 1920م) أول اصطدام دموي بين الفلسطينيين واليهود ، وفي (عام 1948م "النكبة") شهد الباب أعنف المعارك بين الاحتلال والجيش الأردني، ثم اقتحم منه الإحتلال البلدة القديمة، (عام 1967م"النكسة").
ويتعرض باب الخليل لحملة تهويد وسيطرة كبيرة من قبل الاحتلال، حيث جعل من باب الخليل مزاراً سياحياً تلمودياً للسياح الأجانب من جميع البلدان الأوروبية واليهود، وبشكل مجاني، وذلك لتحويله إلى المدخل الرئيس للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، بدلاً من باب العامود الذي يعد الشريان الاقتصادي للمقدسيين والمدخل الرئيس للمصلين والسياح.
وفي التسعينيات بدأ الاحتلال شق شارع جديد قرب الباب، وكشفت حفريات الاحتلال أسفل الباب عن آثار بيزنطية، وفي (العام 2007م) أنشأ الاحتلال سوقا حديثة قرب باب الخليل، وحاليا هو الباب الرئيسي الذي يستخدمه السياح والمستوطنون لدخول القدس.