- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب : هل ذهبت الغيرة وهل نقول: إن للبيت رب يحميه
المستوطنون بقيادة ابن غفير يتأهبون لاقتحامات عملية وفتح كنيس لهم داخل المسجد الأقصى
د. ناصر محمد معروف يكتب : هل ذهبت الغيرة وهل نقول: إن للبيت رب يحميه
- 1 يناير 2023, 7:41:34 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المستوطنون بقيادة ابن غفير يتأهبون لاقتحامات عملية وفتح كنيس لهم داخل المسجد الأقصى
الاعتداءات على المقدسات كانت من قديم الزمان، وكان حماية المقدسات في تلك الأزمنة تتراوح، لكنها لم تصل إلى انحطاط أكثر مما وصلت إليه في الجاهلية قبل الإسلام، حيث يقرر أبرهة الحبشي هدم الكعبة بجيش عظيم، يتصدى له أشخاص بشكل اجتهادي فيسحقهم في طريقه، ليصل الأمر إلى إجماع من زعماء مكة أنه نفسي نفسي، فيخرجون وفدا يتزعمه عبد المطلب جد النبي ﷺ، لينوب عنهم في الحديث عند أبرهة الحبشي، ويصل عبد المطلب إلى أبرهة ليطبق شعار نفسي نفسي، ولا يعنيه حتى حاجة من انتدبه من زعماء مكة، فيطلب إبلا له قد صادرها جيش أبرهة، ومع وهْلَةِ طلب الإبل، صغُر عبد المطلب في نظر أبرهة، فأجاب عبد المطلب قولته الشهيرة: (إن للبيت ربٌ يحميه)، ويُخَلِّي العرب بين أبرهة وبين الكعبة ليحمي الإله بيته بالطير الأبابيل.
انتهى عصر الجاهلية وأنزل الله آية التدافع، ليبين للمؤمنين أنه يريد حماية مقدساته من خلالهم، وبن يحول بين المقدسات وبين من يريد هدمها، لتكون الأمانة في أعناقكم تحاسبون على خيانتها، فقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج40].
وها هم سدنة الهيكل يقودون المستوطنين والمتطرفين، ويقودهم بن غفير، ليقدموا من خلاله طلبا للحكومة بالسماح لهم ببناء كنيس داخل الأقصى، والسماع لهم بالدخول وأداء طقوسهم وقربانهم دون عائق، وقريبا سنسمع موافقة الحكومة التي عُرف عنها بأنها حكومة عنصرية فاشية يقودها ولأول مرة مجموعة من ألدِّ الناس كراهية للإسلام، وحبا في حربه، فهل ياترى يسكت شعبنا، ويقف زعماؤنا ليعطوا الضوء الأخضر لهذه الاقتحامات، ويقولون ضمنا لأعدائنا: نريد أن ننعم بالنساء، وبالرقص والغناء، والسكر والفجور، وكمَّاً من الأموال التي تمتعنا بذلك، و(إن للبيت رب يحميه).
المسجد الأقصى تزداد معاناته يوما بعد يوم، وإن الناظر يرى أن انفجاراً قريبا سيكون، ولن يفرق بين وبين، وسيأكل الأخضر واليابس، وعدها ولات حين ندم.