- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
د. يوسف رزقة يكتب: أوكرانيا بداية أزمة أم نهايتها؟!
د. يوسف رزقة يكتب: أوكرانيا بداية أزمة أم نهايتها؟!
- 22 فبراير 2022, 8:22:31 م
- 698
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل نحن أمام نهاية للأزمة الأوكرانية، أم نحن أمام بداية لها؟! هذا السؤال تولّد من الموقف الروسي، والموقف الأميركي الأوربي.
في روسيا وقع الرئيس بوتين مرسوما يعلن فيه اعتراف روسيا بجمهورتي ( دونيتسك، ولوهانسك) الشعبيتين المنفصلتين عن أوكرانيا، مع عقد اتفاقية صداقة وتعاون بين الجمهوريتين وروسيا.
وفي أميركا ودول أوربا الغربية ثمة مخطط واسع النطاق لتوقيع عقوبات اقتصادية وتجارية ضد روسيا، مع عدم الاعتراف بالجمهوريتين المنفصلتين. ومن أوائل العقوبات المعلنة، وقف المستشار الألماني ( شولتز) التصديق على خط أنابيب الغاز " نورد ستريم ٢"، القادم من روسيا إلى ألمانيا، والناقل للغاز الطبيعي لألمانيا ودول الغرب.
هذا الخط يجري تنفيذه منذ ثلاث سنوات خلت. وكان أول تعليق روسي على القرار الألماني في تغريدة لديمتري ميدفيديف يقول فيها" إذا مرحبا بكم في عالم جديد سيدفع الأوربيون قريبا (٢٠٠٠) يورو مقابل كل الف متر مكعب من الغاز".
بناء على ما تقدم يمكن القول بأن الأزمة الحقيقية بدأت، وأن الأزمة الأوكرانية لم تنته ، ولن تنتهي في وقت قريب. روسيا اتخذت خطوة كبيرة في اتجاه ما تريد، هي تريد أوكرانيا موالية لها، وبعيدة عن الغرب، وبالذات عن الأطلسي، وإذا لم تقبل ذلك فيجب إسقاط حكومتها ذات التوجهات الغربية، أو إضعاف الدولة، ومن ثمة ( شلع) أذن حكومة كييف؟!. هذا بعض ما تريده روسيا وقد تمّ من خلال اعتراف روسيا بالجمهوريات المنفصلة عن أوكرانيا.
من الطبيعي أن ترفض أوكرانيا الموقف الروسي، ومن الطبيعي أن تعمل ضد السياسات الروسية، ومن الطبيعي أن تدعم أميركا ودول الغرب الوقف الأوكراني، وأن تعمل هذه الدول مجتمعة لجباية ثمن من روسيا يردعها عما قامت به، وعما تخطط له مستقبلا.
الخلاصة الأزمة بدأت للتو. والغزو ما زال واردا، ولكن روسيا تدرك أن الغزو قرار كبير وخطير، وقد يكون مكلفا، لذا أخذت بقرار الحد الأدني، مع استبقاء التهديد بالغزو قائما، وهي تعمل على إسقاط الحكومة القائمة في أوكرانيا، والإتيان بحومة بديلة موالية. روسيا تتمتع بأفضلية لوجستية، وشعبية، لتحقيق أهدافها بشكل لا يتوفر عند دول الغرب. روسيا مطمئنة لأنها تملك القرار، والمبادرة، والغرب لا يملكه، لأسباب عديدة، وهذا يؤكد أن الأزمة طويلة وممادة في الزمن، والخاسر الأكبر هو أوكرانيا، حيث يتجلى صراع الدول الكبرى على حسابها، ومن الصعب أن تغامر بولاء كامل للغرب، في محيط لا يقبل ذلك؟!