- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
رياض منصور: الفلسطيني لا يقتل لأفعاله بل على هويته
رياض منصور: الفلسطيني لا يقتل لأفعاله بل على هويته
- 27 مايو 2022, 5:00:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رفضت دولة فلسطين تبريرات دولة الاحتلال بأن جنودها يقتلون الفلسطينيين عن طريق الخطأ، وأكدت أن الفلسطيني يقتل بسبب الهوية، وذلك في إطار مخطط احتلالي كبير. وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، في كلمة له خلال اجتماعات هامة لمجلس الأمن “نحن كفلسطينيين لا نُقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا”. وأضاف في كلمته التي نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” “نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن، حتى نعيش مع الخوف والاستسلام”.
وتابع وهو يسرد معاناة الفلسطيني”إذا كنت فلسطينياً، فأنت هدف مشروع، ويمكن لإسرائيل أن تقرر ما إذا كنت ستعيش أو تموت”، لافتا إلى أنه “لا توجد حصانة لأي فلسطيني”، مقابل “إفلات كامل من العقاب لكل إسرائيل”. وانتقد السفير الفلسطيني سياسات بعض الدول التي قال إنها “تشعر البعض بالقلق على أمن إسرائيل، في حين لا ينعم فلسطيني واحد بالأمان في أي مكان”. وكان منصور يتحدث في كلمته في الاجتماعات الهامة لمجلس الأمن الدولي في الأسبوع الخاص بحماية المدنيين وقت النزاعات، ومن بينها اجتماعات تناولت القضية الفلسطينية وجوانبها، ضمن الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، والنقاش العام حول حماية المدنيين في وقت النزاعات، واجتماع خاص حول حماية الصحافيين في وقت النزاعات دعت إليه إيرلندا، العضو في مجلس الأمن، وتناول قضية اغتيال الصحفية شرين أبو عاقلة. وتطرق السفير الفلسطيني في كلمته إلى المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل سياسات الاحتلال، ومن بينها هدم المنازل والطرد من الأراضي، وقال “عندما نتحدث عن التهجير القسري، أريدكم أن تتخيلوا الأسرة التي تعيش في خوف دائم بسبب اقتلاعها من منزلها، والكوابيس التي تطارد أطفالها، وهو ما يحدث الآن في مسافر يطا”.
وتابع “تخيلوا أنكم والدا غيث يامين، الفتى الذي يبلغ من العمر 16 عامًا والذي كتب بالفعل في هذه السن المبكرة وصيته. تخيلوا كيف ستشعرون بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه في مؤخرة رأسه. وكتب في وصيته: إذا كنت سأموت فلا تضعوني في الثلاجة، فلا أحب البرد، واعثروا لي على مكان لدفني إلى جانب الأطفال الآخرين، فأنا لا أحب أن أكون وحدي”. وأشار منصور إلى أن أطفال فلسطين يتعرضون للقتل والاعتقال والتشريد والمضايقة كل يوم، وتساءل “فمن يحميهم من حرب تشنها إسرائيل ضد جيل فلسطيني تلو الآخر”.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يواجه العدوان والضم والاحتلال منذ عقود، وسأل الحاضرين من أعضاء مجلسي الأمن متهكما “”متى نتوقع أن تصلنا الشحنة القادمة من الأسلحة للدفاع عن أنفسنا وأرضنا؟ ما هي الدفعة التالية من العقوبات التي سيتم فرضها على إسرائيل؟ متى ستتم زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وكم عدد المحققين الذين نتوقعهم؟ متى ستنعقد القمة المقبلة حول المساءلة وهل نتوقع المزيد من التعهدات بتوفير موارد غير محدودة وإرادة سياسية لمحاسبة إسرائيل؟” .
وأضاف “هذا هو الواقع الذي يعيشه شعبنا كل يوم: التهجير القسري، والتجريد من الملكية، والحرمان من الحقوق، والتمييز، والموت، ونحن الفلسطينيين نحاول، من يوم ولادتنا إلى يوم موتنا وما بعده، إيجاد الحياة في مكان ما بينهما، ولا توجد عواقب لمن يتسببون في مثل هذا الألم والمعاناة لملايين الفلسطينيين. وكيف تعتقدون أن إسرائيل ستغير سلوكها طالما المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا؟”.
وفي كلمته تطرق السفير الفلسطيني إلى قضية استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة على أيدي قوات الاحتلال، وقال وهو يتحدث عن المأساة “كانت شيرين شخصا استثنائياً لكن قتلها من قبل إسرائيل للأسف ليس استثناءً، فاستمرت شيرين في سرد قصص شعبها على أمل أن تساعد بطريقة ما في تغيير مجرى التاريخ”، لافتا إلى أن قصة مقتل شيرين هي القصة نفسها التي كانت تنقلها، وقال “الفرق هو أن العالم هذه المرة عرف الضحية”. وتابع وهو يخاطب أعضاء مجلس الأمن” نحن لا نُقتل بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا، نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن، حتى نعيش مع الخوف والاستسلام.