- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
سعيد البدري يكتب: لماذا تهدد روسيا بتسليح محور المقاومة!
سعيد البدري يكتب: لماذا تهدد روسيا بتسليح محور المقاومة!
- 6 أغسطس 2024, 9:55:47 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قائد الوحدة الصاروخية «في الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في معرض الصواريخ الإيراني 20 سبتمبر الماضي (إرنا)
لم يعد سرا أن التعاون العسكري بين جمهورية إيران الإسلامية وروسيا الاتحادية آخذ بالتطور، وقد تحول بشكل تدريجي إلى ما يشبه الحلف الاستراتيجي رغم وجود اختلافات أيدلوجية عميقة.
ربما أن لغة المصالح هي ما يحكم سلوك الطرفين، كما أن الحاجة لوجود محور تصحيحي يصد التمدد الأمريكي ويفضي لعالم متعدد الأقطاب، هدف معلن يسهم بتعزيز هذا الحلف ويقف في طريق استمرار هيمنة أمريكا على العالم.
تشير قراءات الأمريكيين لتعاظم العلاقة بين الجانبين الإيراني- الروسي والتي تعتبره كما تشير تقاريرها السرية والعلنية بأنه وصل لمراحل متقدمة، وسيكون له أثر بالغ في تهديد أمن حلفائها وشركائها كما تزعم، لذا فقد عمدت خلال العامين الاخيرين لإدراج هذا التعاون ومعالجته ضمن الأولويات الأمنية الأكثر إلحاحا، ولعلها قد شرعت بوضع الخطط والتصورات لمواجهته وتقويضه بهدف تأكيد استمرار تفوقها العسكري في المنطقة والعالم.
ما يمكن تأكيده بهذا الصدد أن روسيا هددت فعليا بمعاقبة الأمريكيين والناتو الذي تتزعمه، وقامت بشكل محدود طبقا لتفاهمات عسكرية بينها وبين إيران بتنفيذ عمليات النقل العسكرية المتبادلة، وذهبت باتجاه تبادل التكنولوجيا الدفاعية في خطوة لتأكيد هذا التعاون أولا، وكرد فعل على الدعم الأمريكي لأوكرانيا، مع الإشارة إلى أن هذه الاتفاقات والتفاهمات يمكن أن تمتد وتتطور لتتحول إلى اتفاقية دفاع مشترك، ولعل تزويد طهران للروس بالطائرات الهجومية الانقضاضية بدون طيار، كما أبدت الاستعداد لتجهيز الجيش الروسي بالصواريخ البالستية المطورة ذات المديات المتوسطة والبعيدة، والذي شاهدناه من تعاون وثيق خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا يعزز هذه الحالة.
في المقابل، تفكر القيادة الروسية بدعم طهران وتزويدها بطائرات مقاتلة من طراز "سو 35 ومروحيات الصياد الهجومية، كما تتحدث بعض المصادر الغربية عن عزم روسيا تحسين منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك تكنولوجيا الإنذار المبكر والرادارات، لمساعدة حليفتها طهران لمواجهة أي هجمات أمريكية على الأراضي الإيرانية في حال اتساع نطاق المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه الأمريكيين والغربيين، وهو ما سيسهم إلى حد كبير بتعزيز موقف القوات المسلحة الإيرانية الدفاعية.
أما على المستوى الهجومي فامتلاك تكنولوجيا التشويش على الرادارات وتجاوز القبب الصاروخية والدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ المضادة سيعني بلا أدنى شك، أن إيران ستتحول لقوة عسكرية متعاظمة القوة والنفوذ وهو ما تحاول أن تتلافاه أمريكا بدعوتها لعدم توسيع دائرة الحرب.
الحقيقة أن غايات روسيا من إمداد إيران بالتكنولوجيا العسكرية الدفاعية واضحة، ويمكن فهمها في سياقاتها الطبيعية، ولا يمكن لأي جهة أن تنكر عليها ذلك، فمادام الأمريكيين يقودون التحالفات ويهددون أمن البلدان -ومنها الصين وروسيا- فمن حق الأخيرة أن تنخرط في تحالفات مناوئة.
وترى دانا سترول، وهي مديرة الأبحاث في معهد واشنطن، والتي قدمت دراسة مستفيضة حول الشراكة الأمنية الروسية - الإيرانية لدوائر القرار الأمريكية، أن خطر هذه الشراكة على المدى المتوسط إلى الطويل، سيكون لهذا المستوى من التبادل العسكري تداعيات على أمن المعدات الدفاعية الأمريكية التي يتم نقلها إلى الشركاء في مسارح متعددة، وعلى التوازن العالمي للقوة العسكرية، وسيتطلب من المخططين العسكريين إعادة تقييم خطط الحرب الحالية.
ويشير تقرير "سترول" أيضا إلى أن ما تنويه روسيا بإدخالها التحديثات على رادارات الدفاع الجوي الإيرانية، سيتطلب من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تحديث خططهما إذا تجاوزت إيران عتبة الأسلحة النووية.
وفي ذات السياق، فإن ذلك سيقود الولايات المتحدة لوضع خطط دفاعية وأسلحة جديدة لتزويد حلفائها العرب بها، ولحماية قواعدها العسكرية وسيتطلب ذلك تحديثا لكل أنظمتها في هذه البلدان، إذا ما حصلت طهران على معدات عسكرية أكثر تطوراً.
مما تقدم، يمكننا فهم دواعي زيارة السيد سيرغي شويغو الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، ولقائه بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإيرانيين، في مثل هذا التوقيت الذي تعرضت فيه إيران لعدوان سافر طال أراضيها من قبل الكيان الصهيوني ومرتزقته وبدعم وضوء أخضر أمريكي.
كما أن تهديد طهران بالرد، وقيام الأمريكيين بإرسال حاملات الطائرات والسفن والغواصات والطائرات والمستشارين العسكريين، يشير لاحتمالية تطور المواجهة، وهذا ما يدعو الروس لدخول الميدان وإثبات الدعم في إطار تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات التي تجعل من إيران قوة قادرة على تأديب الأمريكيين وكل حلفائهم.
وبالتأكيد إن كل ما تقدم لا يعني أن إيران الإسلامية ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها، بل إن الدعم الروسي والصيني أيضا أمر تفرضه طبيعة المرحلة والتعقيدات التي تواجه المنطقة، وسيكون لهذا الدعم الأثر البالغ في جعل إيران أقوى وأكثر قدرة على مواجهة أعدائها وممارسة دورها في ردع المتطاولين.
ولعل ما تخشاه إدارة الخرف بايدن وشريكه المجرم نتنياهو هو استنساخ هذه التكنولوجيا ونقل جزء منها لشركاء إيران في محور المقاومة، الذين باتوا أكثر تصميما على دحر جيش الاحتلال الصهيوني وحلفائه وتلقينهم دروسا لا تنسى في خضم المواجهة المحتدمة، التي ستنتهي بهزيمة الإرهاب الصهيوني هزيمة نكراء.